قبيل الانتخابات الأمريكية .. تصاعد الشد والجذب بين واشنطن وطهران

يوسف بنده

رؤية – وكالات

أعرب الرئيس الأمريكي، عن ثقته في أن إيران ستدخل في اتفاق سياسي مع أمريكا بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية الأمريكية.

وقال دونالد ترامب إن إيران ترغب بعقد اتفاق معنا، “لكنني قلت لهم أن يتريثوا إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية”.

وأشار ترامب، خلال لقائه وزير الخارجية الإماراتي، عبد الله بن زايد، إلى أن الوضع الاقتصادي الإيراني تدهور للغاية.

وقال: “أريد عقد اتفاقية تكون جيدة لإيران. ستكون إيران سعيدة للغاية، وسوف يصبحون أثرياء بسرعة كبيرة”.

وأضاف “ترامب”: “لن يدخل الإيرانيون في اتفاق قبل الانتخابات، لأنهم يأملون في التوصل إلى اتفاق أفضل مع جو النعسان (جو بايدن، المرشح الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية)”.

كما قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في لقاء منفصل مع الرئيس الأمريكي قبل توقيع الاتفاقيات مع الإمارات والبحرين، إن إيران تحاول عزل إسرائيل، لكن إيران نفسها الآن في عزلة شديدة.

وأضاف “نتنياهو”: “لدينا علاقات قوية في الشرق الأوسط. إسرائيل ليست معزولة إطلاقًا، إنها تستفيد من انتصار دبلوماسيتها العظيمة والتاريخية، بينما المعزولون هم الإيرانيون الذين يتعرضون لضغوط كبيرة”.

وتترجم طهران مساعي السلام بين إسرائيل والدول العربية، أنها في إطار الضغط عليها للقبول بالتفاوض مع واشنطن.

موقف بايدن

وقد وصف المرشح الديمقراطي للرئاسة الأمريكية، جو بايدن، نتيجة سياسة دونالد ترامب تجاه إيران بأنها “هزيمة خطيرة”، مشددًا: “إننا بحاجة إلى تغيير مسارنا بسرعة”.

وكتب بايدن، مقالا نُشر في “سي إن إن”، جاء فيه أن “سياسة إدارة ترامب بالضغط الأقصى على إيران كانت مفيدة للنظام في طهران وفشلاً لمصالح الولايات المتحدة”.

وقال المرشح الديمقراطي للرئاسة الأمريكية إنه إذا عادت إيران إلى التزامها الصارم بالاتفاق النووي، فستعود الولايات المتحدة إلى الاتفاق كنقطة انطلاق لمزيد من المفاوضات.

وقال بايدن: “نحن نعمل مع حلفائنا لتعزيز وتوسيع شروط الاتفاق النووي، مع معالجة قضايا أخرى أيضًا”.

وأضاف جو بايدن أن هذه القضايا تشمل جهودًا جادة لإطلاق سراح الأميركيين المعتقلين ظلمًا، وانتقادًا علنيًا للنظام الإيراني لاستمرار انتهاكات حقوق الإنسان، بما في ذلك إعدام نويد أفكاري هذا الأسبوع والاعتقال غير اللائق لسجناء سياسيين مثل نسرين ستوده.

وانتقد جو بايدن أداء دونالد ترامب على مدى 4 سنوات، قائلاً إنه عندما ترشح ترامب للرئاسة، وعد بتقديم “صفقة أفضل” لكبح البرنامج النووي الإيراني وتعهد بالضغط على طهران لكبح جماح سلوكها العدواني في جميع أنحاء الشرق الأوسط.

من سيئ لأسوأ

قال قاسم محب علي، الخبیر والمحلل السیاسي، لصحیفة “جهان صنعت”، إن الانتخابات الأمريكية هذا العام تعد بالنسبة لإيران انتخابًا بين سيئ وأسوأ. وفي حال فاز المرشح جو بايدن بالانتخابات القادمة فإن الولايات المتحدة الأمريكية في أفضل الأحوال ستعتمد سياسات الدول الأوروبية مثل فرنسا وبريطانيا وألمانيا.

وأضاف محب علي: “لكن في حال فاز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فإن سيناريو الحرب سيكون مطروحًا، وقد يقدم عليه الرئيس ترامب، ويختار الخيار العسكري في التعامل مع إيران”.

أما جاويد قربان أوغلي، فقال للصحيفة إن وصول بايدن إلى البيت الأبيض قد يزيد من المشاكل والتحديات الحقوقية بالنسبة لإيران، ولو استمرت طهران في نهجها الحالي فإن التفاهم مع جو بايدن يصبح صعبا، وعلى الحكومة أن تظهر مرونة أكثر في سياساتها الخارجية.

آلية الزناد

أعلنت الولايات المتحدة عن تفعيل “آلية الزناد” الشهر الماضي، لإعادة جميع عقوبات الأمم المتحدة ضد إيران، المنصوص عليها في القرار 2231.

وفي اجتماع الحكومة، اليوم الأربعاء 16 سبتمبر (أيلول)، وصف الرئيس الإيراني، حسن روحاني العقوبات المفروضة على إيران بأنها “ظالمة وغير إنسانية وإرهاب اقتصادي”، مضيفًا: “نحن نحارب بكل قوتنا وهم يتابعون سفننا وصادراتنا ووارداتنا خطوة بخطوة”.

وفي الأثناء، يقول المسؤولون الأمريكيون إن العقوبات الدولية ضد إيران ستُنفذ في إطار آلية الزناد يوم 20 سبتمبر/ أيلول الحالي، فيما يقول الرئيس الإيراني حسن روحاني إن الولايات المتحدة فشلت في تفعيل “آلية الزناد”.

وبحسب وكالة أنباء الطلبة الإيرانية (إيسنا)، أشار روحاني، اليوم الأربعاء، في اجتماع الحكومة، إلى اقتراب الموعد النهائي لآلية الزناد، قائلا إن السبت والأحد (القادمين) سيكونان “يوم انتصار الأمة الإيرانية”.

وتناولت صحيفة “كيهان” محاولات الولايات المتحدة الأمريكية إعادة فرض العقوبات على إيران، وأشارت الصحيفة إلى مقترحات النائب البرلماني عن مدينة مشهد، نصر الله بجمان فر، الذي قال: “لا شك أن الولايات المتحدة الأميركية لا يحقّ لها قانونًا أن تعيد العقوبات الدولية على إيران، لكن ذلك لا يعني أن واشنطن غير قادرة على إعادة هذه العقوبات”.

وأشار يجمان في رسالة وجهها إلى رئاسة البرلمان، نشرتها “كيهان” على شكل مقال، إلى أن الاتفاق النووي أصبح خطرًا حقيقيًا في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية.

كما ذكر بجمان فر إلى أنه وفق البند 12 من القرار رقم 2231، حتى لو عادت العقوبات الدولية على إيران، فإن طهران ملزمة برعاية تعهداتها النووية.

وختم البرلماني الإيراني رسالته بالقول إن الأمل الوحيد في الوقت الراهن يتوقف على البرلمان، وعلى أعضاء البرلمان أن يصادقوا على مقترح الرد بالمثل على تفعيل آلية فض النزاع.

وقد طالب عدد من النواب فی مجلس الشورى الإیراني بالإسراع في مناقشة مشروع قرار مطروح بصفة “عاجل جداً” حول رد ایران على آلیة الزناد (العودة التلقائیة للحظر الأممي) في حال تفعیلها.

مخطط اغتيال السفير الأمريكية

في وقت سابق، يوم الأحد 12 سبتمبر/أيلول، نسب موقع بوليتيكو إلى مسؤولين أمريكيين القول إن إيران كانت تخطط لاغتيال ماركس، وهي صديقة قديمة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، انتقاما لاغتيال القائد الإيراني قاسم سليماني في شهر يناير/كانون الثاني الماضي.

ونقلت هذه الصحيفة عن مسؤول أميركي قوله: إن السفارة الإيرانية في بريتوريا أيضًا متورطة في هذه المؤامرة.

وقد غرَّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على صفحته في “تويتر”، ردًا على التقارير، قائلاً: “أي هجوم من جانب إيران بأي شكل من الأشكال على الولايات المتحدة سيكون الرد أكبر بألف مرة!”.

وقد نفى المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده الادعاءات بأن بلاده تآمرت لقتل السفيرة الأمريكية لدى جنوب أفريقيا، لانا ماركس.

وشكك خطيب زاده فيما ورد في المقال، وقال إنه “متحيز”، حسب ما أفادت وكالة أنباء “إيرنا” الإيرانية.

وأضاف زاده: “ننصح المسؤولين الأمريكيين بالتوقف عن استخدام أساليب قديمة مستهلكة لخلق مناخ معاد لإيران على المسرح الدولي”.

وأشار مسؤولون أمريكيون إلى أنهم كانوا على علم بتهديدات إيران ضد لانا ماركس، السفيرة الأمريكية لدى جنوب أفريقيا، منذ الربيع الماضي، قائلين إن التقديرات الاستخباراتية تظهر أن هذه التهديدات أصبحت أكثر خطورة في الأسابيع الأخيرة.

وشددت “بوليتيكو” على أن تنفيذ التهديدات ضد السفيرة الأمريكية في جنوب أفريقيا يمكن أن يؤدي إلى توترات خطيرة بين الولايات المتحدة وإيران ويضع ترامب تحت ضغط كبير للرد وسط الحملة الانتخابية.

وأكد مسؤولون أمريكيون أن النظام الإيراني لا يزال يسعى للانتقام من مقتل سليماني، مضيفين أن مهاجمة السفيرة الأمريكية في جنوب أفريقيا هي أحد الخيارات العديدة التي يسعون للانتقام من خلالها.

وفي نفس الوقت الذي نشرت فيه تقارير المخابرات الأمريكية، أشارت “بوليتيكو” إلى أن وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، قال إن الولايات المتحدة قتلت سليماني من أجل ردع إيران.

يذكر أن لانا ماركس هي مصممة حقائب وسيدة أعمال في جنوب أفريقيا تبلغ من العمر 66 عامًا. وقد شغلت منصب سفيرة الولايات المتحدة في جنوب أفريقيا منذ أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي، وقد قوبل تعيينها بانتقادات.

وكانت ماركس تعرف الرئيس دونالد ترامب منذ أكثر من عقدين، وكانت عضوًا في نادي مارالاجو الترفيهي المملوك لترامب في فلوريدا.

ربما يعجبك أيضا