إغلاق محتمل يهدد العالم من جديد بسبب كورونا

سهام عيد

كتبت  – سهام عيد

بينما يحاول العالم أن يتنفس الصعداء بعودة السياحة وحركة الطيران من جديد، بعد توقف حوالي 6 أشهر، خيمت على الأجواء بوادر موجة ثانية من كورونا، حيث أشارت الإحصائيات الأخيرة بشأن فيروس كورونا إلى ارتفاع سريع في عدد الإصابات، حتى أجبرت عددًا من الدول إلى فرض قيود جديدة والعودة إلى قرارات الإغلاق من جديد للوقاية من الفيروس التاجي.

تشير الإحصائيات إلى أن الوضع حاليًا في معظم دول العالم أسوأ مما كانت عليه في فصل الربيع، حيث وصل عدد الإصابات في الهند إلى أكثر من 5 ملايين مصاب، فضلًا عن ارتفاع الإصابات في إسبانيا وفرنسا والولايات المتحدة.

نستعرض فيما يلي أبرز تلك الدول: 
عربيًا، سجل كل من المغرب والأردن وتونس ارتفاعاً في الإصابات خلال الأسبوعين الماضيين بعد انخفاضها، مما أجبر السلطات على فرض إجراءات وقائية لاحتواء الوباء.

وأغلقت بعض الدول العربية مدنًا وأحياء بكاملها لمواجهة ارتفاع الإصابات، حيث فرض الأردن حظرًا شاملًا على عمان والزرقاء، كما قام بعزل منطقة الرمثا، في وقت أرجأ فيه فتح المطارات أمام السياحة الدولية لحين إشعار آخر.

كما قامت وزارة السياحة والآثار الأردنية، بتعليق برنامج “أردننا جنة” للسياحة الداخلية مؤقتا، وذلك بسبب الوضع الوبائي في المملكة، وطالبت الفنادق والمنشآت السياحية بإجراء عمليات تعقيم وتطهير شاملة قبل استئناف البرنامج من جديد.

كما أعلنت السلطات المغربية إغلاق أحياء في مدينة مراكش، لتصيب القرارات الجديدة القطاع السياحي من جديد، حيث تراجعت عائدات السياحة في المغرب بنسبة 33% خلال النصف الأول من العام الجاري، في ظل التقييدات التي فرضت في ذات الفترة على السفر للحد من انتشار فيروس كورونا.

وأوضحت مديرية الدراسات والتوقعات المالية التابعة لوزارة الاقتصاد والمالية وإصلاح الإدارة في المغرب، أن عائدات السياحة تراجعت بنسبة 33.2% خلال الـ6 أشهر الأولى من العام الجاري، أي 11.1 مليار درهم، وفقاً لوكالة المغرب العربي للأنباء.

أما تونس، فعادت من جديد إلى تشديد إجراءاتها بسبب ارتفاع الإصابات بفيروس كورونا، حيث قررت إغلاق منطقتي الحامة والحامة الغربية من ولاية قابس مؤقتاً.

كما أعلنت شركة الخطوط التونسية، تشديد الإجراءات على القادمين من عدة دول أوروبية، وهي فرنسا وبلجيكا وآيسلندا بعدما سجلت ارتفاعا ملحوظا في عدد المصابين بفيروس كورونا المستجد المسبب لوباء كوفيد 19.

 وتضمنت الشروط التونسية ضرورة تقديم شهادة صحية تثبت النتيجة السلبية لتحليل الكوفيد 19 قبل السفر بـ 72 ساعة على ألا يتجاوز تاريخ إجراء التحليل 120 ساعة عند الوصول.

وما لبثت السعودية أن دخلت عالم السياحة البحرية لأول مرة بإطلاق رحلات سياحية في البحر الأحمر، حتى أجبرها فيروس كورونا للعودة خطوة للوراء، حيث عادت سفينة “سيلفر سبيريت” السياحية أولى رحلات الكروز السعودية، إلى ميناء الملك عبدالله بعد اكتشاف حالة يُشتبه بإصابتها بفيروس “كورونا”.

وفي فلسطين، قررت سلطات الاحتلال غلق المسجد الأقصى والمتاجر الكبيرة وصالات الرياضة وصالونات الحلاقة، ويعود الكثيرون للعمل عن بعد لمدة ثلاثة أسابيع، ولكن السلطات لا تستبعد تمديد العمل بهذه الإجراءات، في حال استمر الوضع بالتدهور وفقا لروسيا اليوم.

كما أغلقت إسرائيل رياض الأطفال من جديد، ومنعت الابتعاد عن المسكن أكثر من 500 متر لشراء الأدوية والمواد الغذائية.

أما في أوروبا، ارتفع معدل الإصابات في إسبانيا مثلا مقارنة بفصل الربيع حتى بلغ 9 آلاف إصابة في اليوم، ثلثها في العاصمة مدريد.

وتشير ماري كروز مارتن، المتحدثة باسم الجمعية الإسبانية للعناية المركزة، إلى أنه “منذ نهاية يوليو وبداية أغسطس بدأ عدد المصابين يزداد في أقسام العناية المركزة. وقد حصل هذا أسرع بكثير من المتوقع، وأصبحت معظم المستشفيات مكتظة حاليا بالمصابين”.

ونتيجة لهذه الزيادة في عدد الإصابات، تخطط سلطات مدريد لفرض قيود جديدة وخاصة في المناطق الجنوبية من العاصمة ذات الكثافة السكانية العالية.

وكذلك الوضع في مدن فرنسا الكبيرة، حيث فرضت ارتداء الأقنعة على الجميع وأقرت غرامات كبيرة على من يخالف.

وتتخذ جمهورية التشيك والنمسا إجراءات مماثلة، وأدرجت ألمانيا مدن فيينا وبودابست وغيرها في قائمة مناطق الخطر، وكل من يأتي من هذه المدن يخضع لحجر صحي لمدة أسبوعين. كما لا يستبعد فرض قيود جديدة في اليونان أيضا.

والشيء ذاته يشمل مدينة لندن بعد تسجيل 4 آلاف إصابة يوميا في بريطانيا.

وقد أعلن بوريس جونسون، رئيس وزراء بريطانيا أن المملكة تفتقر إلى الاختبارات اللازمة ولا يمكنها تحمل تكاليف الحجر الصحي الكامل ثانية.

وأدت محاولة تخفيف القيود في الهند إلى ارتفاع عدد الإصابات إلى أكثر من 5 ملايين شخص.

كما لا تزال الولايات المتحدة تتصدر قائمة الإصابات في العالم حيث تجاوز العدد فيها 6.5 مليون إصابة.

لذلك تعتزم كندا تمديد غلق الحدود معها على الأقل إلى شهر نوفمبر 2020.

ربما يعجبك أيضا