«المجمع الانتخابي» و«التصويت المبكر».. ماذا تعرف عن الانتخابات الأمريكية 2020؟

محمود رشدي

رؤية – محمود رشدي

تبدو الانتخابات الرئاسية الأمريكية عملية معقدة بالنسبة للكثيرين، فقد لا يكون المرشح الحاصل على أغلب الأصوات على المستوى الوطني في عموم البلاد هو الفائز بمنصب الرئيس فيها.

فالرئيس الأمريكي لا ينتخب بشكل مباشر من جمهور الناخبين الأمريكيين، بل يجري انتخابه عبر ما يعرف بالمجمع الانتخابي. ولرئيس الولايات المتحدة الأمريكية تأثير كبير على كيفية استجابة العالم للأزمات الدولية، أمثال الحروب والأوبئة العالمية وتغير المناخ.

لذلك عندما تجرى الانتخابات هناك كل أربع سنوات، نرى الكثير من الاهتمام العالمي بالنتيجة ولكنه قد لا يتوفر على الكثير منا فهم كيفية تسير العملية الانتخابية المعقدة نسبيا.

تختلف الانتخابات الأمريكية عن نظيرتها في العالم بعملية الاقتراع غير المباشر «المجمع الانتخابي» ورفاهية البدء في تلقي بطاقات الاقتراع قبل الأيام المقررة لعملية الانتخاب وهي ما تسمى بـ«الانتخاب المبكر». وفيما يلي سنسلط الضوء عليهما:

التصويت المبكر

بدأ التصويت المبكر للانتخابات في أمريكا في عدد من الولايات منذ شهر سبتمبر الماضي، وهو يعني أن يدلي الأمريكيون بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية المقررة في 3 نوفمبر القادم، قبل الموعد المحدد بعدد من الأيام لأسباب مختلفة.

ويمكن خلال هذه العملية أن يدلي الناخبون بأصواتهم إما بشكل شخصي أو من خلال البريد -وهو الأمر الذي اعترض عليه الرئيس الأمريكي ترامب- على الرغم من أنه اختيار مُفضل من قِبل المنافس الديمقراطي جو بايدن، والذي يراه حلا مناسبًا لتجنب الإصابة بوباء كورونا الذي قتل ما يزيد عن 250 مواطنا أمريكيا حتى الآن.

ويختلف توقيت التصويت المبكر في الولايات الأمريكية، حيث يمكن أن يمتد ما بين يوم واحد و45 يوما قبل الانتخابات الأمريكية في نوفمبر.

ويهدف التصويت المبكر إلى تخفيف ازدحام مراكز الاقتراع في يوم الانتخابات، خاصة وسط الإجراءات الاحترازية لمواجهة كورونا.

وتظهر بيانات التصويت المبكر للأمريكيين حتى الآن، أن ما يقرب من 4 مليون أمريكي أدلوا باصواتهم فيما يعد مشاركة غير مسبوقة بالتصويت المبكر.

ووفقًا لما نقلته وكالة «رويترز» فإن عدد المشاركين حتى الآن في التصويت المبكر يتجاوز بكثير عدد المشاركين في مثل هذا الوقت قبل انتخابات عام 2016 والذي بلغ إجمالي المصوتين فيها  75 ألفا .

كيف يتم تحديد الفائز؟

قد لا يكون الفائز دائماً هو المرشح الذي يفوز بأغلب الأصوات على المستوى الوطني في عموم البلاد، وذلك ما حدث مع هيلاري كلينتون في عام 2016. بل يتنافس المرشحون للفوز بأصوات المجمع الانتخابي.

وقد تنافست كلينتون مع دونالد ترامب في عام 2016. وانتهى بها الأمر إلى الفوز بنحو ثلاثة ملايين صوت أكثر من ترامب، ويرجع ذلك بشكل أساسي إلى أنها حصلت على عدد كبير من الأصوات في ولايات ذات توجه ديمقراطي قوي مثل نيويورك وكاليفورنيا. إلا أنها هزمت أمام منافسها في السباق على الترشح عند التصويت في المجمع الانتخابي بـ 304 أصوات لترامب مقابل 227 صوتا لها، لأنه فاز بعدة منافسات بهامش صغير في ولايات رئيسية.

وتحصل كل ولاية على عدد معين من أصوات المجمع الانتخابي بناءً على عدد سكانها، والعدد الإجمالي لأصوات المجمع الانتخابي هو 538 صوتاً، وبالتالي يكون الفائز هو المرشح الذي يفوز بـ 270 صوتاً أو أكثر.

وهذا يعني أنه عندما يصوت شخص ما لمرشحه المفضل، فإنه يصوت في انتخابات تجري على مستوى الولاية بدلاً من المستوى الوطني العام.

وتتمتع جميع الولايات (باستثناء ولايتين) بقاعدة “الفائز يحصل على كل شيء” ، لذلك فإن أي مرشح يفوز بأكبر عدد من الأصوات يتم منحه جميع أصوات المجمع الانتخابي للولاية.

ومثل معظم الأنظمة الانتخابية الأخرى، للمجمع الانتخابي عدد من الإيجابيات والسلبيات، لكنه يحظى باحترام كبير بسبب جذوره التاريخية في تأسيس الولايات المتحدة. وعادة ما يعكس التصويت الشعبي، لكنه وصف بالفشل مرتين خلال الانتخابات الخمس الأخيرة، ومن بينها الانتخابات التي شهدت فوز ترامب في عام 2016.

وثمة استقطاب في الولايات التي يميل معظمها بشدة نحو هذا الحزب أو ذاك، ما يعني أنه على المرشحين تركيز جهودهم على بضع ولايات لم تحسم ولاءها بعد لأي واحد منهما ،ويمكن لأي واحد منهما أن يفوز فيها. وتوصف هذه الولايات غير المحسومة بأنها ساحات المعركة الرئيسية لحسم التصويت.

وهذه الولايات، التي يشار إليها غالباً باسم الولايات المتأرجحة أيضاً، وهي التي يتم تقسيم الناخبين فيها بالتساوي نسبياً بين الديمقراطيين والجمهوريين. كما هي الحال مع ولايتي فلوريدا وأوهايو. أما الولايات الأخرى التي كانت داعمة للحزب الجمهوري بقوة في الماضي، من أمثال أريزونا وتكساس، فباتت تعد من الولايات المتأرجحة التي سيكون التصويت فيها حاسما في عام 2020 بسبب زيادة التأييد للحزب الديمقراطي فيها.

ربما يعجبك أيضا