بطل الواجب والإنسانية.. الشهيد ياسر عصر الذي أنقذ حياة مئات المصريين

سهام عيد

كتبت – سهام عيد

لم يهب الموت حتى لو على حساب نفسه، وجسد كل معاني الواجب والإنسانية لإنقاذ أرواح المئات من المصريين خلال قيامه بعمله والسيطرة على حريق نشب في إحدى محطات مترو الأنفاق (محطة مسرة) صباح اليوم الثلاثاء، حتى سقط في الهواية المشتعلة.. هذا هو البطل ياسر عصر.

وياسر حسن عصر، ابن قرية مشتهر التابعة لمركز طوخ بالقليوبية، هو ضابط شرطة برتبة لواء وبدرجة بطل مقدام لا يهاب الموت، يؤدي عمله على أكمل وجه محافظا على العهد والقسم الذي أداه في ساحة كلية الشرطة، أثناء حفل تخرجه، عام 1989.

المعلومات المتوفرة حول الحادث تقول إن حريقا نشب في هواية بمحطة مترو مسرة بخط شبرا الخيمة، وأثناء محاولة رجال إدارة شرطة النقل والمواصلات بقيادة اللواء الشهيد ياسر عصر، وكيل الإدارة، سقط الأخير داخل الهواية، واستشهد في الحال.. استشهد محاولا فداء مواطنين كانوا يستقلون المترو في آخر رحلاته وقبل مواعيد الإغلاق، وتم انتشال الجثة ونقلها لأحد المستشفيات، واتخاذ الإجراءات القانونية، وفقا لصحيفة “الوطن” المصرية.

الشهيد البطل ياسر عصر2

المفارقة في واقعة الاستشهاد أنها جاءت في حادث حريق بعدما استطاع الشهيد البطل من السيطرة على حرائق هائلة نشبت في محطات قطارات كان يتولى قيادتها، وكان آخرها عام 2016، وكان حينها برتبة عقيد، ويشغل منصب مأمور قسم الضواحي بمحطة مصر، وتحديدا صباح الخميس 7 يناير، حين اشتعلت النيران في القطار 1551 القاهرة_ طنطا، وحينها لم ينتظر وصول دعم، فاقتحم النيران وبدأ في إخلاء الركاب، وأمسك بطفاية حريق وبدأ في التعامل مع مصدر الحريق، ومنعت شجاعته امتداد النيران لعربات أخرى.

يومها تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورته وبها آثار الحريق حينما نجح في إنقاذ المئات، وبعد أيام تم استدعاؤه بمقر وزارة الداخلية، وكرمه اللواء مجدي عبدالغفار، وزير الداخلية السابق، وبعد حفل التكريم قال “عصر” إنه لم يفعل شيئا وإنما قام بواجبه فقط، ضاربا أروع الأمثلة في إنكار الذات والتضحية والتفاني في أداء رسالته، وبعدها تم تصعيده في عدة مناصب وصولا لمنصب وكيل الإدارة العامة لشرطة النقل والمواصلات، حتى استشهاده اليوم، أثناء محاولته ورجاله السيطرة على حريق.

من جانب آخر، عبر أهالي قرية مشتهر بطوخ، بمحافظة القليوبية، عن حزنهم الشديد على فراق الشهيد اللواء ياسر عصر وكيل الإدارة العامة لشرطة النقل والمواصلات، حيث أكدوا أن اللواء “ياسر”  كان مثالا للخلق الرفيع وكان يقيم في مشتهر مع عائلته، حسبما أفادت صحيفة “الأخبار”.

وتابعوا أن والدته تقيم في القرية أيضا، ووالده متوفى، وكان اللواء ياسر يقدم المساعدة للجميع من الأهالي، ولا يبخل على أحد منهم في تقديم العون له وكان بارا بالجميع.

كانت قد تلقت غرفة النجدة بلاغا باندلاع حريق داخل إحدى الهوايات بمحطة مترو مسرة في شبرا، وعلى الفور انتقل رجال الحماية المدنية إلى مكان البلاغ، فى محاولة للسيطرة على الحريق، ومع محاولات رجال الإطفاء السيطرة على الحريق داخل الهواية، حرص اللواء ياسر عصر، وكيل الإدارة العامة لشرطة النقل والمواصلات، على تفقد موقع الحريق، وخلال محاولاته المساعدة في إخماده خوفا على حياة المواطنين، تعرض للسقوط داخل الهواية مما تسبب في وفاته.

جنازة الشهيد البطل ياسر عصر

وشيع المئات من أهالي قرية مشتهر التابعة لمركز ومدينة طوخ جثمان الشهيد الذي خرج من مسجد الوقف بالقرية ملفوفا بعلم مصر، وتم دفنه بمقابر الأسرة بالقرية.

ربما يعجبك أيضا