بعد انقطاع دام 3 أشهر.. مصر والسودان وإثيوبيا على طاولة المفاوضات

إبراهيم جابر

رؤية – إبراهيم جابر:

القاهرة – عادت مصر والسودان وإثيوبيا، إلى طاولة مفاوضات أزمة سد النهضة من جديد، بعد انقطاع دام حوالي 3 أشهر، في أعقاب إعلان الدول الثلاث فشل التوصل إلى اتفاق نهائي بشأن ملء وتشغيل السد، تحت رعاية الاتحاد الأفريقي، لتبدأ جولة مفاوضات جديدة وسط تأكيد مصري وسوداني على ضرورة التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم يضمن قواعد واضحة لعملية ملء وتشغيل السد، ويحقق المصالح المشتركة لجميع الأطراف.

“عودة المفاوضات”

وبعد انقطاع دام حوالي 3 أشهر، عادت المفاوضات بين مصر وإثيوبيا والسودان من جديد برعاية الاتحاد الأفريقي، إذ أعلنت وزارة الخارجية المصرية مشاركة وزير الخارجية سامح شكري في الاجتماع الوزاري الذي دعت إليه جنوب أفريقيا بوصفها الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي لوزراء الخارجية والموارد المائية في كل من مصر والسودان وإثيوبيا بهدف إعادة إطلاق مفاوضات سد النهضة التي كانت قد توقفت منذ نهاية شهر أغسطس الماضي.

وتأتي مشاركة وزير الخارجية في هذا الاجتماع تأكيداً لاستعداد مصر للانخراط في مفاوضات فعالة وجادة بين الدول الثلاث من أجل تنفيذ مقررات اجتماعات هيئة مكتب الاتحاد الأفريقي على مستوى القمة والتي وجهت الدول الثلاث بالتفاوض من أجل إبرام اتفاق قانوني ملزم حول ملء وتشغيل سد النهضة يحقق مصالحها المشتركة ويؤمن حقوقها المائية.

وصرح المتحدث الرسمي لوزارة الري محمد السباعي بأن مصر سوف تشارك في الاجتماع الذى دعت إليه جنوب إفريقيا لوزراء الخارجية والمياه في مصر والسودان وإثيوبيا بهدف إعادة إطلاق المفاوضات الخاصة بسد النهضة الإثيوبي بعد ما توقفت لفترة ممتدة منذ نهاية شهر أغسطس الماضى .

وأوضح المتحدث الرسمي أن الاجتماع يُعقد تنفيذاً لمخرجات اجتماعات هيئة مكتب الاتحاد الأفريقي التي عقدت على مستوى القمة وكذلك الاجتماع السداسي لوزراء الخارجية والمياه بالدول الثلاث الذى عُقد يوم 16 أغسطس 2020 والذي كلف الدول الثلاث بالتفاوض من أجل التوصل إلى اتفاق قانوني مُلزم يُنظم عمليتي ملء وتشغيل سد النهضة.

وأكد السباعي أن مصر مستعدة للتفاوض بجدية لإنجاح هذه المحادثات من أجل التوصل إلى اتفاق عادل متوازن يحقق مصالح الدول الثلاث، معربا عن تقديره للجهد الذي تبذله جنوب أفريقيا في رعاية هذه المفاوضات والاهتمام الذي توليه لهذا الملف الحيوى الذي يمس مصالح الدول الثلاث ومقدرات شعوبها.

“توافق مصري سوداني”

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال استقباله اليوم الثلاثاء؛ رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، أشار إلى الروابط الأزلية التي تجمع شعبي وادي النيل، والترابط التاريخي بين مصر والسودان، ووحدة المصير والمصلحة المشتركة التي تربط بين الشعبين الشقيقين.

واستعرض الجانبان تطورات ملف سد النهضة في ضوء الموقف الحالي للمفاوضات الثلاثية بين مصر والسودان وإثيوبيا تحت رعاية الاتحاد الأفريقي، حيث تم التوافق حول الأهمية القصوى لقضية المياه بالنسبة للشعبين المصري والسوداني باعتبارها مسألة أمن قومي، ومن ثم تمسك البلدين بالتوصل إلى اتفاق قانوني ملزم يضمن قواعد واضحة لعملية ملء وتشغيل السد، ويحقق المصالح المشتركة لجميع الأطراف.

وأكد السيسي الموقف المصري الاستراتيجي الثابت الداعم لأمن واستقرار السودان وشعبه الشقيق، وحرص مصر على مواصلة التعاون والتنسيق مع السودان في كافة الملفات محل الاهتمام المتبادل، والدفع نحو سرعة تنفيذ المشروعات التنموية المشتركة، كالربط الكهربائي وخط السكك الحديدية، من أجل شعبي البلدين.

وأشار الرئيس إلى متابعة الحثيثة لكافة التطورات الراهنة على الساحة السودانية إقليمياً ودولياً، لافتا إلى مساندة مصر لإرادة وخيارات القيادة السياسية في السودان الشقيق في صياغة مستقبل بلادهم، ومرحباً بكافة الجهود التي من شأنها مساعدة السودان على مواجهة الأزمة الاقتصادية لما فيه صالح الشعب السوداني، بالإضافة إلى تحقيق الاستقرار والسلام الإقليميين.

من جانبه؛ أكد الفريق البرهان متانة الروابط التاريخية المتأصلة بين مصر والسودان، مشيداً في هذا السياق بالجهود المتبادلة لتعزيز أواصر التعاون المشترك بين البلدين، ومؤكداً حرص السودان مصر على مواصلة التنسيق مع مصر في كافة الملفات محل الاهتمام المتبادل.

كما استعرض رئيس مجلس السيادة السوداني تطورات الأوضاع في السودان والجهود المبذولة للتعامل مع المستجدات في هذا الصدد، بما فيها التوقيع مؤخراً في جوبا على اتفاق السلام بين الحكومة السودانية وعدد من الحركات المسلحة، معرباً في هذا الخصوص عن تقدير بلاده للدعم المصري غير المحدود للحفاظ على سلامة واستقرار السودان ومؤازرته للنجاح في المرحلة الانتقالية الراهنة.

“إعداد مسودة”

وعُقد اليوم اجتماع لوزراء الخارجية والموارد المائية والري من مصر والسودان وأثيوبيا وبرئاسة وزيرة خارجية جنوب افريقيا، وبمشاركة مراقبين من أعضاء هيئة مكتب الإتحاد الافريقى والإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية، وذلك من أجل التباحث حول كيفيه إعادة إطلاق المفاوضات حول سد النهضة الإثيوبي.

وبحسب بيان عبر صفحة المتحدث باسم وزارة الري، أكدت مصر خلال الاجتماع أهمية تنفيذ مقررات اجتماعات هيئة مكتب الإتحاد الإفريقي بالتوصل إلى إتفاق قانوني مُلزم حول ملء وتشغيل سد النهضة ويحقق المصالح المشتركة للدول الثلاث ويؤمّن مصالحها المائية.

ونتهى الإجتماع إلى قرار بأن يوجّه الجانب  السوداني الشقيق، بوصفه الدولة التي تتولي الرئاسة الدورية لاجتماعات الدول الثلاث، الدعوة لعقد جتماعات تمتد لمدة أسبوع بهدف استكمال تجميع وتنقيح مسودة اتفاق سد النهضة، والتي كانت الدول الثلاث قد بدأت في إعداده خلال جولة المفاوضات الأخيرة، من أجل التشاور حول السبيل الأمثل لإدارة المفاوضات خلال الفترة المقبلة.

ربما يعجبك أيضا