آخرهم «السفر الذكي».. الإمارات تحارب كورونا بالخدمات الذكية

هدى اسماعيل

هدى إسماعيل

بذلت دولة الإمارات جهودا حثيثة لتوفير الخدمات الذكية للتعامل مع مستجدات الجائحة، وتهدف التدابير والإجراءات الوقائية إلى تلبية متطلبات المجتمع واستمرارية الأعمال للحد من انتشار الفيروس ، حيث نجحت الحكومة الإماراتية من توفير ما يزيد على 3730 خدمة اتحادية ومحلية عبر الإنترنت، كما توجد أكثر من 180 خدمة ذكية تلبي حاجات المجتمع في شتى جوانب الحياة، ما يجعل الإمارات من أفضل دول العالم في تطبيق الحياة عن بعد.

وكإضافة للخدمات الذكية المتعددة أعلن مطار أبوظبي الدولي، عن بدء تجربة نظام «السفر الذكي» الجديد الذي يعمل بدعم من تقنيات الذكاء الاصطناعي، بهدف تقليص وقت الانتظار، وتبسيط العمليات في جميع مرافق المطار لتقديم تجربة أكثر سلاسة وسهولة للمسافرين.

وبحسب وكالة الأنباء الإماراتية، فقد جرى تطوير النظام الجديد من قبل مطارات أبوظبي بالشراكة مع «كونفيرجينت آيه آي».

ويتبنى النظام الجديد، تقنيات تعتمد على حجم البيانات الكبيرة، والذكاء الاصطناعي، والنمذجة الدقيقة، وتقييم حركة المسافرين لتطوير وتحسين مجموعة متنوعة من العمليات عبر مطار أبوظبي الدولي وأبرزها إنهاء إجراءات السفر والجوازات وأوقات الوصول والمغادرة للمسافرين.

وفي إطار التجارب القائمة، سيجري إبلاغ مجموعة محددة من المسافرين مع الاتحاد للطيران بالوقت الأمثل لوصولهم إلى مطار أبوظبي الدولي، ويرتقب أن يساهم هذا الإجراء الذي يركز على تنظيم وصول المسافرين إلى المطار، في تخفيف الازدحام، وسهولة تطبيق معايير التباعد الاجتماعي، وتقليص وقت الانتظار.

التحول الرقمي

unnamed 8

يقول «شريف الهاشمي»، الرئيس التنفيذي لمطارات أبوظبي:« إن الابتكار والتحول الرقمي هما طريقنا نحو تحقيق رؤيتنا بأن نصبح مجموعة المطارات الرائدة في العالم، ونحن فخورون بالدور الاستثنائي الذي قدمه فريقنا في مطارات أبوظبي خلال العام الماضي، عبر تطوير جميع العمليات في المطار وبما ينسجم مع حرصنا على مواصلة تقديم تجربة سفر سهلة ومريحة للمسافرين».

وأضاف:« أن توفير نظام “السفر الذكي” في مطار أبوظبي الدولي يعتبر خطوة مهمة نحو المضي قدماً للتحسين المستمر والابتكار والمساهمة في بناء مستقبل أفضل لتجربة السفر».

من ناحيته، قال جون بارتون الرئيس التنفيذي لشؤون المعلومات في مطارات أبوظبي: «يعتبر تقليص الطوابير في المطارات عاملاً أساسياً لضمان سلامة وصحة المسافرين وتبسيط العمليات، وهو ما دفعنا للعمل مع شركائنا من شركات الطيران و”كونفيرجينت أيه آي” لوضع نموذج دقيق لرحلة المسافرين عبر المطار وتحسينها في كافة المراحل».

وأضاف: «من خلال تمكين المسافرين من الانتقال بسرعة وسلاسة بين منصات تسجيل الوصول ومراقبة الجوازات والصعود إلى الطائرة، فإننا نمنحهم المزيد من الوقت للتمتع بكل ما يوفره مطار أبوظبي الدولي من مطاعم راقية وعروض متميزة للتسوق في السوق الحرة».

من أجل السياحة

لم يقف الأمر عند حد الطيران الذكي فمنذ أيام أطلقت شركة طيران الإمارات تطبيق ذكي بالتعاون مع شركة «هواوي» الصينية يوفر وصولاً سهلاً إلى مجموعة من الخدمات وحجز تذاكر الطيران وإنجاز إجراءات السفر واختيار المقعد والوجبة.

وتتوفر السمات على جميع أجهزة هواوي واونر، ويمكن لعشاق السفر استكشاف مجموعة متنوعة من السمات المشوقة والمستوحاة من 90 من الوجهات الأكثر شهرة في العالم، وتعد السمات الجديدة جزءاً من مشروع تعاوني أوسع بين العلامتين التجاريتين للترويج لتطبيق طيران الإمارات.

ويوفر التطبيق الوصول السهل إلى مجموعة من خدمات ووظائف البحث عن الرحلات الجوية وحجز تذاكر الطيران وإنجاز إجراءات السفر واختيار المقعد والوجبة، بالإضافة إلى معلومات تسجيل الدخول إلى حساب سكاي واردز.

مؤشر الخدمات الذكية

في يوليو الماضي صدر تقرير ضمن المؤشر الكلي لتنمية الحكومات الإلكترونية من الأمم المتحدة، والتي حلت فيه دولة الإمارات العربية المتحدة في المركز الأول خليجياً وعربياً وفي غرب آسيا، والثامن عالمياً في مؤشر الخدمات الذكية ،كما حلّت في المركز الرابع آسيوياً في هذا المؤشر، وتقدمت مركزاً واحداً في مؤشر المشاركة الرقمية حيث انتقلت إلى المركز 16 بعدما كانت في المركز 17 في الدورة السابقة للمؤشر 2018. وجاء في الاستبيان ذاته تحقيق الإمارات للمركز السابع في مؤشر البنية التحتية للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.

وحققت دولة الإمارات في المؤشر الكلي المركز 21 عالمياً، علماً بأنه مؤشر مركب يتألف من مؤشرات فرعية هي الخدمات الذكية، ورأس المال البشري، والبنية التحتية لقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات فضلاً عن مؤشر المشاركة الرقمية الذي يندرج ضمن الخدمات الذكية.

وبهذه النتيجة تؤكد الإمارات صدارتها عربياً في أهم المؤشرات المتعلقة بالتحول الرقمي، الأمر الذي يعبر عن مكانتها العالمية وريادتها في انتهاج مبادئ حكومة المستقبل التي تقوم على استيعاب التقنيات المتقدمة وفي المقدمة منها تقنيات المعلومات والاتصالات، وتوظيفها في تقديم خدمات حكومية سهلة وتفاعلية لجمهور المتعاملين. كما تؤكد النتائج الدور العالمي للإمارات في تطبيق أهداف التنمية المستدامة، حيث كانت من أوائل الدول التي أنشأت منصة متخصصة لهذا الأمر بالتعاون مع الأمم المتحدة وهيئات دولية ذات صلة.

وسلط الاستبيان الضوء على تجارب إماراتية متميزة في التفاعل مع المتعاملين، وأفرد مساحة لتطبيق رماس الذي أطلقته هيئة كهرباء ومياه دبي، وهو عبارة عن موظف افتراضي يجسد استراتيجية الهيئة في توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في جميع عملياتها وخدماتها. ويتضمن التطبيق خاصية المحادثة الصوتية المباشرة باللغتين العربية والإنجليزية حيث يمكن توجيه السؤال الشفهي إلى “رماس” للحصول على الإجابة بشكل فوري.

ربما يعجبك أيضا