آخره في ريف دمشق.. “خط الغاز العربي” والاستهداف المتكرر

محمود طلعت

رؤية – محمود طلعت

هز انفجار ضخم، وقع فجر الإثنين، خط الغاز العربي بين منطقة الضمير وعدرا في ريف دمشق، ما أدى لانقطاع التيار الكهربائي عن أنحاء سوريا، وسط ترجيح السلطات بأن يكون “عملا إرهابيا”.

وانتشرت صور أفراد مكافحة الحرائق وهم يكافحون النيران التي اشتعلت على امتداد خط الأنابيب الواقع شمال شرقي العاصمة دمشق.

ويعد هذا الخط الرئيسي المسؤول عن تغذية محطات توليد الطاقة الكهربائية في المنطقة الجنوبية، ويبلغ قطره 36 إنشًا وبسعة تبلغ سبعة ملايين متر مكعب من الغاز يوميًا.

وفي 23 يونيو 2019، تعرّضت المنشآت ذاتها لعملية تخريبية، ما تسبب بتسرّب نفطي في منطقة المصب البحري وتوقف بعضها عن العمل، وفق وكالة الأنباء السورية “سانا”.


عمل إرهابي

وزير النفط السوري، علي غانم، قال: إن المؤشرات الأولية تشير إلى أن الانفجار هجوم إرهابي استهدف خط الغاز العربي، الذي يغذي محطات الكهرباء في جنوب سوريا.

ولم تذكر السلطات من تعتقد أنه هو مدبر الهجوم، ولكن مسؤولا أمريكيا رفيع المستوى قال إنه من شبه المؤكد أن منفذي الهجوم هم أفراد في تنظيم داعش.

سادس انفجار

من جهته كشف وزير الكهرباء السوري، محمد زهير خربوطلي، أن الانفجار هو السادس من نوعه الذي يتعرض له هذا الخط في المنطقة نفسها، مشيرا إلى أن الانفجار أدى إلى انقطاع التيار بشكل كامل عن جميع المحافظات.

وأوضح أن فرق الصيانة استطاعت إعادة التيار لعدد من المحافظات بشكل تدريجي، مشددا على أن الوزارة ستعمل على إعادة الوضع إلى ما كان عليه وإعادة التيار الكهربائي بشكل متتال.

بدوره أكد رئيس مجلس الوزراء المكلف بتسيير الأعمال المهندس حسين عرنوس أن العمل على إصلاح خط الغاز العربي الذي تعرض لاعتداء إرهابي يسير بوتيرة عالية وسيكون بجاهزية كاملة في أسرع وقت.


خط الغاز العربي

تمتد شبكة أنابيب الغاز العربي من مصر إلى الأردن وسوريا، حيث تم الاتفاق على إنشاء خط الغاز العربي عام 2000، من أجل تصدير الغاز الطبيعي المصري إلى دول المشرق العربي ومنها إلى أوروبا، وذلك على عدة مراحل.

وانطلق الخط في مرحلته الأولى، التي انتهت عام 2003 بتكلفة 220 مليون دولار أمريكي، من مدينة العريش في شمال سيناء إلى العقبة في جنوب الأردن.

أما المرحلة الثانية من المشروع فبدأت من العقبة وصولا إلى منطقة الرحاب الأردنية على الحدود مع سوريا، بطول 390 كم بتكلفة قدرها 300 مليون دولار أمريكي، وقد تم الانتهاء منها بحلول عام 2005.

وامتد الجزء الثالث من خط الغاز العربي من الأردن إلى منطقة دير علي بريف دمشق في سوريا، وكان من المفترض أن يمتد إلى مدينة كلس التركية، على أن يتم توصيله بخط غاز نابوكو ومن ثم وصله بالقارة الأوروبية، وكان من المتوقع أن يتم الانتهاء من هذا المشروع عام 2010.

استهداف متكرر

الخط العربي للغاز لم يسلم من الاستهداف منذ اندلاع أحداث 2011، فقد تم تفجير الخط في 5 فبراير 2011 عند منطقة الشيخ زويد شمالي سيناء، وتم إيقاف ضخ الغاز لمنع زيادة الاشتعال آنذاك.

وفي 7 يوليو 2013، فجر مجهولون خط الغاز جنوبي العريش في محافظة شمال سيناء. ومنذ قيام ثورة 25 يناير 2011 تم تفجير خط الغاز لأكثر من 16 مرة، استهدفت معظمها الأنبوب الواصل إلى إسرائيل.

ربما يعجبك أيضا