محمود طلعت
إنجاز تاريخي جديد يسطره البريطاني لويس هاميلتون سائق مرسيدس، بتتويجه بطلا للعالم لسباقات «فورمولا1» للمرة السابعة في مسيرته ليعادل رقم الأسطورة الألماني مايكل شوماخر.
وفاز هاميلتون (35 عاما) اليوم الأحد، بالمركز الأول في سباق جائزة تركيا الكبرى على حلبة إسطنبول بارك، حيث انطلق من المركز السادس، واستطاع التقدم على المكسيكي سيرخيو بيريز، والألماني سباستيان فيتل.
وبكى هاميلتون من شدة التأثر بتحقيق هذا الإنجاز لدى اجتيازه خط النهاية قائلا: «لا أجد الكلمات المناسبة.. ما حققته تخطى جميع أحلامي».
وكان البطل العالمي الألماني وأسطورة حلبات السباق، مايكل شوماخر (المصاب بسبب حادث سيارة) قد احتفظ باللقب لسنوات، ليأتي هاميلتون ويعادله بالرقم القياسي العالمي المسجل باسم الأسطورة الألماني المعتزل شوماخر ويصبح السائق الأكثر نجاحا في تاريخ السباقات.
تحديـات كبيرة وطموحات
ومع استمرار مفاوضات هاميلتون مع فريق مرسيدس بخصوص العقد الجديد، نظرًا لانتهاء عقده الحالي بنهاية 2020، فإن البريطاني أكد بعد فوزه اليوم أنه يشعر أن هذه مجرد البداية، ملمحا إلى استمراره في «الفورمولا1» مع فريقه.
وقال هاميلتون: «أشعر أنني ما زلت في البداية.. الشعور غريبٌ جدًا.. أشعر جسديا أنني بأفضل مستوى من اللياقة البدنية».
وأضاف: «رغم أن العام الحالي كان من الأصعب بالنسبة لملايين الأشخاص بسبب انتشار وباء كورونا، وأعلم أن الأمور قد تبدوا رائعةً بالنسبة لنا، ولكننا واجهنا الصعوبات ذاتها كرياضيين وواجهت صعوبات نفسية».
وتابع: «واجهت تحديات كبيرة لم أعلم كيفية التغلب عليها، ولكن بمساعدة الأشخاص الرائعين من حولي، وهذا الفريق، وقاعدة المشجعين، كان بإمكاني المحافظة على تركيزي وعدم السماح لتلك التحديات بالتأثير في نفسيتي».
وأوضح هاميلتون: «لدي آمال كبيرة للسنة المقبلة، وأنا أرغب بالاستمرار مع فريق مرسيدس.. أشعر أن لدينا العديد من الأمور لإنجازها سوية، وأننا بدأنا فقط في رحلة لإعادة الاعتبار لرياضتنا وضمان مواكبتها لمتطلبات الحقبة العالمية الحالية».
هاميلتون والأرقام القياسية
وكان هاميلتون توج بطلا مع ماكلارين عام 2008، ثم مع مرسيدس أعوام 2014 و2015 و2017 و2018 و2019، قبل أن يضيف اللقب السابع اليوم مع الفريق ذاته.
وبالإضافة إلى معادلته الرقم القياسي في عدد الألقاب العالمية، يحمل هاميلتون العديد من الأرقام القياسية الأخرى، أبرزها عدد الانتصارات (94 فوزا)، وفي عدد الصعود إلى منصات التتويج (163 مرة)، وفي انتزاع المركز الأول لدى انطلاق السباقات (97 مرة).
هاميلتون.. موهبــة فريــدة
يدين هاميلتون بوصوله لهذه المكانة لوالده أنتوني، فرغم وضعه المادي الصعب، لم يبخل في تنمية موهبته منذ الصغر، واضطر للعمل في ثلاث وظائف، لتوفير ما يكفي من المال ليتمكن لويس من المشاركة في سباقات «الكارتينغ».
لم يخف فقر الطفولة الموهبة الاستثنائية التي تمتع بها هاميلتون منذ نعومة أظفاره، وجعلت منه سائقاً بالفطرة. في العام 1995، وفي سن العاشرة، استعار هاميلتون ملابس بطل سابق للفئات العمرية في سباقات الكارتينغ البريطانية، وأحرز اللقب خلفاً له.
تعرف إلى رئيس ماكلارين في حينه رون دينيس، وطلب الفتى هاميلتون من دينيس توقيعا تذكاريا وقال له «يوما ما أريد أن أشارك في السباقات معك»، ليرد عليه الأخير بالقول «اتصل بي بعد تسعة أعوام وسأعقد معك صفقة».
لم ينتظر دينيس تسعة أعوام، بعد ثلاثة فقط، وافق على رعاية مسيرة هاميلتون التي تدرجت في الفئات الدنيا للفورمولا، قبل أن يخوض أول سباقاته في الفئة الأولى مع الفريق البريطاني عام 2007.
هاميلتون.. ســائق لا يقهر
لم يحظ البريطاني بفرصة إحراز اللقب في موسمه الأول، إلا انه لم ينتظر طويلاً: في 2008، وبمركز خامس في السباق الأخير في البرازيل حققه بشق النفس، توج بطلاً للمرة الأولى.
كان عام 2016 عنواناً للتنافس بين هاميلتون وزميله روزبرغ، مع مواصلة مرسيدس التفوق على باقي الفرق.
ومنذ 2017، بدا هاميلتون سائقا لا يقهر مهيمنا على بطولة العالم بشكل تام حتى الموسم الحالي الذي تجاوز فيه والسائقون الآخرون الظروف الصعبة الناجمة عن تداعيات فيروس كورونا المستجد.
يقول مدير مرسيدس توتو وولف: إن هاميلتون «لا يكون راضيا أبدا.. لا يهدأ.. لا يكون سعيداً أبداً بما هو عليه كسائق أو كإنسان.. يريد أن يحقق الأفضل، أن يتطور، وهو إلى حد كبير جزء من قيادة الفريق».
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=563292