الموقف الإيراني من الصراع الأذربيجاني – الأرميني في قره باغ

محمود سعيد

رؤية – محمود سعيد

رغم أن نصف سكان أذربيجان أو يزيد كما في بعض الإحصائيات الأخرى (60%) هم من الشيعة، إلا أن علاقاتهم بإيران متدهورة إلى حد كبير، بسبب وقوف إيران إلى جانب أرمينيا في الحرب التي دارت بينهما قبل 3 عقود في إقليم قره باغ حيث معركة التنافس الجيوسياسي على هذه المنطقة الاستراتيجية.

إيران حينها وقفت مع أرمينيا، لأنها تعلم حلم الآذر في تشكيل جمهورية واحدة تضم مقاطعات أذربيجان الجنوبية والغربية التي تحتلها إيران، كما أن نقمة أصحاب العرقية الأذرية على الحكومة الإيرانية وصلت إلى حد خروج الآلاف منهم في مظاهرات ضخمة دعما لحرب أذربيجان لاستعادة قره باغ ، واحتجاجا على الأنباء التي وثقتها مقاطع مرئية وأظهرت إدخال شاحنات عسكرية من إيران إلى أرمينيا.

ومع أن القانون الدولي يؤكد أن إقليم “قره باغ” جزءا من أذربيجان، لكن الأرمن الذين يشكلون الأغلبية العظمى من سكانه خصوصا بعد تهجير مئات الآلاف من الآذر يرفضون ذلك.

سلطات اذربيجان عملت كذلك على منع الاختراق الإيراني وتصدير الثورة، وبالفعل نجحت إلى حد كبير في ذلك، وهو ما زاد من الحنق الإيراني عليها، خصوصا أن صعود أذربيجان وقوة اقتصادها ودخولها على خط تصدير الغاز واستقرار نظامها السياسي سبب مشكلات كبيرة لإيران، منها مشكلة العرقية الأذرية في الداخل الإيراني.

فالقومية الأذرية قوية للغاية داخل إيران ولكن لها الفضل في إسقاط نظام الشاه بسبب قوة تأثيرهم داخل المجتمع الإيراني وداخل الحوزة العلمية في قم، وهم يشكلون ثاني أكبر قومية في إيران ويبلغ تعدادهم قرابة 28 ميلون نسمة، بل كان منها في التاريخ إسماعيل الصفوي ودولته الصفوية، الذي نشرت التشيع بالقوة بين الشعوب الإيرانية، وهم اليوم يرفضون النظام الإيراني بشكل واسع.

شهادة صبحي الطفيلي

فيما كشف الأمين العام السابق لمليشيا “حزب الله” اللبناني صبحي الطفيلي سبب عدم وقوف إيران إلى جانب أذربيجان في حربها ضد أرمينيا، رغم أن كلا البلدين “مسلمين” وأكثر سكانهما من “الشيعة”.

وقال الطفيلي (وكان وقتها أمينا عاما لمليشيا “حزب الله”) إنه سأل وزير الخارجية الإيراني، عام 1992م عن سبب وقوف إيران إلى جانب أرمينيا رغم “أن الحق والدين والجيرة يدعوان للوقوف إلى جانب أذربيجان”، فقال الوزير الإيراني بأن “إيران لا تقف إلى جانب أذربيجان، لأنها تريد أن تمنع تواصل مع الجمهورية الناطقة بالتركية بعضها البعض”.

الموقف الإيراني

وزير خارجية طهران محمد جواد ظريف، أعلن عن استعداد بلاده لتقديم خدمة الوساطة بين الطرفين، في الوقت الذي كانت فيه مواقع أذرية قد كشفت عن قيام طهران بتسهيل وصول شحنات من الأسلحة الروسية إلى أرمينيا في وقت سابق من هذا الشهر عبر معبر نوردوز، وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو يكشف عن إرسال إيران شاحنات عسكرية لمساندة أرمينيا في حربها ضد أذربيجان.

من جانبه نفى مدير مكتب الرئاسة الإيرانية، محمود واعظي، خلال اتصال هاتفي مع مساعد رئيس الوزراء الأذربيجاني، شاهين مصطفى أوف، بشدة أن تكون إيران ارسلت مساعدات لأرمينيا.

اعتقالات في إيران

كما اعتقلت قوات الأمن الإيرانية عشرات المتظاهرين أمام قنصلية جمهورية أذربيجان في مدينة تبريز، وفقاً لما ذكره موقع “إيران واير”، وخرجت مظاهرات للأذريين في تبريز وطهران وأردبيل تأييداً لجمهورية أذربيجان واحتجاجاً على موقف الحكومة الإيرانية المؤيد لأرمينيا في الصراع على منطقة قره باغ المتنازع عليها بين آذربيجان وأرمينيا.

واعتقلت السلطات الإيرانية عدداً من الناشطين القوميين الأذريين من بينهم رسول رضوي، وهو ناشط مدني وسجين سياسي سابق، وذلك بعد استدعائه إلى مكتب المخابرات الايرانية في تبريز، كما فرق الأمن الإيراني في مدينة بهبهان، جنوب غربي إيران، مظاهرات مناهضة للنظام.

ربما يعجبك أيضا