أزمة ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل.. هل تغير الموقف اللبناني؟

محمد عبدالله
أزمة ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل

رؤية – محمد عبدالله


أزمة ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل تعود إلى الواجهة من جديد، بعدما اتهمت سلطات الاحتلال، لبنان بتغيير موقفه بشأن ترسيم الحدود البحرية بين البلدين، محذرة من احتمال أن تصل المحادثات بين البلدين إلى طريق مسدود.

اتهامات إسرائيلية

وزير الطاقة بدولة الاحتلال «يوفال شتاينتس» قال في تغريدة على تويتر، إن لبنان غيّر موقفه بشأن حدوده البحرية مع إسرائيل عدة مرات.

وأعرب شتاينتس في وقت سابق عن عدم تفاؤله بالمفاوضات الجارية على صعيد ​ترسيم الحدود​ البحرية بين لبنان وإسرائيل​ بوساطة أممية لأنّ لبنان يأتي بمطالب قاسية على حد تعبيره.

وأكد شتاينتس أنه «لستُ متفائلاً في ما يخصّ محادثات ترسيم الحدود مع لبنان، فقد اتفقنا وقررنا أن نتحادث وأن نجد حلاً لهذا النزاع، ولكن إذا جاء ​اللبنانيون​ بطلبات قاسية كالتي رأيناها قبل 10 سنوات فلن نحلّ النزاع».

نقطة انطلاق لبنان

في المقابل، نفت الرئاسة اللبنانية، ما اعتبرته مزاعم أطلقها «شتاينتس»، عن أن لبنان بدّل مواقفه في موضوع الحدود البحرية الجنوبية سبع مرات.

وأكد مكتب الإعلام في الرئاسة اللبنانية، أن موقف لبنان ثابت في ما يخص المفاوضات غير المباشرة في موضوع الترسيم البحري، وفقاً لتوجيهات الرئيس ميشال عون.

وحدد عون، نقطة انطلاق لبنان لترسيم حدوده البحرية الجنوبية مع إسرائيل، على أساس الخط الذي ينطلق برا من نقطة رأس الناقورة ويمتد باتجاه البحر في مسار يوسع المنطقة المتنازع عليها، إلى حوالي ألفين وثلاثمئة كيلومتر مربع من حوالي ثمانمائة وستين كيلومترا مربعا. وأكد عون ضرورة تصحيح الخط الأزرق، ليصبح مطابقا للحدود البرية المعترف بها دوليا.

خرائط أممية وإدارة أمريكية جديدة

بدوره، يرى المحلل السياسي، يوسف دياب، أن عملية التفاوض ستكون شاقة خاصة وأن العدو لديه أطماع في الأراضي والثروات اللبناينية، مشيرا إلى أن لبنان دخل المفاوضات في البداية على أساس خرائط تستند على وجود 860 كم مربع، قبل أن تظهر خرائط الأمم المتحدة، التي توضح أن المياة الإقليمية اللبنانية تقدر بنحو 2290 كم مربع وبالتالي فإن الخلافات «جذرية» والفوارق متباعدة بين الطرفين وهو ما ينذر بفشل المفاوضات في ظل التمسك اللبناني بثرواته الطبيعية يقابلها أطماع إسرائيلية بالاستيلاء على ثروات لبنان.

وأكد دياب، في مداخلة على قناة «المملكة» أن الموقف الرسمي اللبناني سيكون مؤيدا لموقف الجيش اللبناني الذي يخوض عملية التفاوض، ويرفض التفريط بثرواته لصالح الكيان الصهيوني. وتوقع دياب ألا تقدم الجولة الرابعة من المفاوضات أي خطوات إيجابية باتجاه العمل على اتفاق نهائي، وأن الكل ينتظر التطورات الدولية، خاصة وأن الوسيط الأمريكي سيتغير مع وصول جو بايدن إلى البيت الأبيض، وبالتالي إمكانية تغير الموقف الأمريكي الذي يراعي في المقام الأول أمن إسرائيل.

الخط الأزرق والخط الآخر

وكشف الكاتب الصحفي «أحمد عياش» في مداخلة على قناة «سكاي نيوز عربية» إلى أن الخط الأزرق هو خط الانسحاب تنفيذا للقرار الأممي رقم «425 »، وهو الخط الحدودي بين لبنان والاحتلال، لكن هناك خطا آخر بقى جانبا وهو الخط المعروف عام 1923 والذي يتوغل في المنطقة التي تقترب من الحدود التاريخية مع فلسطين.

وأوضح عياش أنه كلما ارتفاع سقف المطالب لا يعني وصول الملف إلى طريق مسدود، وإنما قد يعني النزول عنه، ومن ثم الوصول إلى حلول وسط، غير أنه لم يستبعد احتمالا آخر، خاصة وأن الظروف الداخلية في لبنان وعجز القوى السياسية عن التوصل لتشكيل حكومة جديدة في ظل التدخلات الخارجية لا سيما الإيرانية، قد يزيد الوضع تعقيدا.

هل يتنازل لبنان؟

من جانبه، قال الكاتب والباحث السياسي اللبناني، حنا صالح، لـ«سكاي نيوز عربية» إن الموقف اللبناني في المفاوضات «ضعيف» خاصة في الجانب الفني والتقني طيلة الفترة الماضية.

وتحدث الباحث السياسي اللبناني عن التدخلات الإيرانية في مسار المفاوضات من خلال رئيس مجلس النواب نبيه بري، ومن أسماها «مجموعة الفساد» التي تحكم وتقدم مصالحها على مصالح الوطن.

ولفت صالح إلى أن العقوبات الأمريكية المفروضة على بعض الشخصيات اللبنانية، أظهرت تلوّن هؤلاء السياسيين. وحول إمكانية تقديم الجانب اللبناني لتنازلات، قال «حنا» إن الصراعات الداخلية في لبنان طغت على المشهد، غير أنه لم يستبعد تدخلات إيرانية لعرقلة المفاوضات لحين تحضير كامل الأجندة الإيرانية للتفاوض مع الإدارة الأمريكية.

ربما يعجبك أيضا