وسط ارتباك الداخل.. بورتسودان بقعة دم جديدة في الثوب السوداني

أشرف شعبان

رؤية – أشرف شعبان

ارتفع عدد قتلى الصراع القبلي بمدينة بورتسودان بولاية البحر الأحمر السودانية إلى أكثر من 25 قتيلا و87 جريحا، خلال 3 أيام من القتال.

وحملت لجنة أطباء السودان المركزية، غير الحكومية، السلطات الأمنية، وحكومة ولاية البحر الأحمر، مسؤولية حماية المواطنين واستتباب الأمن هناك، كما استنكرت اللجنة موقف الحكومة التي تقف موقف المتفرج تجاه ما يحدث في الولاية حسب بيان صادر عنها.

وأصدر والي الولاية عبدالله شتقراي أوهاج، أمر طوارئ بفرض حظر التجوال الشامل بمحلية بورتسودان.

وينص القرار على تطبيق الحظر بالمحلية بحدودها الجغرافية، وشمل كل المؤسسات بالقطاع العام والخاص والهيئات ببورتسودان، ويُستثنى من ذلك العاملون في القطاع الطبي وطوارئ المياه والكهرباء والعاملون بالإذاعة والتلفزيون”.

ووقعت الاشتباكات يوم الأحد الماضي بين قبائل بني عامر من جهة وبين قبائل الهدندوة والنوبة من جهة ثانية، في أحياء دار النعيم وفيليب ببورتسودان ما أدى لوقوع قتلى وجرحى.

وبدأت القصة بمناوشات محدودة أثناء عبور موكب لأبناء جبال النوبة عبر حي دار النعيم، لمطالبة أمانة حكومة الولاية بإقالة والي جنوب كردفان، وللتنديد بالعنصرية، حسبما ذكر مواطنون من المنطقة لراديو “دبنقا”.

وقال المواطنون إن القوات النظامية أطلقت أعيرة نارية في الهواء إلا أنها انسحبت لاحقاً مما أدى لوقوع الاشتباكات بين الطرفين.

وذكرت صحفية “شمائل النور” على صفحتها في الفيسبوك أن “اللافت ومع تفجر الأوضاع في أطراف البلاد التي تأخذ الطابع القبلي، أن الصمت هو خطاب السلطات الرسمي، لا بيان ولا تصريح ولا خطاب يوضح حقيقة ما يجري، والأمر متروك لتديره منابر التحريض والكراهية في مواقع التواصل الاجتماعي التي تتحول مع هذه الأحداث إلى ساحات معارك تنعكس تماماً على الواقع”.

وأضافت “هذا الصمت الرسمي حيال ما يجري في شرق السودان محيّر، محيّر لدرجة اليقين أن ما يجري مطلوب ومراد له أن يصل إلى نهاياته”.

ووصفت شمائل النور صمت الحكومة بالمخجل، وأكدت بأن وأن الأجهزة الأمنية في الدولة محايدة للصراع الواقع في شرق السودان وطالبت الثوار بالمحافظة على روح الثورة.

وتفاعل نشطاء ورواد مواقع التواصل الاجتماعي مع المشاجرات، حيث دشنوا هاشتاج “بورتسودان تنزف” ونشروا شريط فيديو يظهر مشاهد في سوق بمدينة بورتسودان السودانية، حيث جرت أعمال عنف.

وتقيم المجموعتان القبليتان في اثنين من أفقر أحياء المدينة الساحلية والتي تعتبر الميناء الرئيسي لصادرات وواردات البلاد.

والنوبة قبيلة أفريقية تعود أصولها لمنطقة جنوب كردفان وسط البلاد، وقد هاجر أفراد منها إلى بورتسودان منذ عقود للعمل في الميناء، أما بني عامر فهي إحدى مجموعات قبائل “البجا” السكان الأصليين لشرقي السودان.

ومؤخرا وصلت مدينة بورتسودان كتائب من القوات المسلحة بتوجيه من القيادة العامة للسيطرة على الأوضاع المتأزمة التي جرت أحداثها مؤخرا، وفور وصول القوات انتشرت وفق خطة أمنية محكمة بالتنسيق مع المكونات الشعبية والقوات النظامية بالمدينة لإعادة الهدوء والأمن وفرض هيبة الدولة والحفاظ على النسيج المجتمعي متزامنا مع فرض حظر التجوال.

 

ربما يعجبك أيضا