سيد الأزمات.. الدولار أم الذهب أم العملات الرقمية؟!

كتب – حسام عيد

وسط الضبابية التي لا تزال تسود آفاق مشهد الاقتصاد العالمي، في ظل استمرار جائحة كورونا الوبائية وتداعياتها، وترقب المستثمرين والأسواق لحزمة التحفيز المالي الأمريكية، احتدمت حرب الملاذات الآمنة بين الدولار والذهب والعملات الرقمية.

الطريق ممهد لـ«بيتكوين»

ارتفاعات دون هوادة تجاوزت من خلالها أعلى مستوياتها على الإطلاق، لكن فجأة يتوقف قطار الارتفاعات وسط ما يبدو أنها ستكون حربا على السيادة.

واستيقظ المستثمرون يوم الخميس 17 ديسمبر 2020، على مفاجأة العملة الرقمية “البيتكوين” التي لا تنتهي، حيث ارتفعت بأكثر من 9% لتعاود التداول أعلى مستوى 23 ألف دولار.

وارتفعت العملة الرقمية الأعلى قيمة في العالم من حيث القيمة السوقية بنسبة 9.4% إلى 23246 دولارًا؛ بناءً على بيانات “كوين ديسك”.

وقفزت البيتكوين في وقت سابق الخميس، بنسبة 20%، لتتجاوز 23.5 ألف دولار، لتتجاوز بذلك مستوى 23 ألف دولار للمرة الأولى على الإطلاق.

وفي الوقت نفسه، ارتفعت الريبل بنسبة 8.3% إلى 57 سنتًا، كما قفزت الإيثريوم 5.6% عند 655.02 دولار.

هذا وصرح “سكوت مينيرد” كبير مسؤولي الاستثمار لدى “جوجنهايم” في حديث مع “بلومبيرج”، قائلاً: “ندرة البيتكوين جنبًا إلى جنب مع طباعة النقود بصورة كبيرة من قبل الاحتياطي الفيدرالي تعني أن العملة الرقمية يجب أن ترتفع في النهاية إلى حوالي 400 ألف دولار”.

وكان عملة بتكوين تتداول عند دون مستويات الـ5 الاف دولار في مارس الماضي.

وخلال الأسابيع الأخيرة الماضية تجدد الحديث بشأن فرصة البتكوين أن يصبح ملاذا آمنا جديدا في ظل تخارج المستثمرين والصناديق من الملاذات التقليدية.

وبدأت العديد من البنوك المركزية في وضع تشريعات وأطر لتداول العملات الافتراضية.

وتمتلك بيتكوين فرص قوية للصعود في ظل ندرة المعروض وارتفاع الطلب من جانب المستثمرين.

الذهب يعزز مكاسبه القياسية

في المقابل من تلك الارتفاعات القوية يبدو أن المعدن الأصفر قرر أن يخوض صراعا للحفاظ على عرش الملاذات الآمنة.

فسيد الظروف الصعبة والأوقات الضبابية لن يتنازل بسهولة عن كونه ملجأ المستثمرين في ساعات الغموض، حيث انتقض الذهب بقوة فيما يبدو انه سيخترق مستويات الـ1900 دولار.

وعزز الذهب مكاسبه لأكثر من 2% خلال تعاملات الخميس 17 ديسمبر، مع تجاوز سعر أوقية المعدن النفيس حاجز 1900 دولار وسط ضعف العملة الأمريكية وترقب صفقة التحفيز المالي.

واستفاد المعدن الأصفر من تقارير تفيد بأن قادة الكونجرس الأمريكي اتفقوا، أمس الأربعاء، على صفقة تحفيز بنحو 900 مليار دولار من المرجح تمريرها قبل حلول نهاية العام.

ومن جانبه، تعهد بنك الاحتياطي الفيدرالي في اجتماع السياسة النقدية بالاستمرار في توفير الدعم عبر شراء الأصول لمساعدة الاقتصاد على التعافي.

وارتفع سعر العقود الآجلة لمعدن الذهب تسليم شهر فبراير بنحو 2.2% ما يعادل 41.10 دولار ليصل إلى 1900.20 دولار للأوقية.

كما زاد سعر التسليم الفوري للمعدن النفيس بنحو 1.5% ليصعد إلى 1892.49 دولار للأوقية، بينما صعد سعر الفضة تسليم مارس بنحو 4.8% مسجلاً 26.26 دولار للأوقية.

الدولار يعمق خسائره

ووسط صراعات القمة زاد الدولار وهنًا وضعفًا لينزل إلى أدنى مستوياته منذ أبريل 2018.

وقد عمق الدولار الأمريكي خسائره مقابل سلة من العملات الرئيسية خلال التعاملات، عقب صدور بيانات اقتصادية ووسط ترقب مستجدات حزمة التحفيز المالي الإضافية.

ويقترب المشرعون الأمريكيون من التوصل لاتفاق بشأن حزمة التحفيز التي تقل قليلاً عن 900 مليار دولار وتهدف لدعم اقتصاد الولايات المتحدة من تداعيات الوباء.

وكان الفيدرالي قرر تثبيت معدل الفائدة دون تغيير خلال اجتماعه الأخير هذا العام، كما تعهد بالاستمرار في شراء سندات بوتيرة شهرية تبلغ 120 مليار دولار لمساعدة الأسواق والاقتصاد.

وتراجعت العملة الأمريكية مقابل نظيرتها الأوروبية الموحدة بنحو 0.4% ليصعد اليورو إلى 1.2250 دولار، كما هبطت بنحو 0.5% أمام العملة اليابانية مسجلة 102.99 ين.

وشهد الدولار خسائر بنسبة 0.7% أمام الجنيه الإسترليني لترتفع العملة البريطانية إلى 1.3599 دولار، كما انخفض أمام الفرنك السويسري بنحو 0.2% إلى 0.8837 فرنك.

وفي غضون ذلك، تراجع مؤشر الدولار والذي يتبع أداء العملة الأمريكية مقابل سلة من ست عملات رئيسية بأكثر من 0.6% إلى 89.876 نقطة.

ربما يعجبك أيضا