أزمة سد النهضة في مجلس الأمن.. تحذيرات مصرية سودانية شديدة

إبراهيم جابر

رؤية – إبراهيم جابر:

القاهرة –  شهدت جلسة مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، بشأن سد النهضة الإثيوبي، بطلب من مصر، توجيه مصر والسودان تحذيرات شديدة لإثيوبيا بشأن عدم التوصل إلى اتفاق قبل ملء سد النهضة، وضرورة تلافي التأثيرات السلبية للسد على دول المصب، وسط مطالبات دولية بعدم اتخاذ إجراءات إحادية، واستمرار المفاوضات لإيجاد حل.

“تحذير مصري”

أكد وزير الخارجية المصري، سامح شكري، مساء الإثنين، أن سد النهضة الإثيوبي يهدد رفاهية ووجود الملايين من المصريين والسودانيين، مشيرا إلى عدم السماح بأي تهديد لأمن مصر المائي، مشددا على أن “عدم التوصل إلى اتفاق بشأن سد النهضة من شأنه أن يزيد النزاعات في المنطقة”.

وأضاف -في كلمته- أن مجلس الأمن يجب أن يتحرك بحزم لإنهاء التحركات أحادية الجانب بشأن سد النهضة، وأن مصر تريد التوصل إلى اتفاق عادل”، مكملا: “سد النهضة هو برنامج عملاق بنته إثيوبيا على نهر النيل يمكن أن يعرض الأمن والغذاء لدولة أخرى للخطر”.

وأوضح: “مع إدراكنا لأهمية المشروع لتنمية إثيوبيا، ندعم هذا الأمر، لكن من المهم أن يدركوا أن هذا السد يهدد وجود الملايين من المصريين والسودانيين”، مردفا: “إثيوبيا لديها العديد من الموارد المائية لديها أمطار تصب والمليارات من الأمتار المكعبة من المياه ولا يعانون من شح المياه، وهناك 11 دولة أخرى تتقاسمها مع الدول الأخرى وكلها تقدم فرص كبيرة للتعاون الإقليمي.. هذا يعني أنه إذا بني السد أحاديا دون اتفاق يحمي دول المصب هذا سيضغط علينا أكثر ونحن نعاني وهذا يعرض الملايين من السودانيين والمصريين للخطر”.

وأردف “نثق في التزام مجلس الأمن بعمله ومسؤوليته فهو سيتحرك بحزم ليحقق هذا الأمر ويقضي على التحركات الأحادية، التي يمكن أن يقيض عملنا الدولي ويلقي أعباء كبيرة على المجتمع الدولي”، مستطردا: “مصر جلبت القضية لمجلس الأمن لكي تتجنب توترات أكثر وكي لا تكون هناك تحركات أحادية تقوض السلام ولنحمي حقوق دول المصب الذي سيهدد حياة أكثر من 150 مليون مصري وسوداني مما قد يغذي النزاعات بالمنطقة”.

“مطالب سودانية”

قال مندوب السودان في مجلس الأمن إنه يجب التوصل لاتفاق لمنع إيقاع أي ضرر بنا أو بمصر بسبب سد النهضة، موضحا أن بلاده أطلقت مبادرة للتوصل لاتفاق بين الدول الثلاث.

وتابع في كلمته: “نؤمن بأن التوصل إلى اتفاق قبل ملء سد النهضة ضروري جدا كي نتجنب الإضرار بالملايين من الناس”، مكملا: “على إثيوبيا أن تعمل على تلافي التأثيرات السلبية للسد على دول المصب، ينبغي ألا يتم تعبئة سد النهضة إلا بعد التوصل إلى اتفاق”.

“موقف إثيوبيا”

وذكر مندوب إثيوبيا في الأمم المتحدة، إن الاتحاد الإفريقي لدية الإرادة والخبرة سعيا للتوصل إلى اتفاق بشأن سد النهضة، موضحا أن إثيوبيا تبحث عن استعمال مواردها بطريقة معقولة بعد حرمانها من ذلك، مكملا: “لدينا واجب وطني بحماية شعبنا وتحقيق الرفاهية له.

وشدد مندوب إثيوبيا في مجلس الأمن في كلمته خلال الجلسة، على أن بلاده لن تتسبب بإلحاق الضرر بمصر أو السودان.

“تقديم تنازلات”

وقالت المبعوثة الأمريكية لدى الأمم المتحدة كيلي كرافت، إن الولايات المتحدة تشجع مصر والسودان وإثيوبيا على “البناء على التقدم الذي تم إحرازه في المفاوضات، وتقديم تنازلات ليتحقق التقدم أكثر”، مطالبة الدول الثلاث إلى عدم إصدار أي تصريحات أو أفعال يمكن أن تقوض النية الحسنة التي توصلنا إلى اتفاق”.

وأضافت: “نؤمن أنه من خلال الحوار البناء والتعاون، الحل يكون قريبا وفي متناول اليد، ونؤكد التزامنا بأن نبقى على تواصل مع الدول الثلاث، حتى يتوصلوا إلى اتفاق نهائي، ونتطلع للحصول على تقارير إضافية بشأن هذه القضية”.

“لا إجراء أحادي”

أكد ممثل الدومينيكان بمجلس الأمن، تشجيع بلاده الحوار البناء بين مصر والسودان وإثيوبيا حول سد النهضة، متابعا: “نحن على استعداد لدعم الحوار بين الدول الثلاث للوصول إلى حل مرضي، ونتفهم قلق كل دولة، ونهتم بالوصول إلى حل نهائي وعدم إهدار أي فرصة”.

وحذر ممثل الدومينيكان بمجلس الأم من أي إجراء أحادي قد يصعد من عملية المواجهة، معلقا “نسعى لاستمرار الحوار بين الأطراف الثلاثة عبر القنوات الدبلوماسية للوصول إلى حل مخلص”.

دعا فيما مندوب فرنسا بمجلس الأمن ورئيس المجلس خلال شهر يونيو، لحل يؤدى إلى الرخاء وندعو الأطراف المعنية إلى احترام إعلان المبادىء الذي تم التوافق عليه عام 2015 ولابد من حل الخلافات بشكل ودي”، مضيفا أنه يجب وقف أي تصعيد وحل كل المشكلات العالقة في ملف سد النهضة.

وأكد أن الاتفاق سيؤدي إلى تحقيق التنمية للجميع بالقارة الإفريقية، داعيا مصر وإثيوبيا والسودان أن يكون هناك إحساس بالمسئولية وضبط النفس.

وشدد ممثل المملكة المتحدة بمجلس الأمن، على أهمية عدم إتمام أي خطوة تمثل ضرر لطرف بعينه في قضية سد النهضة، منوها بأن استمرار الدول الثلاث في المفاوضات السبيل الوحيد لإيجاد حل، مكملا: “أوجه الشكر لحكومات مصر والسودان وإثيوبيا على بذل المزيد من الجهود للوصول إلى تسوية شاملة، وسنقدم الدعم من خلال المنظمات الدولية للتوصل إلى تسوية شاملة لملف سد النهضة.

ربما يعجبك أيضا