باحث بشؤون الإرهاب لـ”رؤية”: داعش لجأ لحرب الأشباح في سيناء وهذه أبرز أسلحته

عاطف عبداللطيف

كتب – عاطف عبداللطيف

قال أحمد سلطان، الخبير في شؤون الحركات المسلحة والإرهاب، إن تنظيم داعش الإرهابي مُني بخسائر كبرى خلال السنوات الماضية، وفقد عددًا من قيادته الفاعلة في سيناء وعلى رأسهم أبودعاء الأنصاري أمير التنظيم، وأبوأسامة المصري، رئيس مجلس شورى التنظيم سابقًا، وأبوعمر الصعيدي حنفي جمال المسؤول عن التخطيط العسكري داخل التنظيم.

ونوه بأن العمليات العسكرية التي يقوم بها الجيش المصري أسهمت في تقويض بنية التنظيم الهيكيلة وانحسار مناطق انتشاره.

جبهة جديدة

وأضاف أحمد سلطان في تصريحات خاصة لـ”رؤية” أن التنظيم عمل على نقل المعركة من قطاعي رفح والشيخ زويد إلى منطقة بئر العبد؛ لفتح جبهة جديدة وتخفيف الضغط على عناصره في ظل الحملات الكبيرة التي يقوم بها الجيش المصري والشرطة هناك، وعدم قدرة المجموعات الإرهابية على المواجهة المباشرة.

وأوضح الخبير في شؤون الحركات الإسلامية المسلحة أن التنظيم لجأ إلى ما يُعرف بحرب الأشباح، وهي استراتيجية أعلى من حرب العصابات التقليدية، ملمحًا إلى أن “داعش سيناء” أصبح يتحاشى الهجمات والمواجهات المباشرة قدر الإمكان لتقليل خسائره، ويعتمد على تكتيكات استنزافية أخرى كحرب العبوات، وعمليات القنص عن بعد وغيرها.

العبوات والقناصة

وتابع سلطان قائلًا: لجأ التنظيم لحرب العبوات باعتبارها الوسيلة الأنجع في مواجهة أرتال ومدرعات الجيش المصري، مستقيًا نفس التكتيكات التي استخدمها تنظيم داعش ونسخته الأقدم أو ما يسمى بـ(تنظيم دولة العراق الإسلامية) مع تطوير وسائط الاتصال والتحكم عن بعد في العبوات الناسفة، واستخدام أساليب جديدة في زرع العبوات الناسفة وتمويهها، كما بين ذلك أمير التنظيم الإرهابي الحالي أبوهاجر الهاشمي في حواره المنشور في العدد 60 من صحيفة النبأ الداعشية.

وأردف: كما لجأ التنظيم إلى ما يُعرف بمفارز القنص الداعشية، وهم أفراد مدربون على عمليات القنص، موضحًا أن عناصر هذه المفارز يتخفون بشكل جيد في الصحراء ويقومون باستهداف الكمائن.

وفى ذات السياق، أكد الخبير في شؤون الحركات المسلحة والإرهاب، أن القوات المسلحة المصرية نجحت في إدارة المعركة داخل سيناء خاصة بمناطق الشمال والوسط، كما نجحت في تعقب وقتل القادة والأفراد الفاعلين في صفوف الإرهابيين، بينما تواصل الوحدات المختصة تفكيك عبوات الموت الداعشية، بجانب القيام بعمليات هجومية تستهدف استئصال ما تبقى من التنظيم التكفيري.

تسليح الإرهابيين

وعن الأسلحة التي يستخدمها التنظيم الإرهابي، قال أحمد سلطان إن التنظيم يستخدم الأسلحة الآلية روسية الصنع طراز AK47 والبلجيكية طراز FN والأخيرة هُربت للتنظيم من ليبيا في أعقاب الثورة على نظام القذافي في فبراير 2011، إضافةً لما يسمى ببنادق الموت النمساوية طراز شتاير والمستخدمة في عمليات القنص وبندقية القنص الروسية الشهيرة “دراغونوف” والأخيرة ظهرت في إصدار داعش الشهير المسمى “صاعقات القلوب”.

وأضاف “سلطان” أن داعش يعتمد على العبوات الهيكلية والعبوات متعددة المراحل، في استهداف المدرعات، مع الاعتماد على قواذف “أر. بي. جي” وصواريخ “كورنيت” الروسية المضادة للدروع وهي أيضًا هُربت من ليبيا بعد نهب مخازن أسلحة الجيش هناك أثناء ثورة فبراير.

وذكر الخبير في شؤون الحركات، أن ترسانة داعش تحتوي على مدفعية هاون عيار 82 ملم، وهذه تستخدمها مفارز الإسناد الداعشية في القصف، كما يعتمد التنظيم بشكل خاص على الرشاشات المتوسطة المعروفة بالمتوازي عيار (7.62 في 51) والثقيلة عيار 14.5 والتي تستخدم أحيانًا كمضاد للطائرات التي تحلق على مدى منخفض.

ولفت “سلطان” إلى أن داعش بث قبل ذلك صورًا تظهر حصوله على قواذف “سام 7” المضادة للطائرات، لكن هذه القواذف غير فعالة وأغلبها لا يصلح للاستخدام كما تشير عدة مراكز بحثية متخصصة في أبحاث التسليح، مشددًا على أن نشرها كان من باب “الشو الإعلامي” فقط، لكن ليس لها أي تأثير على ساحة العمليات.

وأكد الباحث أنه من الضروري استكمال العمل العسكري المصري القوي في مواجهة التنظيمات الإرهابية، بجانب العمل على تنمية سيناء ونشر الوعي والثقافة في أوساط السكان هناك، لضمان اجتثاث الإرهاب من جذوره.

إعلان

أعلن تنظيم داعش الإرهابي، أمس الجمعة، مسؤوليته عن هجوم على مركبة عسكرية مصرية بشمال سيناء أسفر عن استشهاد وإصابة عدد من أفراد الجيش. 

وذكرت وكالة أنباء أعماق التابعة لداعش أن التنظيم استهدف مركبة مدرعة تابعة للجيش المصري في منطقة بئر العبد بتفجير عبوة ناسفة، لكنها لم تقدم دليلًا أو تفاصيل عن عدد المشاركين في الهجوم، بحسب موقع العربية نت.

هذا ووقع انفجار في مدينة بئر العبد شمال سيناء، الخميس، أسفر عن استشهاد وإصابة 10 عسكريين مصريين.

وقال العقيد تامر الرفاعي، المتحدث العسكري باسم الجيش المصري، في بيان له، أول أمس، إن عبوة ناسفة انفجرت بأحد المركبات المدرعة جنوب مدينة بئر العبد، نتج عنها استشهاد وإصابة ضابط وضابط صف و8 جنود.

ربما يعجبك أيضا