سياسي عراقي لـ«رؤية»: اغتيال «زاده» يعكس سعي الملالي للتوسع طائفيًا على حساب الأمن

سحر رمزي

رؤية – سحر رمزي

أمستردام – يرى الخبير السياسي العراقي الدكتور ضرغام الدباغ  أن اغتيال محسن زاده يعكس حرص النظام الحاكم وانشغاله بالتوسعات الإيرانية ونشر مشروعه التوسعي الطائفي على حساب أمن البلاد، وأنه ليس مجرد حادث اغتيال بل يعد اختراق أمني يعكس عدم محافظة النظام الحاكم على أمن إيران وسلامة شعبها، وفي حواره مع رؤية أكد الآتي:

 كيف تفسر حادث الاغتيال داخل الأراضي الإيرانية؟

المعطيات الأولى للعملية التي تمت في طهران يوم 27 نوفمبر، والتي اغتيل فيها الشخصية العلمية الإيرانية محسن زاده، تؤشر ابتداء،  أن الموقف السياسي/ الاجتماعي في إيران سهل الاختراق، بدرجة تنفيذ عمليات ضد شخصيات مهمة، ويفلت منها الجناة. ومن المؤكد أن السلطات سوف تجري تحقيقات، وأرجح أنها لن تتوصل لشيئ، لأسباب كثيرة ليس من بينها قلة إمكانات الأجهزة الأمنية وضعف التحقيق

هل هناك تفسير للدولة  الإيرانية عن الحادث ؟

على الأرجح ستقوم السلطات باعتقال الكثيرين، وإخضاعهم لتعذيب، ويعترف العديد منهم أنهم الفاعلون، للتخلص من التعذيب، ويعدمون كالعادة على الملأ بواسطة الرافعات، الحكومة تقنع نفسها أنها لا تخلو من حزم، والشعب يعلم أن هؤلاء أبرياء في مسلسل رعب يتواصل منذ 41 عاماً بدون انقطاع

ولا نريد أن نتطرق إلى العملية التي تشير المعلومات الأولية أنها عملية كبيرة، من حيث عدد الأشخاص المساهمين بها (62 شخص)، أو المنفذين الرئيسيين لها (12 شخصا)، بالإضافة لــ(50 شخصا) قدموا الدعم اللوجستي للعملية.والخدمات الاستخبارية المتوفرة، دقة المراقبة والمعلومات، وهذه المعلومات تشير حجم العملية ودقة التخطيط، والأهم القاعدة الممتازة التي وفرت قدرات هذا العمل داخل إيران

من وجهة نظركم من وراء الحادث؟

الاستنتاج الأرجح الذي توصلت له فور سماعي الحادث (قبل سماعي لردود الأفعال الدولية)، هو أن المخابرات الأجنبية تلعب بسهولة في إيران، ليس بسبب هذا الحادث فقط، بل لتكرار الحوادث، وامتلاك القوى الأجنبية (الولايات المتحدة/ إسرائيل) المعلومات التفصيلية عن مفردات الموقف في إيران وقدرتهم على الحركة، وشن الهجمات بالطائرات، والتخريب، بل وأحيانا لا تعلم السلطات إن كان ذلك نتيجة قصف جوي، أو عملية تخريبية! وتطال هذه العمليات مواقع حساسة جداً

كيف حدث اختراق لدولة إيران وإين الجهات الأمنية من ذلك؟

بوسعي أن أتصور أسباب هذه الاختراقات الأمنية/ السياسية الخطيرة، وبالطبع لست في موضع تقديم النصيحة أو المشورة، ولكن الدولة الإيرانية من رأسها حتى أساسها منشغلة ومنهمكة بقصص وحكايات، لا طائل منها، في البلد منذ 41 عاماً، يشتغل مع لبنان والعراق والبحرين واليمن والعراق، وأفغانستان، وأذربيجان وباكستان، والله أعلم مع جهات ودول ومجتمعات أخرى، الدولة والمخابرات تبذل جهداً خطيراً لكسب جزائري واحد للمذهب، وهذا المحظوظ يطلع في النهاية عنصر مخابرات

الدولة منهمكة لقمة رأسها بالتوسع، حسناً التوسع لن يفيدكم شيئاً، بل سيتسبب بالهزائم والتراجع في أداء الدولة، وهو سبب تذمر الناس، وتكرر الانتفاضات الشعبية العارمة،والتراجع في الاقتصاد، وفي العلاقات الاجتماعية، وانهيارات مقبلة منها عزوف الشباب عن الزواج، والميل الشديد للهجرة، والشباب الإيراني في الخارج، لا علاقة له بالدين، فقد تحول الدين إلى حزب سياسي للسلطة، فلان يحكم بالصيغة الفلانية وهذه سياسة وليس دين

التوسع لماذا وكيف؟

يرى الخبير العراقي أن إيران لا تملك  من وسائل التوسع غير إقامة “حفلات البكاء و اللطم والندب” ؟ فلا يوجد توسعات على أسس ثقافية، أي اقتصادية، كان عندهم مغنية حسناء، (كوكوش/ وهي آذرية) هي اليوم في المهجر أي علوم لا شيء من كل هذا، وأضاف هناك” شبان مهوسون يربطون رؤوسهم بخرق خضراء أو سوداء يهرولون في الشوارع، يدعون للانتقام والثأر والقتل ونبش القبور وكيل اللعنات والشتائم”، أهذا الذي ينتظره الناس من التوسع

هل يعتمد النظام  الإيراني في الوقت الحالي على نظام اقتصادي قوي؟

النظام الإيراني، ومثله ظلاله الباهتة من الأذناب، اليوم يتعايش من النهب والسرقة والتهريب، الشعوب الإيرانية تجد في الإجابة على تطلعاتها بالقمع من الحرس الثوري والباسيج وأصناف من القوى القمعية، حتى يمكن القول تماماً أن هذا النظام لن يبيت ليلة واحدة  لولا القمع، بل والإفراط في القمع، لهذا تتظاهر الناس، وتنتفض، وتثور ، والدولة تقيم حفلات الإعدام في الشوارع والساحات بوسائل وحشية (بواسطة الرافعات)، بعد كسر عيون الناس

هل استفاد النظام الحالي من أخطاء نظام الشاه؟

  هذا النظام الذي أنهى نظام الشاه لم يستفد من تجربة نظام الشاه حين أعتمد على القوى الأمنية، وعلى زعران وسرسرية الزورخات والمدلكين والمصارعين، كذلك يعتمد اليوم نظام الملالي على سقاطة الناس من السذج والعاطلين عن العمل الذي يعتاشون من رواتب هي في القواقع رشوة وثمن استزلام لا أكثر. وكأن هذه قد أصبحت من تقاليد السياسة الإيرانية، وانتقلت إلى أذنابهم في البلدان المحيطة، لا يستطيعون الاعتماد على مثقفين والكوادر وأخيار المجتمع

وإين الشعب الإيراني من ذلك ؟

الشعب يدرك تمام الإدراك أن هذا النظام لم يحقق شيئاً بعد 41 سنة عجاف، وإذا كان ثمة شيئ يلوح في الأفق، فهو مزيد من القمع، ومزيد من الإرهاب، ومزيد من المغامرات، لهذا فهناك فرق بين الشعب والنظام، ولهذا يطوف النظام فوق بحيرة من الاختراقات، التي تقرر متى وأين وكيف توجه الضربات للنظام، لأن النظام يبحث عن مستقبله في بيروت ودمشق وبغداد واليمن، ولكن حصاد هذه السياسة هي المزيد من الجثث والنكسات، والنظام لا يريد أن يقتنع أنهم مرفوضون، ولعبة المصالح الدولية باتت معروفة حتى التفاصيل

ماذا كتبت الصحف الدولية على اغتيال زاده؟

كتبت صحيفة وول ستريت جورنال وهي صحيفة واسعة الانتشار (تبيع نحو 3 ملايين نسخة يوميا) تصدر في نيويورك. تقول أن اغتيال فخري زاده يعكس تغلغل الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية داخل إيران على الرغم من هوس نظام طهران باتهام المدنيين الأجانب بالتجسس. وتعكس ضعف القبضة الأمنية داخل إيران وسهولة تجنيد الجواسيس لصالح أجهزة المخابرات الأجنبية، والعمليات الاستخباراتية المتزايدة في إيران تدل على سهولة تجنيد الجواسيس لصالح أجهزة المخابرات الأجنبية، وهو ما سهله الاحتقان الداخلي المتزايد خاصة بعد قمع احتجاجات العام الماضي. ومؤشر على ضعف الأمن الداخلي وخطر حدوث اضطرابات داخلية بسبب معاناة الشعب اقتصادياً واجتماعياً وهذه كلها عوامل تزيد من صعوبة استمرار نظام طهران في دعم أذرعه العسكرية في المنطقة، وتكشف أن الهيكل العملياتي الإسرائيلي في إيران متطور للغاية، ويعتمد على معلومات دقيقة

وعن الأبعاد السياسية  قال الخبير العراقي: أستبعد أن يستفيد النظام الإيراني من جوهر الحدث وأبعاده لأن الطريق الذي يمضي فيه بعيد عن احتمال التراجع

ربما يعجبك أيضا