وجه آخر للجائحة.. زيادة مرعبة للعنف الأسري والنساء الضحية الأولى

هدى اسماعيل

هدى إسماعيل

“العنف الأسري” ليس من توابع الجائحة “كورونا” فهو واحد من أكبر انتهاكات حقوق الإنسان حول العالم قبل تفشّي الفيروس، وقد زاد تفاقم الوضع مع فرض الحجر الصحي في جميع دول العالم، وبحسب الأمم المتحدة، فإنّ نحو 243 مليون امرأة (تتراوح أعمارهنّ ما بين 15 عاماً و49) حول العالم تعرّضنَ في خلال الأشهر الاثني عشر الماضية لعنف جسدي أو جنسي من قبل شريك أو أحد أفراد العائلة.

العنف في روسيا

“الصورة لا تبعث على التفاؤل”هكذا أعلنتها “تاتيانا موسكالكوفا” مفوضة حقوق الإنسان في روسيا، فبعد أن اجتاح العالم “كورونا ” وتم الإغلاق العام زادت أعداد قضايا العنف المنزلي في روسيا بمعدل مرتين ونصف خلال الإغلاق الذي فرضته الحكومة.

تقول “موسكالكوفا” إن الشكاوى والتقارير التي ترد للمنظمات الروسية غير الحكومية زادت من ستة آلاف شكوى في مارس إلى ما يزيد على 13 ألفًا في أبريل.

وأضافت: “تقول النساء إنه في إطار نظام العزل، لا يمكنهن التقدم أمام السلطات لطلب مساعدة وإذا ذهبن، فإنه لا يجري قبولهن عموماً”.

وتابعت: “من المهم جداً منح النساء حق التوجّه إلى مراكز مساعدة ضحايا العنف وعدم اعتبار ذلك خرقاً لإجراءات العزل”.

وأعربت 9 جماعات حقوقية عن قلقها الشهر الماضي إزاء موجة شكاوى العنف الأسري خلال فترة الإغلاق، داعية إلى اتخاذ إجراءات لحماية الضحايا.

والعنف الأسري ظاهرة متفشية في روسيا، وبحسب بيانات الشرطة، فإن نحو 40% من كل جرائم العنف ترتكب داخل الأسر.

نساء بريطانيا

تعهدت حكومة المملكة المتحدة بتخصيص 76 مليون جنيه إسترليني لدعم الأشخاص الذين يتعرضون للعنف المنزلي أثناء إغلاق كورونا.

يقول وزير المجتمعات المحلية “روبرت جينريك”:” إن التمويل الجديد سيساعد الأطفال وضحايا العنف المنزلي، كما أعلن عن إطلاق فريق عمل يهدف إلى دعم الأشخاص المشردين بعد رفع الإغلاق.

ستساعد حزمة التمويل الخدمات المجتمعية التي تعمل مع ضحايا العنف المنزلي والاعتداء الجنسي، وكذلك الأطفال وهذا يشمل توظيف مستشارين إضافيين لضحايا الجرائم الجنسية، كما ستوجه نحو توفير سكن آمن للناجين من العنف المنزلي وأطفالهم.

وقال تقرير للنواب إن هناك ارتفاعًا في أعمال العنف في الأسابيع القليلة بعد إقرار الإغلاق.

وفقًا للتقرير وجدت زيادة في حوادث القتل في حين أن عدد المكالمات إلى خط المساعدة الوطني للإساءات المنزلية ارتفع بنسبة 50% بعد ثلاثة أسابيع.

تقول “سالي فيلد”، رئيسة مؤسسة “وومن تراست”، إنها رحبت بالإعلان “بحذر إلى حد ما” لأنه ليس من الواضح كيف ستحصل المؤسسات الخيرية على الأموال.

وأضافت أنه تم إبعاد النساء عن الملاجئ حتى قبل الإغلاق، ويحتاج القطاع إلى “تمويل مستدام طويل الأمد” من أجل توفير سكن آمن.
وأشارت إلى أنها تتوقع زيادة هائلة في طلبات المساعدة بعد الإغلاق لأن الضحايا غير قادرين على الوصول للمساعدة عندما يكونون في المنزل.

افتحوا الأبواب 

طلبت السلطات البلجيكية من بعض الفنادق فى البلاد، فتح أبوابها لمساعدة النساء اللاتي تعرضن للعنف المنزلي خلال فترة الحجر المنزلي المفروض على كافة دول العالم بسبب الأزمة الصحية الحالية، وفي المقابل يتم منح صاحب الفندق تعويضًا يقدر بـ30 % من خسائره خلال هذه الفترة.

وجاءت تلك الخطوة من الحكومة البلجيكية لمواجهة الارتفاع الكبير في أعداد النساء المعنفات في فترة الحجر المنزلي في بلجيكا.

المرأة في المقدمة                 

في مارس الماضي أعلنت هيئة الأمم المتحدة للمرأة في بيان لها صادر عن المديرة التنفيذية “فومزيل ملامبو-نجوكا”، إلى أن الآثار السلبية التي سيحدثها فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، لن تتوقف عندما يتعلق بالصحة العامة ووقوع الوفيات، وقرارات العزل المنزلي، ولكنه تطرق إلى التأثيرات المتعلقة بأوضاع النساء الاجتماعية، وكان الخوف الأكبر هو “العنف الأسري”.

وأوضحت الأمم المتحدة للمرأة أن الضغوط الاقتصادية والاجتماعية، التي جاءت نتيجة العزل المنزلي والصحي لفترات طويلة مع مخاوف الأمن والصحة وظروف المعيشة، من الممكن أن تساهم في ارتفاع حالات العنف الأسري المنزلي والاستغلال الجنسي، فهناك 137 امرأة يتم قتلها يوميًا على يد أحد أفراد أسرتها، وفي البلاد التي طبقت العزل الاجتماعي كانت حالات العنف المنزلي التي تم الإبلاغ عنها قد تزايدت 3 أضعاف وأكثر من ذلك.

تقول رئيسة التحالف الوطني ضد العنف المنزلي في الولايات المتحدة، “رُوث غلين”: “في هذا الوقت بالتحديد، مع كوفيد-19، المنزل قد يكون صعبًا جدًا بالنسبة لضحايا العنف الأسري والناجين، لأن المعتدين يستطيعون استغلال الوضع للتحكم بشكل أكبر في ضحاياهم”.

وبحسب التحالف الوطني ضد العنف المنزلي، فإن 10 ملايين شخص في الولايات المتحدة، يتعرضون سنويا للعنف الجسدي من قبل شركائهم. وتعرضت امرأة بين كل أربع نساء، ورجل بين كل سبعة رجال، لعنف جسدي شديد على يد شريك حميم.

الصلاة من أجل العائلات 

طالب البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان ورأس الكنيسة الكاثوليكية، رعايا الكنيسة حول العالم بالصلاة من أجل العائلات حتى تعيش في استقرار مع طول فترة الحجر الصحي، وغرد البابا فرنسيس عبر حسابه الرسمي بموقع “تويتر” قائلا: “في زمن الحجر الصحّي هذا، تسعى العائلة للقيام بالعديد من الأمور الجديدة، وهناك إبداع كبير للمضي قدمًا ولكن نجد أحيانًا العنف المنزلي أيضًا. لنصلِّ معًا من أجل العائلات لكي تستمرّ بسلام وإبداع وصبر في هذا الحجر الصحّي”.

 

ربما يعجبك أيضا