بومبيو يمنح الإسرائيليين هدية الوداع في زيارته الأخيرة

كتب – هالة عبدالرحمن

وصل وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، أمس الأربعاء، في أول زيارة رسمية لوزيرة الخارجية الأمريكي للاستيطان في الأراضي المحتلة، بينما يثير توجه الوزير الأمريكي إلى مستوطنة في الضفة الغربية المحتلة استياء في الشارع الفلسطيني.

وتندرج زيارة بومبيو إلى إسرائيل ضمن جولة أوروبية وشرق أوسطية قادته إلى باريس وتركيا وجورجيا، واعتبر الفلسطينيون الخطوة “خيانة وطعنة في الظهر”، وخصوصًا أنها تتعارض مع الإجماع العربي الذي جعل حل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني شرطا أساسيا لإحلال السلام مع الدولة العبرية.

ومن المتوقع أن يقوم مايك بومبيو بجولة هذا الأسبوع في مصنع نبيذ إسرائيلي بني على أرض تقول العائلات الفلسطينية إنها سُرقت منها، وهو عمل استفزازي للغاية سيجعله أول وزير خارجية أمريكي يزور رسميًا مستوطنة في الأراضي المحتلة، وفقًا لصحيفة “الجارديان” البريطانية.

وتحدثت وسائل الإعلام الإسرائيلية على نطاق واسع عن زيارة الدبلوماسي الكبير لكن واشنطن لم تؤكدها. إذا تم المضي قدمًا ، فسيكون هدية وداعًا للحكومة القومية الإسرائيلية وحركة المستوطنين، حيث تسعى إدارة ترامب في أسابيعها الأخيرة لفرض رؤية للشرق الأوسط تفضل فيها اليمين المتطرف لإسرائيل.

وتعد بساجوت، مستوطنة تم بناؤها على قمة تل بجوار مدينة البيرة الفلسطينية، وتدير مصنع نبيذ ينتج 600 ألف زجاجة سنويًا وتقدم جولات لكبار الشخصيات مع تذوق الجبن.

وفي العام الماضي، أصدرت نبيذًا أحمر سمي على اسم وزير الخارجية باعتباره “تعبيرًا عن الامتنان والتقدير” لإعلان بومبيو أن الولايات المتحدة سوف تنفصل عن الإجماع الدولي ولم تعد تجادل بأن المستوطنات غير قانونية.

وحاول المستوطنون والحكومة الإسرائيلية دفع السياحة في الأراضي المحتلة لتعزيز مطالبتهم بالأرض، ليس فقط من خلال مصانع النبيذ ولكن أيضًا من خلال إنشاء “حدائق وطنية” حيث يمكن للناس الذهاب في عطلات المشي لمسافات طويلة التي يديرها المستوطنون.

ويقول موقع مصنع الخمرة على الإنترنت إنه يطل على “المشهد البدائي لإسرائيل” على الرغم من أنه يقع في عمق الأراضي الفلسطينية وعلى بعد أمتار قليلة من العائلات الفلسطينية التي تقول إنها جُردت من ممتلكاتها.

وكان مصنع نبيذ بساغوت في صلب قرارٍ أوروبّي يفرض عليه وضع علامة على منتجاته تفيد بأنها تأتي من مستوطنات في أراض محتلة. ووصف رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، زيارة بومبيو “لمستعمرة بساغوت المقامة على أراضي البيرة، إمعانا في انتهاك حقوق الشعب الفلسطيني”. وأكد اشتية أن هذه الزيارة “لن تعطي أية شرعية للمستوطنات” داعيا العالم إلى مقاطعة بضائع المستوطنات.

يذكر أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي استدعى الناخبين المؤيدين لإسرائيل من اليمين المسيحي الإنجيلي ، الذي ينتمي إليه بومبيو، دفع بسلسلة من السياسات التي تجنبها الرؤساء الأمريكيون السابقون – الجمهوريون والديمقراطيون.

ومنع ترامب مئات الملايين من الدولارات من المساعدات الإنسانية للفلسطينيين، وأعلن عن أن مدينة القدس عاصمة لإسرائيل، وأغلق المكاتب الدبلوماسية الفلسطينية في واشنطن، وابتكر “خطة سلام” تمنح حكومة إسرائيل الغالبية العظمى من المحفزات.

ومن المتوقع أيضًا أن يزور بومبيو، الذي يُرجح أن يسعى لتحقيق رئاسته خلال أربع سنوات ، مرتفعات الجولان ، وهي منطقة احتلتها إسرائيل من سوريا وتطالب بالسيادة عليها – وهي خطوة اعترف بها ترامب العام الماضي.

ويثير فوز الديموقراطي جو بايدن في الانتخابات جملة من التساؤلات حول قضايا عدة منها مستقبل العقوبات الأمريكية على إيران وتطبيع العلاقات بين إسرائيل والدول العربية والخطة الأمريكية لحل النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني. وفي حين لن يجتمع بومبيو مع أي مسؤول فلسطيني، من المتوقع على ما ذكرت صحف إسرائيلية أن يزور مستوطنة “بساغوت” في الضفة الغربية المحتلة، وتحديدا مصنع للنبيذ فيها. ولم يؤكد الجانب الأمريكي ولا إدارة مصنع النبيذ الزيارة التي ستكون الأولى لوزير خارجية أمريكي لمستوطنة في الضفة الغربية.