بايدن وهاريس انتصرا على الشعبوية فاستحقا لقب شخصية العام

كتب – هالة عبدالرحمن

كان انتخاب جو بايدن رئيسًا للولايات المتحدة في خضم نقاش وجودي حول الواقع الذي يعيشه الأمريكيون، ربما يكون الشيء الوحيد الذي يتفق عليه الأمريكيون الآن هو أن مستقبل البلاد على المحك ، حتى وهم يختلفون بشدة حول السبب.

وفي بداية ترشح بايدن تم استبعاده باعتباره بعيدًا عن اليسار وتم تصويره بشكل خاطئ على أنه اشتراكي، وصمد على أرضه بالقرب من المركز وتمكن من التفوق حتى مع تحول المشهد الاجتماعي والرقمي والعرقي من حوله، ومع أكثر من 51٪ ، فاز بايدن بأعلى نسبة من الأصوات الشعبية مقارنة بأي منافس وصل لمنصب الرئاسة منذ الانتخابات التي فاز فيها فرانكلين روزفلت في 1932.

وبعد مرور عام على اختيار الناشطة المناخية جريتا ثونبرج ، كأصغر شخص حصل على لقب شخصية العام على الإطلاق من مجلة “التايم”، قررت المجلة هذا العام اختيار واحدًا من أكبر رؤساء الولايات المتحدة سنًا، بايدن، البالغ من العمر 78 عامًا.

ويصف بايدن نفسه على أنه جسر لجيل جديد من القادة، وهو الدور الذي تبناه في اختيار كامالا هاريس، 56 عامًا، أول امرأة تفوز بتذكرة رئاسية، وابنة لأب جامايكي وأم هندية.

وقالت مجلة “التايم”، في مقالها الافتتاحي لإعلان سبب فوز بايدن وهاريس بلقب شخصية العام اليوم الجمعة، “إذا كان دونالد ترامب قوة للاضطراب والانقسام خلال السنوات الأربع الماضية ، فقد أظهر بايدن وهاريس إلى أين تتجه الأمة: مزيج من الأعراق والتجارب الحية ووجهات النظر العالمية التي يجب أن تجد طريقًا للمضي قدمًا معًا إذا أريد للتجربة الأمريكية أن تستمر”.

وقالت هاريس لـ “التايم”: “سأكون الأولى، لكنني لن أكون الأخير، وهذا يتعلق بالإرث ،وإنشاء مسار، وهذا يتعلق بترك الباب مفتوحًا أكثر مما كان عليه عندما دخلت.”

يذكر أن هذه هي المرة الأولى التي يدرج فيها نائب رئيس في استطلاعات رأي، في عام شهد صراعًا ملحميًا من أجل العدالة العرقية، وواحدة من أكثر الانتخابات أهمية في التاريخ ، وترسل شراكة بايدن-هاريس رسالة قوية مفادها بحسب هاريس: “هو أنه بغض النظر عن عرقك، واللغة التي تتحدثها جدتك، فلنتحرك إلى الأمام مع العلم أن الغالبية العظمى منا لديها قواسم مشتركة أكثر مما يفصلنا”.

والمهمة التي تنتظر الإدارة الجديدة هائلة منها: جائحة يجب مواجهتها، واقتصاد يجب إصلاحه، وأزمة مناخ يجب معالجتها، وتحالفات لإعادة البناء، وشكوك عميقة يجب التغلب عليها مع العديد من الأمريكيين المتشككين في الوحدة مع ناخبي ترامب، ولا يزال هناك حزب معارض تحت تأثير قيادة ترامب. كيف تبدأ في التواصل مع الأمريكيين الذين يزعمون أنهم يعتقدون أن دونالد ترامب فاز في الانتخابات، ناهيك عن القيادة؟، كل هذه الأسئلة طُرحت أمام بايدن وكانت إجابته: “ثقوا بي وثقوا في الشعب الأمريكي، سنرى عددًا هائلاً من الجمهوريين في مجلس النواب ومجلس الشيوخ على استعداد للعمل معي، أعتقد أن هذا ما قمت به طوال حياتي المهنية.”

وصرح إدوارد فلسانتال رئيس تحرير المجلة الأمريكية المرموقة بأن بايدن وهاريس قد حظيا بشرف “تغيير الحكاية الأمريكية” على حد قوله، إذ أنهما “أثبتا أن قوى التعاطف أكبر من مشاعر الغضب المثيرة للانقسام ولأنهما قدما رؤية تواسي عالما أثقلته الأحزان”.

ويضيف فلسناتال: “منذ عهد فرانكلين روزفيلت، كل رئيس منتخب اختير كشخصية العام في فترة ما من ولايته وقرابة 12 من هؤلاء تم اختيارهم في أول سنة لهم بسدة الرئاسة. لكن هذه أول مرة يُدرج في القائمة نائب الرئيس”.

وكانت عدة أسماء قد نافست بايدن ونائبته على احتلال غلاف مجلة تايم منها الرئيس دونالد ترامب وعمال القطاع الطبي والدكتور أنتوتي فاوتشي مدير المعهد الأمريكي للأمراض المعدية وحركة مناهضة العنصرية أيضا.