تركيا وسيط نقل النفط والسلاح بين “أذربايجان” و”إسرائيل”

يوسف بنده

رؤية

تجمع أذربايجان وإسرائيل علاقات قوية في مجالات عدة، وقد لعب القلق المشترك لدى البلدين من إيران، حافزًا لتعزيز هذه العلاقة. كما لعبت تركيا بوابة مهمة للعبور ووسيط إنتقال بين البلدين. ويقول الباحث فرزين نديمي، في معهد واشنطن الأمريكي، أن أذربيجان تُعد بلا منازع إحدى أكبر الجهات التي تشتري أسلحة إسرائيلية، بما فيها طائرات استطلاع بدون طيار وطائرات صغيرة بدون طيار محمّلة بالذخائر (مجهزة برؤوس حربية)، وصواريخ مضادة للدبابات وصواريخ مضادة للطائرات، وصواريخ مدفعية، وصواريخ شبه باليستية موجهة بدقة يصل مداها إلى 400 كيلومتر. وخلال المعارك العدائية الأخيرة، تمّ استخدام الطائرات الصغيرة بدون طيار المحمّلة بالمتفجرات والصواريخ الباليستية من نوع المدفعية البعيدة المدى (LORA) والواسعة النطاق (EXTRA) والراجمة من نوع “لينكس” على نطاق واسع وفعال.

وتعتمد أذربيجان في الغالب على إسرائيل وتركيا لبناء أسطولها من الطائرات بدون طيار.

نقل السلاح والنفط

كذلك، يعبر نفط أذربايجان إلى إسرائيل عبر الموانئ التركية، ويقول الخبير الاستراتيجي، سايمون هندرسون، في تقرير نشره معهد واشنطن: يمتد خط النفط الرئيسي في أذربايجان من حقول بحر قزوين قبالة شواطئ باكو إلى جورجيا وتركيا، ويصل في النهاية إلى ميناء جيهان على البحر المتوسط، الذي تنقل منه الناقلات النفط إلى إسرائيل وعملاء أجانب آخرين.

وبالفعل، كانت أذربيجان مزوداً موثوقاً لمصافي التكرير الإسرائيلية في حيفا وأشدود. ورغم خطاب تركيا اللاذع تجاه القدس، كانت أنقرة راضية عن الحفاظ على التدفقات النفطية التي تدر عليها رسوم عبور وافرة سواء من خلال خط الأنابيب أو الشحن. بدورها، طورت أذربيجان علاقة دبلوماسية وأمنية وثيقة مع إسرائيل التي زودتها بطائرات بدون طيار ومعدات عسكرية أخرى يتم استخدامها في الأعمال العدائية الأخيرة.

وتشير تقارير إعلامية إلى أن طائرة شحن أذربيجانية نقلت ذخائر من إسرائيل قبل بدء القتال، لدرجة أن استاءت أرمينيا من هذه التصرفات، بحيث استدعت مؤخراً سفيرها في تل أبيب للمشاورات. وكانت أرمينيا قد فتحت سفارتها للمرة الأولى في تل أبيب قبل أسبوعين – على الرغم من أن البلدين أقاما علاقات دبلوماسية منذ حصول أرمينيا على استقلالها عام 1991. وفي 5 تشرين الأول/أكتوبر، اتصل الرئيس الأرمني أرمين سركيسيان بنظيره الإسرائيلي رؤوفين ريفلين لطلب وقف الرحلات التي تحمل ذخائر إسرائيلية إلى باكو، غير أن ريفلين رد بأن العلاقات الإسرائيلية مع أذربيجان “لا تستهدف أي طرف”.

وتعمل إسرائيل على تعزيز تحالفها مع الأذربيجانيين على مدى ثلاثة عقود، وكان للعلاقة فائدتان تتمثلان في تعزيز إمدادات النفط وتوطيد العلاقات التجارية المثمرة مع تركيا.

ربما يعجبك أيضا