استطلاعات الرأي ورجل البيت الأبيض المقبل.. هل تخطئ مجددًا؟!

كتب – حسام عيد

قبل 4 سنوات أثار فوز دونالد ترامب المرشح هن الحزب الجمهوري بانتخابات الرئاسة الأميركية، وهو الأمر الذي أثار شكوكًا تتعلق بإمكانية الوثوق باستطلاعات الرأي.

حتى الآن تُظهر استطلاعات الرأي الأخيرة في الولايات المتحدة الأمريكية بشأن الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة، والمقررة في 3 نوفمبر المقبل، تقدم المرشح عن الحزب الديمقراطي جو بايدن، على الرئيس الحالي دونالد ترامب والمرشح عن الحزب الجمهوري لولاية رئاسية ثانية، فإلى أي مدى يمكن الوثوق بهذه الاستطلاعات للتنبؤ بنتائج الانتخابات الرئاسية الأبرز والأهم في العالم؟!.

آلية استطلاعات الرأي

شركات استطلاعات الرأي تقوم بأخذ الآراء إما عبر الهاتف أو التصويت عبر الإنترنت، وأحيانًا الإثنين معًا، ولكن هناك عامل أساسي يحدد ما إذا كانت هذه الاستطلاعات الدقيقة أم لا هو “هامش الخطأ”.

عادة استطلاعات الرأي الدقيقة تتمتع بهامش خطأ عند 4% أو دون حتى هذه المستويات، وهذه تعتبر أحد أهم العوامل التي تحدد دقة هذه الاستطلاعات.

إذا صحت الاستطلاعات، يبدو بايدن في وضع أفضل في هذا الصدد، على الرغم من أنه أحياناً ضمن هامش الخطأ، ويتراوح تقدمه بفارق يبلغ ما بين 1.7 نقطة مئوية في فلوريدا إلى 7.2 في ميشيغان.

فشل التوقع بنتيجة انتخابات 2016

لكن في انتخابات عام 2016، وعلى الرغم من أن استطلاعات الرأي أظهرت تقدم المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون على الرئيس الحالي الجمهوري دونالد ترامب؛ إلا أنه النتائج جاءت مغايرة تمامًا وأظهرت تفوق ترامب، وهو ما مثل صدمة لشركات استطلاعات الرأي.

دائمًا ما تعكس استطلاعات الرأي وجهة النظر الشعبية تجاه المرشحين للرئاسة الأمريكية، وبالتالي هي لا تأخذ بعين الاعتبار آراء ودور المجمع الانتخابي.

وفي عام 2016 تحديدًا، لم يتم أخذ استطلاعات ولايات كان لها أهمية كبيرة مثل ويسكنسن وميشيغان والتي بشكل غير متوقع أيدت الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأمر الذي خلق نوع من عدم الدقة بشأن هذه الاستطلاعات الخاصة بالرأي والتي بنهاية المطاف لم تستطع توقع النتيجة من انتخابات عام 2016.

وعشية الانتخابات توقّعت الاستطلاعات بشكل صحيح تقدماً طفيفاً لكلينتون على الصعيد الوطني، لكنها “أخطأت في بعض ولايات وسط غرب البلاد المتأرجحة” التي فاز فيها ترامب في نهاية المطاف، وفق ما أفاد كريس جاكسون من مركز “إيبسوس للشؤون العامة”.

وقال إن التمثيل الأقل ضمن عينات الاستطلاع للسكان البيض الذين لا يحملون شهادات جامعية ممن صوّتوا لترامب كان من أسباب ذلك.

وتشير معظم معاهد الاستطلاعات إلى أنها أدخلت تصحيحات على منهجيتها العامة لاستبعاد أخطاء كهذه في الانتخابات المقبلة. وتجري هذه المرة استطلاعات باهتمام أكبر وبشكل أكثر تكراراً في الولايات الحاسمة التي لم تشهد ما يكفي من الاستطلاعات المرة الماضية. وإضافة إلى ذلك، يشير منظمو الاستطلاعات إلى ثبات النتائج هذه المرة. فمنذ الربيع، تقدّم بايدن بمعدل لم يتراجع إطلاقا عن أربع نقاط مئوية.

وبالنظر إلى الخطأ في استطلاعات الرأي، نجد أنه كان الأدنى تاريخيًا في انتخابات عام 2016، فمع تتبع مسار الخطأ في استطلاعات الرأي الخاصة بالانتخابات الأمريكية، نجد أنه في عام 1936 كانت استطلاعات الرأي أقل دقة بـ12 نقطة مئوية، ما يعني أن معامل هامش الخطأ كبير للغاية، أما في عام 2016 يتضح أن معامل هامش الخطأ في نتائج استطلاعات الرأي بلغ 2 نقطة مئوية، وهو ما يعني أن استطلاعات الرأي لهذا العام وعلى الرغم من أنها لم تتنبأ بالنتيجة إلا أنها كانت الأدق.

أما الاستطلاعات التي كانت الأكثر بعدًا عن الدقة وعن النتيجة النهائية كانت في العام 1948 في الملف الانتخابي بين هاري ترومان وتوماس ديوي، وعلى الرغم من أن استطلاعات الرأي أظهرت فرق كبير لصالح توماس ديوي، إلا أن هاري ترومان تفوق بنسبة 5%.

 ترامب وتدارك الفارق مع بايدن

قبل 16 يومًا على انتخابات الثالث من نوفمبر المقبل، يتقدّم الديمقراطي جو بايدن على الرئيس الجمهوري بتسع نقاط مئوية على الصعيد الوطني، بحسب معدلات الاستطلاعات التي نشرها موقع “ريل كلير بوليتيكس”. لكن في الولايات المتحدة، يفوز المرشحون بالبيت الأبيض عن طريق المجمع الانتخابي، لا التصويت الشعبي.

وفي عام 2016، خسر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في التصويت الشعبي أمام هيلاري كلينتون، لكنه فاز بما يكفي من الولايات لجمع أصوات الهيئة الناخبة التي يحتاجها ليصبح رئيسًا. وهذه السنة، يُنظر إلى ست ولايات على أنها أساسية للوصول إلى البيت الأبيض، هي فلوريدا وكارولاينا الشمالية وأريزونا وويسكنسن وبنسيلفانيا وميشيغان.

حتى الآن تظهر استطلاعات الرأي تفاوت بشكل تاريخي لصالح جو بايدن على دونالد ترامب، فالرئيس الأمريكي الحالي بحاجة إلى التفوق في استطلاعات الرأي بأكثر من أي مرشح منذ الحرب العالمية الثانية للفوز بالتصويت إذا استمر تراجعه الحالي بـ10 نقاط عن المرشح عن الحزب الديمقراطي جو بايدن.

وبناء على حسابات أجرتها صحيفة “نيويورك تايمز”، سيفوز بادين حتى ولو كانت الاستطلاعات الحالية في كل ولاية خاطئة بالدرجة نفسها التي كانت عليها قبل أربع سنوات. وكتب الصحافي لدى “نيويورك تايمز” نيت كون مؤخراً أنه “وفق معدل استطلاعاتنا، احتمال فوز بايدن في تكساس التي ستمنحه أكثر من 400 من أصوات الهيئة الناخبة، أكبر من احتمال فوز الرئيس ترامب في ولايات متأرجحة تقليدياً على غرار بنسلفانيا ونيفادا”.

وكشف استطلاع لصحيفة “وول ستريت جورنال” وشبكة “إن بي سي نيوز” أن 53% من الناخبين المسجلين يدعمون بايدن، مقابل 42% يؤيدون ترامب.

وأُجري الاستطلاع بعد مغادرة ترامب المستشفى، حيث كان يتلقى العلاج من إصابته بفيروس كورونا.

في نهاية المطاف وفي بلد يشهد استقطاباً شديداً، هناك عدد أقل بكثير من الناخبين المترددين الذين قد يقلبون المشهد في اللحظة الأخيرة. ويشعر البعض أن هناك ناخبين يتحفظون على التصريح في الاستطلاعات عن تفضيلهم لترامب نظراً للجدل المحيط به. وقال ترامب إن “الاستطلاعات أخطأت المرة الماضية وهي أكثر خطأ هذه المرة”.

ربما يعجبك أيضا