المرأة المحجبة في الدراما المصرية مكسورة وضعيفة

هالة عبدالرحمن

كتب – هالة عبدالرحمن

في الآونة الأخيرة، بدأ القلق المتزايد من الصورة النمطية للمرأة المحجبة في الدراما العربية، بخاصة المصرية والتي تحظى بنسب مشاهدة عالية.

وتصور الدراما الفتاة المحجبة غير متسقة مع مجتمعها ولا مع نفسها، وغالبا ما تصبح شخصية اتكالية تعتمد على غيرها، وفي الحقيقة هذا ليس واقع مجتمعاتنا العربية.

نجد المرأة المحجبة تمثل النسبة الأكبر في المجتمعات وتصبح وزيرة وعالمة ومعيلة أسرتها بالكامل، ولكن بطريقة ما، عندما يتم تصويرهم في الدراما، لديهم جميعًا نفس العيوب في الشخصية. لذلك دعونا نرى…

 الأمر لا يتعلق فقط بشخصية “رضوى” مريم الخشت من العرض الحالي لمسلسل “ليه لأ”، بعدما دشن نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، هاشتاجًا باسم الفنانة الشابة مريم الخشت، والتي تظهر بدور “رضوى” بمسلسل “لية لأ”، المذاع على “شاهد في أي بي”.

أتى ذلك بعد عرض الحلقة السادسة من المسلسل، والتي تفاعل معها النشطاء، بعد إهانة مريم الخشت من قبل خطيبها، والتي تخشى الانفصال عنه لحبها الشديد له واستمرارها في علاقة مسيئة.

وفي مسلسل “سابع جار”، نتذكر جميعا دعاء القاسية والغير مرنة مع شيء ممتع تقريبا، تجدها دائمًا غير راضية عن أي شيء، ودائمًا ما تحكم سلبيا على أقرانها الأكثر انفتاحًا.

وفي نفس المسلسل نجد شخصية الأم العابسة التي أجبرت زوجها على خيانتها بسبب اهتمامها الزائد بأولادها وترك وإهمال متطلبات زوجها، إلى أن تحدث الخيانة ثم الطلاق.

ومن خلال بطلة مسلسل “حكاية ذات” التي تجسد دورها الفنانة نيللي كريم، نعيش مجموعة كبيرة من الحكايات الإنسانية والأحداث السياسية في هذه الفترة بين الثورتين؛ حيث نجد شخصية “ذات” التي عانت من الظروف السياسية والاجتماعية التي عايشتها وعاصرتها صورة لواقع المجتمع الذي عانى من “تهميش” طوال 60 عامًا ليتحرر في النهاية بثورة عظيمة ونجد أن فترات التحول التي عايشتها شهدت تحولا في حجابها أيضا.

لا تكمن المشكلة في أن بعض الشخصيات المحجبة تصبح ضعيفة لأن بعض الشخصيات غير المحجبة تكون ضعيفة أيضًا داخل السياق الدرامي نفسه، ولكن حقيقة أن جميع الشخصيات المحجبة تصبح ذات خط واحد فهو أمر غير متسق مع الواقع ولا الدراما، عندما يفترض أن تكون الدراما واقعية ومتنوعة وشاملة.

ربما يعجبك أيضا