“كورونا” يتسلل إلى معهد الأورام في مصر.. ومخاوف من تفشي الفيروس

سهام عيد

كتبت – سهام عيد

في مفاجأة صادمة، كشف عنها مدير المعهد القومي للأورام في مصر، أمس، أن فيروس “كورونا” المستجد تسلل إلى الأطقم الطبية والعاملين بالمعهد، وأصاب عددا منهم وتم تحويلهم إلى مستشفى العزل، مع إغلاق المعهد أمام المرضى يوما واحدا والاكتفاء بالعيادات الخارجية والطوارئ، للتطهير والتعقيم.

القصة بدأت ببيان لنقابة الأطباء على الصفحة الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، أعلن فيه تحويل عدد ١٠ من الأطباء والتمريض لمستشفى العزل بعد تأكيد إصابتهم بفيروس كورونا.

النقابة قدمت في بيانها كل الدعم والتقدير للفريق الطبي في المعهد، وتمنت لهم الشفاء العاجل، وناشدت الجميع من غير الأطقم الطبية بالتزام بيوتهم.



كيف تسلل الفيروس إلى معهد الأورام؟

بعد ساعات من التصريحات لأطباء داخل وخارج المعهد، اعترف الدكتور حاتم أبوالقاسم مدير معهد الأورام بالقاهرة، في تصريحات متلفزة، أن الإصابات بدأت منذ أسبوع، وقص كيف تسلل الفيروس على يد ممرض ظهرت عليه الأعراض وتم عزله، وبعد إجراء التحليل اكتشفوا أنه مصاب أو حامل للفيروس.

وقال أبوالقاسم في مداخلة هاتفية مع الإعلامي المصري عمرو أديب ببرنامج “الحكاية” المُذاع عبر فضائية “إم بي سي مصر”، مساء الجمعة، إن المعهد سيتم غلقه حتى اليوم السبت، أمام المرضى لتطهيره وتعقيمه لمواجهة كورونا.

وأضاف أبوالقاسم أن الحالة الأولى المصابة في المعهد تعود لمُشرفة كانت تعمل في مستشفى آخر بيَنت نتائج تحاليلها الأحد الماضي أنها حاملة للفيروس.

وبحسب تصريحات أبوالقاسم، خضع طاقم المعهد كله للعزل الصحي، في حين تم إجراء اختبارات لـ42 أو 45 فقط منهم من المخالطين للمرضى، لمعرفة مدى إصابتهم بالوباء، مؤكدًا اكتشاف إصابة 3 أطباء و9 من طاقم التمريض.

ولفت إلى أن “المشكلة تكمن في السليم وليست في المريض فحامل الفيروس يكون أخطر من المريض لأنه يتم التعامل معه بحسن نية”.

مفاجأة المريض “صفر”

مفاجأة أخرى صادمة، فجرها الدكتور حاتم أبوالقاسم بشأن المريض صفر في معهد الأورام وهو الممرض الذي ظهرت عليه الأعراض منذ أسبوع واكتشفوا أنه مصاب.

رئيس معهد الأورام يؤكد أنهم “لا يعرفون من أين جاء الممرض بالمرض لأن غالبية الكادر الطبي يعمل في أكثر من مكان”، بحسب تصريحاته المتلفزة مع الإعلامي عمرو أديب.

وأوضح أن “الممرض كان يعمل أيضا في مستشفى أخرى وظهرت بها حالات أيضا وتم تعقيمها وتطهيرها”.

وأكد أن “هناك مستشفيات كثيرة ظهرت فيها حالات”.

جامعة القاهرة تفتح تحقيقا بشأن إصابات معهد الأورام

في غضون ذلك، قررت جامعة القاهرة، فتح تحقيق حول إصابة ١٧ شخصًا من الأطباء والتمريض بالمعهد القومي للأورام بفيروس كورونا المستجد، للوقوف على أسباب التقصير إن وجدت، ومعاقبة المتسببين والاطلاع على كافة التفاصيل حول الأزمة.

وقال الدكتور محمود علم الدين المتحدث الرسمي باسم جامعة القاهرة، إن الجامعة، قررت تعيين فريقين جديدين لمكافحة العدوى والجودة بالمعهد، لتولي إدارة الملف خلال المرحلة المقبلة في ضوء المتابعة مع اللجنة الفنية التي تم تشكيلها من الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس الجامعة لمراجعة كافة البروتوكولات الطبية المعمول بها في مجالات مكافحة العدوي وضمان السلامة للأطقم الطبية والعاملين والمترددين من المرضى.

وأوضح الدكتور علم الدين، أن المعهد تعامل مع الأزمة من بدايتها حيث تم إبلاغ المعامل المركزية لوزارة الصحة لإجراء التحاليل للحالات المشتبه بإصابتهم بفيروس كورونا، بالإضافة إلى عزل الحالات التي ثبت إصابتها والمخالطين لها فور التأكد من الإصابة.

وأكد علم الدين، أن الجامعة قررت وقف العمل بالمعهد القومي للأورام لمدة يوم واحد فقط السبت، وذلك مراعاة لظروف مرضى الأورام، على أن يقتصر استقبال العيادات الخارجية خلال الفترة المقبلة على الحالات العاجلة والطارئة فقط، مشيرًا إلى أنه سيتم تعقيم المعهد تعقيما شاملا، على أن يتم بعد ذلك تعقيمه يوميًا وفق المعدلات المعمول بها طبقا لكود وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية وفي ضوء ما تستلزمه الإجراءات الاحترازية لمواجهة أخطار فيروس كورونا المستجد.

وعن حالة المرضى، أكد الدكتور علم الدين، أن المرضى المحجوزين بالمعهد يتلقون كافة الرعاية الطبية، والأقسام الداخلية والعمليات تعمل بكفاءة عالية وفقا لخطة العمل دون أي مشكلات وتتخذ معهم كافة الإجراءات الوقائية والاحترازية.

وأشار علم الدين، إلى أن اللجنة المشكلة لتقصي الحقائق بدأت عملها في المراجعة لكافة الإجراءات داخل مستشفيات الجامعة والمعهد القومي للأورام، على أن ترفع تقريرًا لرئيس الجامعة يوميا للتأكد من الالتزام بالبرتوكولات الطبية والعقبات أو الصعوبات التي تراها ووسائل التعامل معها من خلال توصيات واضحة.

والمعهد القومي للأورام في مصر يعتبر بمثابة خط الدفاع الأول لمرضى الأورام، حيث يتردد عليه الآلاف يوميًا من كافة المحافظات، وهو ما أكده مديره بقوله: “المعهد ما ينفعش يتقفل، لأن بيجيلنا مرضى من كل مكان”.

وتقديرًا لجهود الأطباء في مصر لمواجهة الفيروس التاجي، قرر الرئيس عبدالفتاح السيسي دعم الكوادر الطبية ورفع مكافأة أطباء الامتيازات بالمستشفيات الجامعية التابعة لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي لتصبح 2200 لتتراوح المكافحة المقرر بين 400-700 جنيه.

وتولي القيادة السياسية في مصر اهتمامًا كبيرًا لدعم القطاع الصحي وتحسين الأوضاع المالية للعاملين والأطباء وأطقم التمريض، مما يسهم في الارتقاء بمستوى خدمات الرعاية الصحية المقدمة للمواطنين.
 

ربما يعجبك أيضا