إدلب تحت النار.. تهديدات روسية متصاعدة و«المدن المكتظة» تدفع الثمن

محمود سعيد

رؤية – محمود سعيد

استفاقت محافظة إدلب شمال غربي سوريا على تصعيد روسي كبير أدى إلى سقوط 8 ضحايا -معظمهم أطفال- وعشرات الجرحى، جراء قصف طال مركز مدينة إدلب ومدينتَيْ “أريحا” و”معرة مصرين” وبلدات “جبل الزاوية” و”كفريا”.

قصف المدن المكتظة

وصعدت قوات الأسد والمليشيا الموالية للحرس الثوري الإيراني قصفها بشكل غير مسبوق، على الأحياء المكتظة بالسكان في عدة مدن وبلدات من إدلب، ما تسبب بارتقاء وإصابة العشرات من المدنيين.

وتعرضت الأحياء السكنية في مدينة أريحا جنوبي إدلب لقصف مدفعي وصاروخي مكثف؛ أدى لارتقاء أربعة مدنيين وإصابة عدد آخر بجروح متفاوتة.

وتعرضت أحياء مدينة إدلب الجنوبية الشرقية لقصف مماثل؛ ما تسبب بارتقاء طفل وإصابة ثمانية آخرين بجروح طفيفة.

كما تعرّضت بلدة كفريا شمال إدلب لقصف مدفعي استمر لبعض الوقت وأدى لارتقاء طفلين وإصابة آخرين بجروح.

وشهدت عدة بلدات وقرى جنوبي جبل الزاوية لقصف مدفعي، منذ ساعات الصباح الباكر، بالتزامن من حملة القصف التي شهدتها مدينتا إدلب وأريحا.

الجدير ذكره أن قوات النظام صعّدت من قصفها خلال الأيام الماضية ليطال مدنًا وقرىً جديدةً كمدينة إدلب، التي يقطنها ما يقارب مليون مدني أكثر من نصفهم من النازحين.

روسيا تهاجم فصائل إدلب

فيما وجهت وزارة الدفاع الروسية اتهاماً لفصائل محافظة إدلب شمال غربي سوريا مدعية أنها تحضِّر لهجوم جديد، وادعى نائب رئيس ما يسمى بـ”مركز المصالحة الروسي في سوريا” العقيد “ألكسندر غرينكيفيتش” أن الفصائل في إدلب تخطط لقصف إحدى نقاط المراقبة التركية باستخدام قذائف الهاون وراجمات الصواريخ، وقال في بيان إنه سيتم تسجيل شريط فيديو وبثه على مواقع التواصل بهدف اتهام “قوات النظام السوري بتوجيه ضربات إلى مواقع القوات التركية”، على حد قوله.

ويأتي هذا الاتهام بعد اتهام وزارة الدفاع الروسية الفصائل بالتخطيط لاستهداف مواقع مدنية في بلدة “نحلة” في جبل الزاوية بواسطة طائرة مسيرة، وذلك في محاولة لتبرئة نفسها من الهجوم الذي وقع قرب بلدة “الشيخ بحر”، ونفذت طائرات مسيرة روسية هجوماً على مزرعة قرب بلدة “الشيخ بحر” بريف إدلب الغربي قبل أيام، ما أدى إلى سقوط ضحية و5 إصابات من المدنيين، كما استهدفت مجموعة تعمل في قطاف الزيتون في بلدة “نحلة” ، ما أدى إلى وقوع 3 جرحى.

كما سقط عدد كبير من القتلى والجرحى في صفوف فصيل “فيلق الشام” التابع للجيش الوطني السوري، في قصف جوي استهدف معسكرا في محافظة إدلب، وأفادت مصادر في المعارضة السورية المسلحة، أن مقاتلة روسية انتهكت وقف إطلاق النار، وقصفت قرية “الدويلة” غربي إدلب.

الفصائل ترد

تكبدت قوات الأسد والمليشيات الموالية لإيران خسائر بشرية كبيرة نتيجة قيام الفصائل السورية المسلحة المعارضة بالرد على مصادر النيران التي ارتكبت مجازر بحق المدنيين في إدلب، حيث قصفوا موقعًا عسكريًّا لقوات الأسد على محور سراقب جنوبي إدلب، وتحدثت مصادر محلية أن القصف أدى لمقتل 26 عنصرًا من الفرقة 25 التابعة لقوات الأسد وإصابة عشرة آخرين بجروح متفاوتة.

وأوضحت الشبكة أن ضابطين من قوات الأسد لقوا حتفهم خلال الاستهداف بالإضافة إلى ضابط روسي جرى نقله بشكل مباشر إلى قاعدة “حميميم” الروسية.

وجاء رد الفصائل بعد ارتكاب قوات الأسد عدة مجازر في مدينتي إدلب وأريحا وقرية كفريا شمال المحافظة، نتيجة استهدافها بقذائف المدفعية وراجمات الصواريخ.

اتصالات دولية

بدورها أكدت مصادر دولية لصحيفة “الشرق الأوسط” أن الاتصالات مستمرة بين كل من أنقرة وموسكو حيال التطورات الأخيرة في محافظة إدلب شمال غربي سوريا، حيث يؤكد الطرفان خلال الاتصالات على ضرورة الحفاظ على وقف إطلاق النار.

وذكرت المصادر أن أنقرة تعزز نقاطها بشكل متواصل في إدلب، وانها لا تنوي خفض قواتها في إدلب أو سحب السلاح الثقيل، مضيفةً أن ما جرى مؤخراً من إعادة تمركز لبعض نقاط المراقبة يتم بالتنسيق مع روسيا.

تسريبات إسرائيلية

فيما رجَّح موقع “ذا تايمز أوف إسرائيل” العبري أن يستأنف الجيش التركي عملياته التي أطلقها ضد نظام الأسد والمليشيات الموالية لإيران في محافظة إدلب شمال غربي سوريا مطلع العام الحالي، ورأى الموقع أن العلاقات التركية الروسية تشهد توتراً بسبب سلسلة من المواجهات الإقليمية في جميع أنحاء الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ومنطقة القوقاز، مشيراً إلى أن المنطقة الأكثر وضوحاً لهذه التوترات هي محافظة إدلب شمال غربي سوريا.

وأشار في تقرير إلى استهداف الطيران الحربي الروسي معسكراً لـ”الجبهة الوطنية للتحرير” في منطقة جبل “الدويلة” غرب إدلب، وإقرار موسكو بهذه الضربة التصعيدية عبر تصريحات أطلقها نائب وزير خارجيتها “ميخائيل بوغدانوف” وذكر فيها أن بلاده “تؤكد على تضامنها الراسخ مع نظام الأسد ودعمه.

ربما يعجبك أيضا