إنتاج الغاز غير التقليدي.. إنجاز إماراتي فريد بالشرق الأوسط

كتب – حسام عيد

في خطوة وصفت بالإنجاز والتقدم الكبير، أعلنت شركة بترول أبوظبي الوطنية “أدنوك” وشركة “توتال” الفرنسية عن إنتاج أول كمية من الغاز غير التقليدي في دولة الإمارات، وذلك من امتياز حوض غاز الذياب غير التقليدي الموجود في الرويس على مسافة 200 كيلومتر غرب مدينة أبوظبي.

أول كمية من الغاز غير التقليدي بالإمارات

ويشكل الإعلان تقدمًا كبيرًا نحو تحقيق خطة الاستغلال الكامل لامتياز الغاز غير التقليدي، وخطوة مهمة نحو تحقيق هدف أدنوك بإنتاج مليار قدم مكعبة يوميًا من موارد الغاز غير التقليدية قبل عام 2030، وذلك ضمن سعيها المستمر لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز لدولة الإمارات.

ويأتي إنتاج أول كمية من امتياز حوض غاز الذياب في الرويس بعد عامين فقط من توقيع أدنوك و”توتال” اتفاقية امتياز تاريخية تعد الأولى من نوعها في المنطقة في مجال الغاز غير التقليدي. كما يمثل هذا الإنتاج المرة الأولى التي ينجح فيها مشروع لتطوير الغاز غير التقليدي في الشرق الأوسط بضخ إنتاجه إلى خط الأنابيب في مرحلة مبكرة من جدول المشروع.

ويأتي هذا التقدم نتيجة للالتزام والتعاون الفعال بين شركتي أدنوك و”توتال”، والذي مكّن الطرفين من تسريع وتيرة استكشاف وتطوير موارد الغاز غير التقليدية، والنجاح في تطوير عمليات خاصة للتعامل مع طبيعة مكامن الغاز غير التقليدي الموجود في دولة الإمارات.

علامة بارزة جديدة

يمثل هذا الإنجاز علامة بارزة جديدة ضمن جهود استكشاف وتطوير موارد الغاز غير التقليدية في أبوظبي، وخطوة إضافية في تنفيذ استراتيجية شركة أدنوك الشاملة للغاز والسعي لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز في دولة الإمارات.

وقال ياسر سعيد المزروعي، الرئيس التنفيذي لدائرة الاستكشاف والتطوير والإنتاج في أدنوك: “إن التقدم المتسارع في إنجاز مشروع غاز الذياب في الرويس يعكس نجاح الشراكة طويلة الأمد بين “أدنوك” و”توتال” والتي مكنتنا من تعزيز خبراتنا ومعرفتنا في مجال استكشاف وتطوير موارد الغاز غير التقليدية في أبوظبي وتوفير فرص لخفض التكلفة وتعزيز الكفاءة. وسنواصل في أدنوك المضي قدماً في تطوير هذا الامتياز والاستفادة من الإمكانيات الهائلة التي يوفرها وصولاً إلى تحقيق قيمة مستدامة لدولة الإمارات وشعبها”.

جني ثمار جهود منذ 2016

ويأتي هذا الإنجاز في أعقاب جهود أدنوك المستمرة منذ عام 2016 لاستكشاف وتطوير موارد الغاز غير التقليدية في إمارة أبوظبي، وبعد عام واحد من إعلان المجلس الأعلى للبترول عن اكتشاف 160 تريليون قدم مكعبة قياسية من موارد الغاز غير التقليدية القابلة للاستخراج.

ويتم ضخ إنتاج الغاز غير التقليدي من خلال خط أنابيب مخصص ومنشأة مركزية لاستلام الإنتاج الأولي في حوض غاز الذياب في الرويس، مما يتيح توزيع الغاز المنتج من خلال شبكة الغاز التابعة لأدنوك.

ويستفيد امتياز الغاز غير التقليدي بشكل كبير من موقعه الاستراتيجي بالقرب من منطقة الرويس الصناعية التابعة لأدنوك، مما يوفر إمكانية الوصول إلى السوق ويسمح للعمليات بالاستفادة من مرافق البنية التحتية الواسعة والحديثة التابعة لأدنوك والتي تدعم نمو وتطور قطاع الغاز غير التقليدي في دولة الإمارات.

وكانت “أدنوك” قد وقعت في نوفمبر 2018 اتفاقية امتياز مع شركة “توتال” الفرنسية حصلت بموجبها الأخيرة على حصة 40% في امتياز حوض غاز الذياب غير التقليدي في منطقة الرويس.

ووفقاً للاتفاقية تقوم “توتال” باستكشاف وتقييم وتطوير موارد الغاز غير التقليدية في منطقة الامتياز. وإلى جانب تطويرها لحوض غاز الذياب غير التقليدي في منطقة الرويس، تعمل أدنوك على تعزيز وتحقيق أقصى قيمة ممكنة من مشروع “غشا” والأغطية الغازية العملاقة في أبوظبي، إضافة إلى عدد من تجمعات الغاز الطبيعي الجديدة التي تواصل تقييمها وتطويرها مع متابعة الشركة لأنشطتها الاستكشافية.

تنوع العمليات وتدفق الإيرادات

فيما أشادت مجلة بتروليوم إيكونوميست باستراتيجية شركة بترول أبوظبي الوطنية “أدنوك” التي حافظت على تنوع عملياتها وتدفق إيراداتها رغم تداعيات جائحة كوفيد-19.

وقالت بتروليوم إيكونوميست – وهي مطبوعة شهرية تصدر من لندن وتقدم تحليلا اقتصاديا كليا وجيوسياسيًا فيما يخص صناعة الطاقة – إن الشركة تمتلك تاريخًا ثريًا في النجاح في الاستعانة بخبرات خارجية في جهود التنقيب الأولية، وقد وسعت الشركة نطاق هذه الجهود لتحقيق دخل إضافي من البنية التحتية والمرافق وقد أتاح ذلك للشركة تحقيق مليارات الدولارات في فترات الضبابية التي تشهدها أسواق الطاقة.

ولكن لم تبذل شركة أدنوك هذه الجهود بهدف تحقيق الأرباح فقط، إذ شكل هذا التعاون مع الخبراء الدوليين منصة هامة لتبادل المعرفة ودعم جهود التوطين في دولة الإمارات العربية المتحدة.

وأفادت المجلة بأن اهتمام الشركة قد تحول إلى مجال الغاز، ففي شهر يونيو من هذا العام، وافقت الشركة على بيع حصة تقدر بنسبة 49% في شركة أدنوك لأنابيب الغاز إلى مجموعة من الشركات تضم شركة كندا بروكفيلد لإدارة الأصول، ومجلس خطة تقاعد معلمي أونتاريو وشركة جلوبال إنفراستراكتشار بارتنرز ومقرها نيويورك وشركة كوريا الجنوبية للاستثمار والأوراق المالية، وشركة سنام الإيطالية وشركة جي آي سي السنغافورية. وقد حصلت الشركة على 10 مليارات دولار مقابل حقوق تأجير 38 أنبوبا.

وأضافت المجلة: ” وفيما يعاني العديد من شركات النفط الوطنية وشركات النفط العالمية في هذه الظروف، يبدو أن أدنوك اختارت التفكير العملي والمرن والذي حقق لها أرباحا مجزية بينما تواجه الشركات الأخرى مخاطر التراجع عن الانخراط في مشروعات جديدة أو تسريح العاملين”.

مركز افتراضي للطاقة

وبالإضافة إلى إنجاز إنتاج أول كمية من الغاز غير التقليدي في الإمارات، أعلنت شركة بترول أبوظبي الوطنية “أدنوك” يوم الأربعاء الموافق 11 نوفمبر 2020، عن إطلاق “مركز أدنوك الافتراضي للطاقة”، الذي يعد منصة عبر الإنترنت تتيح للجمهور التعرف على التطور الكبير الذي تحققه الشركة في مختلف مجالات أعمالها.

وتم تصميم المركز ليوفر تجربة تفاعلية ثلاثية الأبعاد من خلال أربع قاعات افتراضية تعرض تاريخ أدنوك والمبادرات التي تنفذها لتكون نموذجاً مستقبلياً لشركات الطاقة الوطنية.

ويسلط المركز الضوء على النقلة النوعية التي بدأت بها الشركة منذ أربع سنوات، والتي مكنتها من تعزيز مرونتها وقدراتها التنافسية والمحافظة على استمرارية واستدامة أعمالها وتحقيق أهدافها الاستراتيجية خلال الظروف الاستثنائية التي يشهدها العالم حالياً.

ويتيح المركز الافتراضي، الذي يعد الأول من نوعه، التعرف على جهود أدنوك والوسائل والطرق المبتكرة التي تتبعها لتنفيذ استراتيجيتها المتكاملة 2030 للنمو الذكي والرامية إلى تعزيز الربحية وزيادة العائد الاقتصادي في مجال الاستكشاف والتطوير والإنتاج، وزيادة القيمة في مجال التكرير والبتروكيماويات، والمحافظة على إمدادات اقتصادية ومستدامة من الغاز، مدعومة بتعزيز التسويق الاستباقي المرن ..وسيتم تحديث المعلومات والتجارب التفاعلية التي يوفرها المركز بصورة دورية لضمان التعريف بالتطور المستمر الذي تحققه أدنوك وتقدمها في تنفيذ أهداف استراتيجيتها.

كما يتيح المركز التعرف على تجربة أدنوك في تبني تطبيقات التكنولوجيا الرقمية الحديثة ونماذج الأعمال المبتكرة والاستفادة منها في رفع الكفاءة التشغيلية، والارتقاء بالأداء، وتعزيز دورها الريادي والتزامها بالمحافظة على البيئة لترسيخ مكانتها بين المنتجين الأقل كثافة في مستويات انبعاثات الكربون في قطاع النفط والغاز.

ربما يعجبك أيضا