عبر ميليشياتها.. كيف تنهب طهران العملة الصعبة في العراق؟

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

أذرع إيران وميليشياتها في العراق حولت البلد إلى معبر لتهريب العملات الصعبة إلى طهران لكسر الحصار عنها وتجاوز آثار العقوبات الأمريكية المفروضة عليها بسبب ملفها النووي وتدخلاتها في الشؤون الداخلية للدول.

هذه المرة من خلال مزاد العملة وإدخال الأموال في حسابات بنكية إيرانية بإشراف ضباط بالحرس الثوري وقادة ميليشيات تستخدم شركات وهمية لتفعيل أنشطة طهران التجارية.

شركات وهمية

البنك المركزي العراقي -وبحسب “العربية”- كشف عن شركات متورطة بغسيل الأموال تتبع”حسن بلارك” وهو ضابط بالحرس الثوري الإيراني ويحظى بدعم شخصيات سياسية بارزة في مقدمتهم  رئيس الوزراء السابق نوري المالكي.

شركات حسن بلارك تعمل على نقل ملايين الدولارات إلى إيران مقابل إدخال أسلحة وصواريخ لصالح المليشيات العراقية الموالية.

هناك أيضا حسن سيبري المعروف بـ”المهندس مرتضى” وهو مسؤول عن الشؤون المالية في “الخمائل للملاحة البحرية”. وبصفته ممثلا للشركة، عمل على تسهيل دخول الشحنات الإيرانية إلى الموانئ العراقية لحساب الحرس وبيع النفط الإيراني. كما يشارك في الأنشطة المالية والاقتصادية للحرس الثوري بين إيران والعراق وسوريا.

تجار الدين

لم تكتف طهران بطرق التحايل من خلال شركاتها الوهمية المنتشرة في العراق، بل عمدت إلى استغلال مؤسسات دينية للتغطية على نشاطاتها الخبيثة.

إذ لجأت إلى اختلاس الأموال والتبرعات المقدمة لمؤسسة دينية -ظاهريا- لبناء وصيانة الأضرحة الشيعية في العراق، وفي الحقيقة كانت للتغطية على نشاطات فيلق القدس في العراق ضمن شبكة مالية تكمل ميزانية الحرس الثوري.

الالتفاف على العقوبات

يؤكد خبراء عراقيون أن إيران تسعى جاهدة لسحب العملة الصعبة من العراق في محاولة للالتفاف على العقوبات الأمريكية المفروضة عليها. وهو ما يفسر تعطيلها المتواصل للإجراءات التي يتخذها المركزي العراقي لتعزيز الدينار.

الخزانة الأمريكية يبدو أنها رصدت النشاطات الإيرانية المريبة في العراق، ومن ثم جاءت الضربة بفرض عقوبات على 20 كيانا عراقيا تقدم الدعم لقوات فيلق القدس الإيراني. بجانب نقل المساعدات للميليشيات العراقية الموالية لإيران مثل كتائب حزب الله العراقي وعصائب أهل الحق.

طرق ملتوية

تلجأ طهران إلى طرق ملتوية من أجل سحب العملة الصعبة من السوق المحلية، من بينها شراء العصابات الدولار من الشركات بكميات كبيرة.

أما الطريقة الأخرى فمن خلال الشركات الإيرانية لبيع الحديد والإسمنت وقطع غيار السيارات والأجهزة الكهربائية والأغذية .

إيران التي تستمر بالمطالبة برفع العقوبات الأمريكية عنها، دأبت على زرع شركات وهمية لإنقاذ مصالحها ولو على حساب الاقتصاد العراقي.

ربما يعجبك أيضا