“وثيقة الدم”.. تفاصيل جديدة وخبايا “مخطط الشر” لإدارة أوباما

محمود طلعت

رؤية – محمود طلعت

تاريخ مشبوه ومليء بالعنف والإرهاب والدم والدمار منذ عقود لتنظيم الإخوان الإرهابي، فلغة القتل مبدأ تأسس عليه التنظيم، وتشكل به أركانه، هذا التاريخ يكشف وجهه الحقيقي الخبيث ومخطط الشر لديه والذي يسعى من خلاله إلى التغيير بالقوة وصولا للسلطة والتمكين.

مخطط سري لإدارة أوباما

كشف تسجيل وثائقي جديد أوردته قناة “سكاي نيوز عربية” أمس الأربعاء، تفاصيل وخبايا مخطط سري لإدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، راهنت فيه على تنظيم الإخوان الإرهابي للتحكم في خيوط المنطقة.

تمكين الإخوان الإرهابية

تقول المحققة السابقة في الاستخبارات الأمريكية، كلير لوبيز، إن إدارة أوباما قامت في أغسطس 2010 بصياغة وثيقة ما زالت سرية تسمى psd11 وهي اختصار للتوجيه الرئاسي رقم 11، لكن التسريبات التي خرجت عن هذه الوثيقة تفيد بأنها تضع رؤية لسياسة إدارة أوباما في تعاملها مع الإخوان الإرهابية.

في 12 أغسطس 2010 أمر الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما مستشاريه إلى إعداد تقرير سري عن الاضطرابات في العالم العربي، حيث قاد ملف المهمة السرية دينيس روس، كبير مستشاري أوباما لشؤون الشرق الأوسط، ومعه سامانثا باور مديرة ملف حقوق الإنسان والارتباطات متعددة الأطراف بمجلس الأمن القومي آنذاك، وغيل سميث مديرة التنمية والديمقراطية بمجلس الأمن القومي.

وثـــيقة psd11 السـرية

وخلص الفريق إلى أنه من دون تغييرات سياسية شاملة فإن بلدانا كثيرة في المنطقة مهيأة للانفجار، وبناء عليه كتب أوباما توجيها رئاسيا من 18 صفحة وأودع باسم psd11، حيث حدد التوجيه بؤر التوتر المحتملة في المنطقة ومعها أدوات التغيير.

وحددت وثيقة صدرت عن الإدارة الأمريكية في 22 أكتوبر 2010 بعنوان “مبادرة الشراكة الشرق أوسطية.. نظرة عامة” هيكلا متطورا لوضع برامج للخارجية الأمريكية تهدف لتغيير السياسة الداخلية في البلدان المستهدفة لصالح السياسة الأمريكية.

التخطيط لحراكات بالمنطقة

أورد تسجيل “سكاي نيوز” الوثائقي أن إدارة أوباما بالفعل شنت حملة استباقية لتغيير معالم المنطقة ضمن مخطط أمريكي قديم باسم الشرق الأوسط الكبير، وأداتها في ذلك تنظيم الإخوان الإرهابي وحركات أخرى تدور في فلكه.

2011 كان موعد المنطقة مع الاحتجاجات الكبرى التي بدأت، والبداية كانت من تونس حين خرج التونسيون للتظاهر وأمام غضبهم خرج زين العابدين من تونس وطويت صفحة حكمه.

وضمن ما جاء في الوثيقة السرية، فإن إدارة أوباما كانت قد أعدت العدة للمشهد في تونس وحجزت للإخوان والمقربين منهم مكانا في السلطة سلفا.

وحول الحراك الذي شهدته مصر وأدى إلى تنحي حسني مبارك عن الرئاسة في 11 فبراير 2011 تقول التسريبات إن الإخوان كانوا أنسب خيارات إدارة أوباما لملء الفراغ وجرى إعدادهم للدور سلفا أيضا.

يقول مدير مركز السياسات الأمنية الأمريكي فرانك غافني “تنظيم الإخوان بدأ باختراق الحكومة الأمريكية خلال إدارة كلينتون وتفاقمت الأمور أكثر فأكثر مع إدارة أوباما لأن ثمة بعض عملاء التنظيم كانوا يعملون داخل الحكومة الأمريكية بعضهم كانوا مستشارين والبعض الآخر موظفون”.

هيلاري في قلب الجدل

تتحدث التسريبات عن أن هيلاري كلينتون كانت رأس الحربة في مخطط تسليم زمام السلطة في بلدان عربية لتيار بعينه، وهو ما تؤكده المحققة السابقة في الاستخبارات الأمريكية، كلير لوبيز بالقول إن هيلاري كانت متحمسة لتمكين الإخوان المسلمين ولذلك تم إجراء نقاشات ونسج علاقات بين أعضاء إدارة أوباما ومسؤولي وزارة الخارجية وممثلي تنظيم الإخوان في شمال أفريقيا، فجرى تدريب الإخوان الإرهابية على كيفية التغلل في مؤسسات الحكومة والعمل من داخلها استعدادا لتولي السلطة.

قطر وإيران بدائرة الاتهام

وضمن ما سرب من التوجيه الرئاسي الأمريكي السري كانت قطر بوابة مهمة لعبور مخطط أوباما، حيث استغلت الدوحة ثراءها الفاحش للعب دور محوري في تمويل الجماعات الإرهابية والمتطرفة في كافة أرجاء المنطقة، بحسب المحققة كلير لوبيز.

وذكر “وثائقي سكاي نيوز” أن ضمن ما تحدثت عنه التقارير كان أوباما مقتنعا بأن إيران تسيطر على جميع المجتمعات الشيعية في المنطقة، وبالتالي رأى أنه لابد من التنسيق معها، فتسرب أن خطة إدارة أوباما اقتضت إطلاق يد جهات تتبع إيران أيدلوجيا في العراق وسوريا ولبنان.

يقول الخبير في الجماعات الإرهابية سعيد بكران إن “صناعة الصراعات المذهبية وتحفيزها تكون نتائجه كارثية على المجتمعات والدول التي تعيش في النهاية حالة من الضعف والوهن.

رفع السرية عن “psd11”

عدد كبير من السياسيين الأمريكان طالبوا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وأعضاء إدارته برفع السرية عن وثـيقة التوجيه الرئاسي psd11 على اعتبار أن ذلك سيكون مهما لتسليط الضوء على الدور الذي لعبته الحكومة الأمريكية في عهد أوباما خلال الاضطرابات التي عمت المنطقة.

ربما يعجبك أيضا