جرائم “أردوغان” ضد المعارضة مستمرة وطلبات لجوء الأتراك لألمانيا تتزايد

عاطف عبداللطيف

كتب – عاطف عبداللطيف

تتواصل الأعمال المشبوهة لنظام الرئيس التركي رجب أردوغان للدرجة التي دفعت مسؤولين وموظفين أتراك إلى اللجوء إلى ألمانيا، وعرضت قناة إكسترا نيوز المصرية، فيلمًا تسجيليًا عن النشاط السري لمؤسسات أردوغان في ألمانيا، وطرق تعقب أردوغان لمعارضيه في الخارج، والتي وصلت لأروقة البرلمان الألماني، وبحسب ما ورد في تقرير البرلمان، فإن طلبات لجوء المسؤولين الأتراك لألمانيا بلغت 1030 موظفًا حكوميًا وأكثر من 300 موظف يحمل جواز سفر دبلوماسي.

وكشف الفيلم التسجيلي، أمس الجمعة، عن استخدام المخابرات التركية لأحد التطبيقات الخاصة بالتواصل، حيث تم تطويرها بطريقة تقتصر على الشبكة المحددة للتواصل عليه في ألمانيا، حيث يقوم أعضاء الشبكة من خلال التطبيق التبليغ عن أي شخص ينتقد أردوغان، وتولت تطبيقه القنصلية الألمانية في ميونيخ، وتم من خلاله الوصول لعدد من المعارضين وتهديدهم بالقتل في ألمانيا.

يحتوي التطبيق على مكان مخصص لوضع بيانات البلاغ وإدخال تفاصيل الشخصية المبلغ عنها، بالإضافة إلى سبب البلاغ وتفاصيل الاتصال الخاصة بالشخص المبلغ عنه.

اليوم أعلنت وسائل إعلامية ومواقع عن انشقاق ضابط مخابرات من الجهاز التركي، سلم نفسه إلى الشرطة النمساوية، معترفًا للسلطات النمساوية أنه تلقى أوامر من المخابرات التركية بقتل سياسية نمساوية تنحدر من أصول كردية، بحسب صحيفة أحوال التركية، وأدلى التركي فياز أو، وهو عميل عمل لحساب جهاز المخابرات التركية باعترافه للسلطات النمساوية بأنه تلقى أوامر في أغسطس بقتل بيريفان أصلان، وهي سياسية كردية نمساوية وعضو في حزب الخضر النمساوي.

اغتيال

ونشرت صحيفة “أحوال” التركية تقريرًا نقلًا عن موقع “إتكين خبر أجانسي” النمساوي، إن فياز أو، الذي يحمل الجنسية الإيطالية، أخبر السلطات أنه كان يراقب أصلان منذ فترة، وأنه حجز غرفة في فندق حيث كان ينتظر السياسية الكردية الأصل. ووفقًا للموقع، فإن فياز كان الشاهد السري الذي أدلى بشهادته التي أدت إلى اعتقال العامل بالقنصلية الأمريكية متين توبوز بتهم تتعلق بالإرهاب.

وأعلن السياسي النمساوي السابق، بيتر بيلز، عن خطط الاغتيال على موقع زاك زاك الإخباري، حيث يعمل أيضًا كمحرر، قائلاً إن المخابرات النمساوية أبلغته بأنه مدرج في قائمة تتضمن العديد من الأشخاص الذين يتم التخطيط لاغتيالهم، إلى جانب أصلان والعضو النمساوي في البرلمان الأوروبي أندرياس شيدر.

وقال بيلز إن فياز اعترف بإدلائه بشهادة زور حول توبوز عندما تم استجوابه في وحدة المخابرات النمساوية ومكافحة الإرهاب، وأشار إلى أنه اعترف وشرح بالتفصيل خططاً مدبّرة لـ”إحداث الفوضى” في النمسا.

شبكة عملاء

وكشفت بيريفان أصلان، بصفتها سياسية تركز على الأقليات في النمسا، عن شبكة من عملاء المخابرات التركية في العديد من المقاطعات النمساوية، بما في ذلك العاصمة فيينا، وأظهرت أن هذه الشبكة هي المكلفة بإثارة الاضطرابات بين المجتمعات التركية والكردية في البلاد.

وبحسب موقع العربية، وفي يونيو، استهدفت الجماعات التركية القومية المتطرفة العديد من التجمعات التي نظمها أكراد فيينا، وأصدرت تركيا بيانات تقول إن الجماعات الكردية لها علاقات بمنظمات تصنفها تركيا والاتحاد الأوروبي على أنها إرهابية.

تفاصيل

وقالت أصلان، المستهدفة في خطة الاغتيال، في بيان خاص أدلت به لموقع “أحوال تركية”، إن فياز ذهب إلى المخابرات النمساوية، وأدلى بتفاصيل محاولة الاغتيال، وذكرت أصلان أن تحقيق المخابرات النمساوية مع فياز كشف أنه لم يكن شخصًا عاديًا. وذكر أن كل شيء كان جاهزًا لتنفيذ الاغتيال، وقال إنه لا يعلم السبب وراء تنفيذ عملية الاغتيال هذه.

وقالت إنه حصل على المعلومات من بلجراد، وقالوا له إنه يجب عليه الذهاب إلى النمسا وانتظار مكالمة هاتفية، وسوف يأمره الشخص المسؤول بتنفيذ عملية الاغتيال.

وعندما سُئل الضابط:  “لماذا تعترف؟” أجاب: “لو كنت قد ارتكبت عملية الاغتيال هذه، لكانوا قد اتهموني بارتكاب جريمة ولن يهتموا بأمري”.

وتابعت: لم أكن أتوقع أنهم سيكونون قادرين على القيام بمثل هذا الهجوم ضد المعارضين المستقلين، واغتيال السياسيين الأوروبيين.. وهذا يعني أنهم يريدون إيصال رسالة مفادها “مهما كنت، وأينما عشت، فنحن على استعداد للعثور عليك وقتلك في كل مكان”.

شبكة ضخمة

كشفت بيريفان أصلان، ومحرر موقع ZackZack بيتر بيلز، أن جهاز الاستخبارات التركية أنشأ شبكة ضخمة من المخبرين ومثيري الاضطرابات ممتدة من بريغنز إلى فيينا، وأن المخابرات النمساوية على علم بذلك. وبحسب ما يتم تداوله في الوسائل الإعلامية، يمتلك جهاز الاستخبارات التركية قرابة 6 آلاف عميل في ألمانيا. أما بالنسبة لعددهم في النمسا فهو مجهول.

ويحمل فياز الذي سلّم نفسه للشرطة، جواز سفر إيطاليا. وهناك معلومات تفيد بأن عميل جهاز الاستخبارات التركية فياز عمل كحلقة وصل بين الجهاز ومكتب مكافحة المخدرات الأميركي لسنوات عديدة.

واعترف فياز في أول إفادة له أمام الشرطة النمساوية بأنه أدلى بشهادة زور ضد توبوز، وزعم عميل جهاز الاستخبارات التركية أنه اُجبر على القيام بذلك، وأنه وقّع على ورقة فارغة ستملأ فيما بعد بإفادته.بيريفان أصلان، سياسية كردية معارضة وناشطة سياسية، تهتم بقضايا الأقليات وحرية المعتقد وكفاح المرأة في فيينا وهي مرشحة من حزب الخضر في انتخابات ولاية فيينا لعام 2021. وخلال فترتها النيابية نُشرت لها العديد من الدراسات المعارضة لحكومة حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية، وهي سياسية مستهدفة من العصابات العنصرية والقومية في تركيا والنمسا.

ربما يعجبك أيضا