أفغانستان.. محادثات سلام مباشرة بين كابول وحركة طالبان

رؤية – محمود سعيد

بدأ العد التنازلي لمحادثات السلام المباشرة بين كابول وحركة طالبان، حيث من المقرر أن تبدأ الأسبوع المقبل، وجاء هذا الاختراق الهام بعد أيام من إطلاق الحكومة الأفغانية سراح حوالي 80 شخصية رئيسية من طالبان، لتمهيد الطريق لمحادثات السلام، فضلا عن إطلاق سراح 400 آخرين.

الخطوة كانت جزءًا من صفقة لتبادل الأسرى، بعد اتفاق سلام تاريخي بين الولايات المتحدة وطالبان في الدوحة في فبراير/ شباط الماضي، وأفرجت حكومة كابول حتى الآن عن 4600 سجين من طالبان، بالإضافة إلى 500 سجين لم يكونوا على قائمة طالبان، فيما وصف المبعوث الأمريكي الخاص بأفغانستان، زلماي خليل زاد، اجتماع “لويا جيرغا” بأنه “فرصة تاريخية” لإزالة آخر عقبة أمام محادثات السلام المباشرة.

كما أبدى مجلس ممثلي القبائل الأفغانية “لويا جيرغا” موافقته على إطلاق سراح 400 آخرين من معتقلي “طالبان” تمهيدا لبدء مفاوضات مباشرة بين الحركة وحكومة كابل، وكان الرئيس الأفغاني أشرف عبد الغني وعد بأن المحادثات المباشرة التي طال انتظارها مع طالبان ستبدأ بمجرد إطلاق سراح أسرى طالبان الـ400، وحينها وصف المبعوث الأمريكي الخاص بأفغانستان، زلماي خليل زاد، اجتماع “لويا جيرغا” بأنه “فرصة تاريخية” لإزالة آخر عقبة أمام محادثات السلام المباشرة.

الحكومة الأفغانية وباكستان

من جانبه، أعلن عبد الله عبد الله، رئيس “المجلس الأعلى للمصالحة الوطنية الأفغانية”، عن بداية المحادثات المباشرة مع طالبان الأسبوع القادم، وقال عبد الله، في فعالية بالعاصمة كابل: “يأمل الناس في السلام، وهم مستعدون لاتخاذ قرارات صعبة من أجل السلام، لكن لديهم مخاوف أيضًا”، وجاء هذا التطور بعد مكالمة هاتفية أجراها عبد الله عبد الله، مع رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، وفي السياق ذاته، أعرب عبد الله لخان عن تقديره لدعم باكستان لعملية السلام الأفغانية، مؤكدا وجوب اغتنام جميع الأطراف “هذه الفرصة الفريدة للحد من العنف وبدء المحادثات بين الأفغان والسعي إلى طريق سلام كريم ودائم”.

يشار أنه في ديسمبر/ كانون الأول 2018، رتبت باكستان محادثات مباشرة نادرة بين واشنطن وطالبان، والتي أدت إلى اتفاق الدوحة للسلام في فبراير.

قادة طالبان

من جانبه، أعلن كبير مفاوضي طالبان، شير محمد عباس ستانيكزاي، أن الحركة انتهت من تشكيل فريق مكون من 21 عضوا للمحادثات المقترحة، وقال متحدث طالبان، ذبيح الله مجاهد، إن المحادثات في إسلام أباد كانت تتعلق بالسلام والأمن في أفغانستان والمنطقة، بالإضافة إلى المفاوضات بين الأطراف الأفغانية.

وأضاف مجاهد أن الجانبين شددا على أهمية بناء الثقة وإقامة علاقات جيدة بين كابل وإسلام أباد، والثلاثاء الماضي، التقى وفد من “طالبان” الأفغانية، وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي، في العاصمة إسلام أباد، لمناقشة عملية السلام في أفغانستان، لاسيما المفاوضات المباشرة بين كابل والحركة، وأجرى وفد طالبان المكون من سبعة أعضاء برئاسة نائب رئيس الحركة، الملا عبد الغني بردار، محادثات مع الجانب الباكستاني برئاسة قريشي، في مقر وزارة الخارجية.

مباحثات أفغانية حول السلام مع حركة طالبان

في سياق متصل، أبدى مجلس ممثلي القبائل الأفغانية، موافقته على إطلاق سراح 400 من معتقلي “طالبان” تمهيدا لبدء مفاوضات مباشرة بين الحركة وحكومة كابل، جاء ذلك في الجلسة الثانية من المباحثات التي أطلقها مجلس ممثلي القبائل الأفغانية المعروف بـ “لويا جيرغا”، في العاصمة كابل، برئاسة عبد الله عبد الله، رئيس “المجلس الأعلى للمصالحة الوطنية الأفغانية”.

وقال عبد الله، في كلمة خلال الجلسة، إن أيا من اللجان الخمسين في مجلس “الجيرغا” لم تعارض إطلاق سراح 400 من سجناء طالبان، الذي هو شرط مسبق لطالبان للسماح ببدء المفاوضات المباشرة، حسب قناة “طلوع نيوز” المحلية.

ترحيب باكستاني وأمريكي

فيما ذكرت الخارجية الباكستانية في بيان، أن السفير الأفغاني لدى إسلام أباد المنتهية مهامه شكر الله عاطف مشعل، أجرى زيارة وداع لوزير الخارجية شاه محمود قريشي، ورحب قريشي خلال استقباله مشعل، بموافقة مجلس ممثلي القبائل الأفغانية المعروف باسم “لويا جيرغا”، على إطلاق سراح 400 من سجناء حركة “طالبان”، بحسب البيان، ودعا إلى “اغتنام هذه الفرصة التاريخية لتحقيق حل سياسي شامل وواسع في أفغانستان”.

كما بحث وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، مع نظيره الباكستاني، العملية الجارية لإنهاء الصراع الأفغاني مع دخول البلاد مرحلة حاسمة في محادثات السلام، وعن فحوى المكالمة الهاتفية بين بومبيو وقريشي، قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، كال براون، إن الدبلوماسيين “ناقشا مجموعة من القضايا” من بينها “أهمية التعاون بين الولايات المتحدة وباكستان بشأن عملية السلام الأفغانية وأهمية الجهود المبذولة لتحقيق ذلك، فضلا عن دعم الاستقرار الإقليمي”.