في ليلة “ديمقراطية” بامتياز.. هاريس تصنع التاريخ وأوباما يفتح النار على ترامب

ولاء عدلان

كتبت – ولاء عدلان

في ثالث أيام المؤتمر العام للحزب الديمقراطي الأمريكي، استمرت وتيرة الهجوم “الأزرق” على الرئيس دونالد ترامب في التصاعد ووصلت إلى حد الاتهام المباشر بأنه يشكل تهديدا للديمقراطية.. الاتهام هذه المرة جاء على لسان الرئيس السابق باراك أوباما الأمر الذي وصفه بعض مؤيدي ترامب بأنه تصفية حسابات.

لكن أوباما لم يفتح النار وحده على ترامب، إذ أيضا صبت كامالا هاريس في خطابها -الذي أعقب إعلان الحزب الديمقراطي رسميا ترشيحها لمنصب نائب الرئيس- غضبها على الرئيس الأمريكي، وخرجت الصحف العالمية علينا اليوم لتزيد من حنق ترامب بوصفها هاريس بأنها تصنع التاريخ كونها أول سيدة من أصول أفريقية وآسيوية ترشح لهذا المنصب.

رمز للحلم الأمريكي
قالت هاريس في خطابها من داخل قاعة بفندق متواضع في مسقط رأس بايدن، بلدة ويلمنجتون: أقبل ترشيحكم لمنصب نائب رئيس الولايات المتحدة، علمتني أمي أن خدمة الاخرين تعطي للحياة هدفا، ملخصة قصة حياتها كابنة لمهاجرين من الهند وجاميكا وكرمز للحلم الأمريكي.

وأضافت نحن الآن لدينا رئيس يحول مآسينا إلى أسلحة سياسية..  جو بايدن سيكون رئيسا يحول تحدياتنا إلى أهداف، متابعة فشل دونالد ترامب في الزعامة تسبب في فقد أرواح ووظائف.

ويأمل الحزب الديمقراطي من خلال هاريس في استقطاب أصوات النساء والشباب الأمريكيين وتحديدا الناخبين أصحاب الأصول الأفريقية أو الآسيوية.

كامالا هاريس، المولودة في 20 أكتوبر 1964، هي ابنة لاثنين من الأكاديميين المهاجرين، التحقت عام 1981 بجامعة هوارد في واشنطن، لدراسة الاقتصاد والعلوم السياسية، وفي عام 1989 حصلت على الدكتوراة في القانون من كلية هاستينغز بجامعة كاليفورنيا، وفي عام 1990 تم قبولها في نقابة المحامين بولاية كاليفورنيا، لتحصل بعهدها على وظيفة نائب المحامي العام في مقاطعة ألاميدا، وبدأ نجمها يسطع في محاكمات الاعتداء الجنسي على الأطفال، والقضايا الاجتماعية.

عملت هاريس كمحاضرة في عدد من الجامعات، إلى أن أصبحت مدعي عام سان فرانسيسكو من عام 2004 إلى 2011، ومن ثم مدعي عام كاليفورنيا في الفترة 2011-2017، وبعدها مباشرة تم انتخابها سيناتور عن ولاية كاليفورنيا في مجلس الشيوخ عام 2017، لتصبح ثاني أمريكية من أصول أفريقية تعمل تحت قبة الكونجرس.

قال عنها أوباما عندما وقع اختيار بايدن عليها قبل أسبوع من الآن: هي أكثر من مستعدة لهذه الوظيفة، لقد أمضت حياتها المهنية في الدفاع عن دستورنا والقتال من أجل الأشخاص الذين يحتاجون إلى العدالة، مضيفا أن قصة حياتها هي قصة يمكنني أنا والعديد من الأمريكيين رؤية أنفسنا فيها،  قصة تقول أنه بغض النظر عن المكان الذي أتيت منه، أو كيف تبدو، فهناك مكان لك هنا.

أما الرئيس ترامب ففور الإعلان عن ترشيحها، وصفها بـ”البغيضة للغاية”، واعتبرها لا تكن احتراما لـ”بايدن” نفسه، مذكرا بموقفها من بادين في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي عندما فشلت في جمع أصوات كافية تؤهلها لخوض الانتخابات الرئاسية.  

أوباما يفتح النار
في خطابه أمام المؤتمر الكبير للحزب الديمقراطي، اتهم الرئيس الرابع والأربعون للولايات المتحدة، ترامب بالتعامل مع البيت الأبيض على أنه برنامج لـ”تلفزيون واقع”، كل وظيفته هو جذب الاهتمام الذي يطوق إليه.

وقال أوباما: ترامب لم ينضجع في وظيفته لأنه لا يستطيع، فهو لم يُظهر أي اهتمام بعمله كرئيس للبلاد، ولا اهتمام بإيجاد أرضية مشتركة مع الجميع من أجل مصلحة البلاد، ولا اهتمام باستخدام القوة الهائلة لمنصبه لمساعدة أي شخص سوى نفسه وأصدقائه، مضيفا أن ما نتج عن فشل رئاسة ترامب كان “أسوأ” من التوقعات جميعها..  سمعتنا الجيدة حول العالم قد تضاءلت بشدة، ومؤسساتنا الديمقراطية هُدّدت كما لم يحدث من قبل وخسرنا ملايين الوظائف.

وتابع كنت أتمنى من أجل بلدنا، أن يبدي ترامب بعض الاهتمام بأخذ الوظيفة على محمل الجد، وأن يشعر بثقل المنصب ويكشف عن بعض الاحترام للديمقراطية التي وضعت في رعايته، لكنه يؤمن بنظريات المؤامرة، واستخدم جيشنا كأداة سياسية ضد المتظاهرين على أرضنا.

اتهم أوباما ترامب والمؤيدون له من الجمهوريين بالسعي للتأثير على نتائج الانتخابات من خلال سواء بمحاولة منع بعض الأمريكيين من التصويت أو جعل الأمر أكثر صعوبة عليهم، وقال إن ترامب وإدارته سيفعلون كل ما بوسعهم من أجل البقاء في السلطة، لكنه حث الجهور الأمريكي على المشاركة في استحقاق نوفمبر قائلا: يمكنكم إعطاء ديمقراطيتنا معنى جديدا وبإمكانكم أخذها لمكان أفضل.

وأضاف: الليلة أطلب منكم أن تؤمنوا بقدرة جو بايدن وكامالا هاريس على إخراج بلادنا من هذه الأوقات العصيبة وإعادة بنائها بشكل أفضل، لأنّ ما هو على المحكّ اليوم هي ديموقراطيتنا.

ترامب يرد 
سرعان ما خرج ترامب للرد على أوباما من قلب البيت الأبيض قائلا في مؤتمر صحفي: الرئيس أوباما لم يؤدّ عملاً جيّداً، لذا أنا موجود هنا، موجود بسبب الرئيس أوباما وجو بايدن.

وأضاف: أوباما كان رئيسا “مروعا”، عندما أسمع هذا الكلام وأرى الرعب الذي تركه لنا وغباء الاتفاقات التي أبرمها، انظروا كم كان سيئا.
وسبق أن اتهم الرئيس الأمريكي سلفه أوباما ونائبه جو بايدن بأنهما شكلا أسوأ إدارة في تاريخ أمريكا.

بحسب الاستطلاعات الأمريكية هناك نحو 53% من الناخبين أبدوا حماسهم للمشاركة في الانتخابات الرئاسية، وهي أعلى نسبة منذ 17 عاما، في إشارة اعتبرها البعض ناجمة عن سخط الجمهور الأمريكي حيال سياسات ترامب لا سيما المتعلقة بالتعامل مع جائحة كورونا وأزمة حقوق الأقليات والتمييز العنصري التي عادت إلى دائرة الضوء بمقتل مواطن من أصول أفريقية “جورج فلويد” في مايو الماضي على يد رجلين من الشرطة.

بحسب استطلاع للرأي أجرته جامعة جنوب كاليفورنيا وأصدرت نتائجه فجر اليوم،  يتقدم بايدن – الذي من المقرر أن يلقي خطابا، مساء اليوم في ختام المؤتمر- على المستوى الوطني بنسبة 11%، على خصمه ترامب.

هيلاري كلينتون التي خسرت الانتخابات عام 2016 أمام ترامب، قالت أمس في خطابها للدميقراطيين: أتمنى أن يعرف ترامب كيف يكون رئيسًا لأن بلادنا بحاجة إلى رئيس في الوقت الحالي أكثر من أي وقت مضى، لكنها قالت: إن الديمقراطيين قد يخسرون في الانتخابات الرئاسية المقررة، حتى مع حصولهم على المزيد من الأصوات على المستوى الشعبي، وشددت على أن الحزب بحاجة إلى تحقيق فوز “ساحق” في تلك الانتخابات.

وأضافت: لا تنسوا أن جو وكامالا يستطيعان الفوز بثلاثة ملايين صوت إضافي ويمكن أن يخسرا..  لذا المهم هو أن نصوت لرئيسنا.

تجدر الإشارة هنا إلى أن هيلاري عام 2016 حصدت أصواتا تفوق ترامب على الصعيد الوطني، إلا أنها خسرت في المجمع الانتخابي أي أنها لم تفوز في عدد كافِ من الولايات يؤهلها لدخول البيت الأبيض.

ربما يعجبك أيضا