رغم قَسمه القديم.. «الصدر» يفاجئ العراقيين بخوضه الانتخابات

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

في خطوة أثارت العديد من التساؤلات، أعلن زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، نيته خوض الانتخابات التشريعية المبكرة في العراق، وذلك بعد أشهر من قراره بعدم المشاركة فيها، فما الذي تغير بين قرار اليوم والأمس؟

تغريدة أثارت الجدل

الصدر وفي تغريدة عبر حسابه على تويتر، أعلن خوضه الانتخابات النيابية في حال تأكد من أن النتائج ستسفر عن أغلبية صدرية في مجلس النواب، ومن ثم تشكيل الحكومة، معتبرا أن الهدف سيكون تخليص العراق من الفساد والتبعية والانحراف على حد زعمه.

الموقف الأخير للصدر يأتي بعد أشهر من قسمه، مقاطعة الانتخابات، وهو ما جعل الكثيرين يتساءلون عن مدى صدق رجل الدين بعد أن تراجع عن قسمه، لكن الصدر في هذا السياق، أكد أنه ينوي تخليص العراق من خلال خوض الانتخابات الأمر الذي يعفيه من وعده على حد قوله.

انتقادات حادة

إثر هذه التطورات شهد المشهد العراقي، موجة تعليقات وانتقادات من قبل ناشطين عراقيين، خاصة بعد أن دعت اللجنة المشرفة على احتجاجات التيار الصدري، إلى التظاهر دعما لزعيمها.

يذكر أنه خلال الانتخابات الأخيرة التي أجريت قبل أكثر من عامين، قاد الصدر بشكل غير مباشر تحالف «سائرون» الذي ضم عدة أحزاب وحصد 54 مقعدا نيابيا.

لكن خلال التظاهرات الشعبية التي اندلعت في أكتوبر الماضي، اتهم ناشطون ومتظاهرون أنصار الصدر بالاعتداء على المتظاهرين وضربهم وخطفهم، كما اتهم الصدر بمحاولة استمالة الحراك وقطف ثماره.

مناورة سياسية

بيد أن هناك من يرى بأن الصدر دأب دوما على التصريح قبل كل مشهد انتخابي بعد نيته خوض السباق، إلا أنه وعندما يحين موعد إجراء الانتخابات يذهب إلى المشاركة، ضمن المناورات السياسية على حد قول المحلل السياسي «وائل الشكر».

وتساءل الشكر عن التغيير الذي يمكن أن يتغير حال فوز التيار الصدري في الانتخابات، لا سيما وأنه جزء من المشهد السياسي في البلاد منذ عام 2005 وشريك أساسي في الفشل الكبير في إدارة البلاد على مدار السنوات الماضية.

«الأحلام» الصدرية كما تحدث «الشكر» في الحصول على أغلبية في البرلمان المقبل، لا يمكن أن تتحقق، داعيا التيار الصدري لأن يكون أكثر مصداقية واحتراما لعقلية المواطن العراقي، خاصة بعدما بينت الانتخابات في 2016 عن أن نسبة المتحزبين في العراق لا تتعدى الـ 18 %، فهل يتمكن الصدر من تحقيق مكاسب في الانتخابات المقرر إجراؤها العام القادم أم أن لسلطة الاقتراع كلام آخر؟

ربما يعجبك أيضا