الرئيس التونسي «خارج الحدود».. زيارة مشبوهة لقطر وعلامات استفهام

محمود طلعت
الرئيس التونسي قيس سعيد يزور قطر

محمود طلعت

زيارة مشبوهة للرئيس التونسي قيس سعيد إلى قطر استغرقت 3 أيام، وقوبلت بحالة من الاستنكار الشديد والاستياء من جانب الأوساط السياسية في تونس وخارجها.

إهانة لتونس ورئيسها

الزيارة ومنذ بدايتها كانت محط أنظار رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين اعتبروا عدم استقبال أمير قطر للرئيس التونسي في المطار وتكليف نائب رئيس الوزراء ووزير الدفاع بتلك المهمة بأنه «نوع من الإهانة لتونس ورئيسها».

الرئيس التونسي رجع إلى بلاده بـ«خفي حنين»، دون تحقيق أي مكاسب عملية، عدا الوعود بالاستثمار وتنصيبه رئيسًا لجمعية فقهاء القانون الدستوري.

حالة استياء وسخرية

وأثار تعيين سعيد رئيسا لجمعية فقهاء القانون الدستوري، الكثير من السخرية والاستياء في الشارع السياسي والثقافي وعلى مواقع التواصل الاجتماعي

يقول مراقبون إن ما يطلق عليه جمعية فقهاء القانون الدستوري، ربما تكون ذراعًا جديدة لقطر على غرار اتحاد العلماء المسلمين، الذي تظاهر تونسيون للمطالبة بغلق مقراته في تونس.

وجاء تعيين قيس سعيد على هامش اجتماع مفتوح نظمته جامعة لوسيل القطرية ألقى خلاله الرئيس التونسي محاضرة عن دور الدساتير والأنظمة السياسية عبر التاريخ.

من جهته استنكر عبدالقادر حمدوني، الأستاذ بجامعة قرطاج، اختيار قيس سعيد لشغل مثل هذه المناصب قائلا «هذا الأمر إهانة لتونس التي أهدت إلى العالم أول الدساتير في حضارة قرطاج.. هذه سابقة في العالم، إذ يتولى رئيس دولة رئاسة جمعية أجنبية خارج بلاده».

Em Q2QvXIAMjvFi

حوار الشرق والغرب

مراقبون اعتبروا أنه من اللافت أن يعلن سعيد، بمناسبة زيارته إلى الدوحة، مبادرة للحوار الديني بين الشرق والغرب تجنّبا لردود فعل معادية للمسلمين عقب الاعتداءات المسجلة في عدد من بلدان أوروبا.

على الجانب الآخر تعمد أمير قطر عدم التطرق للمبادرة، للتسويق على أنها فكرة سعيد، أملا في الحصول على تلك المسافة التي تبعد شبح تورط نظامه في دعوة يدرك جيدا المفارقة النابعة منها بين بلد راع للإرهاب، ومدع لصنع جسر للحوار.

تميم أراد أيضا استثمار علاقة الرئيس التونسي الجيدة مع باريس وتحديدا مع الرئيس إيمانويل ماكرون، ليكون بذلك جسرا لانتشاله من ورطة تضعه هذه المرة بوجه فرنسا وأوروبا، ما يهدد بفتح ملفات دعمه للإرهاب.

تلميـــع صــورة قطر

هاجمت صحف تونسية من ضمنها صحيفة «الشارع المغاربي» زيارة الرئيس التونسي قيس سعيد لقطر واعتبرتها فرصة ثمينة لقطر لكي تلمع صورتها وفك عزلتها.

وحول مقترح عقد حوار غربي إسلامي، قالت الصحيفة التونسية، إنه يسيء إلى تونس ويمنح الفرصة لقطر لتسويق «صورة معتدلة» عن نفسها.

وكان سعيد قد قال في وقت سابق إنه ناقش مع أمير قطر تميم بن حمد، مقترح لعقد مؤتمر للحوار الغربي الإسلامي، يهدف إلى تحقيق مزيد من الفهم وتجاوز العقبات التي تظهر إثر بعض العمليات المتشدّدة التي تتبناها جهات متطرفة.

واعتبرت الصحيفة، أنّ قطر استثمرت زيارة الرئيس التونسي لها، وأهدته رئاسة جمعية دستورية، وتبرّأت في الأثناء من كل شبهات الإرهاب ودعم جماعات العنف الإخواني والقتل والترهيب التي هي محلّ ملاحقة من معظم الدول.

وتساءلت الصحيفة عن جدوى زيارة الرئيس التونسي إلى قطر، وعلّقت قائلة: «ماذا حصل في 3 أيام إذا.. وما الذي حمله الرئيس في جرابه عائدا إلى تونس؟ في كلمة، لا شيء، فقط محادثات ثنائية مع أمير قطر لا نعلم مضامينها».

EnB7R8WXcAEvnoB

علامات اســــــتفهام

من جهتها اعتبرت الأستاذة في جامعة صفاقس فاطمة المسدي، أن اختيار قطر تعيين سعيد في هذا المنصب هو إعلان رسمي لانخراط تونس في المحور القطري التركي، وفقا لصحيفة «الرؤية».

وأضافت أن توقيت الزيارة مريب، ويطرح أكثر من سؤال، معتبرة أن «المقصود من تعيين سعيد هو إرضاء غروره، خاصة وأنه يعتبر نفسه مرجعاً في القانون الدستوري، وهو ربما مبرر لصرف مبالغ مالية له مقابل هذا المنصب الجديد».

سـخرية النشــــــطاء

وضجت مواقع التواصل الاجتماعي بالتعليقات الساخرة على تلك الزيارة المشبوهة، حيث كتب أحدهم «سعيد سافر إلى الدوحة برتبة رئيس دولة، وعاد إلى تونس برتبة رئيس جمعية».

واعتبر آخرون أن سعيّد، أستاذ القانون الدستوري، تحوّل إلى فقيه في دولة دينية، في حين رأى آخرون أن تعيين سعيد من دولة ليس بها انتخابات أو مؤسسات دستورية أو برلمان، هو إهانة للتونسيين، باعتبار أن رئيس الجمهورية هو رمز للدولة، وممثل لها.

ربما يعجبك أيضا