ذكرى مقتل سليماني تقترب.. أمريكا وإيران تتبادلان التهديدات ووعود الانتقام

عاطف عبداللطيف

كتب – عاطف عبداللطيف

كرر قادة عسكريون كبار في إيران تهديداتهم بالرد على الولايات المتحدة الأمريكية لكنها اقتصرت على شعارات سياسية حتى الآن، في ظل التوتر المتصاعد بين الدولتين.

يأتي ذلك قبل أيام من ذكرى اغتيال قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني إضافة إلى عناصر إيرانية وعراقية بنيران طائرة أمريكية مسيرة في بغداد، مطلع العام الجاري.

آخر تهديد

وفي سياق متصل، قال نائب قائد فيلق القدس الإيراني، محمد حجازي، إن “مطلب الثأر القاسي سيظل قائمًا، أي أن الانتقام يجب أن يكون من الذين أمروا ونفذوا اغتيال سليماني، لكن زمان وطريقة الانتقام يعتمدان على الظروف”.

ووفقًا لوكالة “تسنيم” التابعة للحرس الثوري، فقد أكد حجازي للصحافيين، أمس الجمعة، أن المرشد الإيراني أكد أن مراسم تشييع سليماني، بالإضافة إلى الضربة الصاروخية للقوات الأمريكية في قاعدة “عين الأسد” العراقية، كانت صفعتين لأمريكا.

وأضاف: “بقيت صفعتان، وهما هزيمة الخطط الأمريكية في المنطقة، والأخيرة هي طرد الأمريكيين من المنطقة”.

الغواصة النووية

ومع تصاعد التوتر بين الدولتين، عبرت الغواصة النووية الأمريكية “يو إس إس جورجيا” مضيق هرمز ودخلت مياه الخليج العربي، الأمر الذي اعتبرته إيران استفزازًا جديدًا لها، بحسب موقع العربية نت.

وعلق على ذلك، النائب الأول لرئيس البرلمان الإيراني، أمير حسين قاضي زاده هاشمي قائلًا إن”إيران لا تخشى تحركات أمريكا العسكرية في المنطقة، وإن القوات الإيرانية قادرة على اصطياد الغواصة النووية الأمريكية بشبكة صيد”، الأمر الذي أدى إلى موجة من السخرية من قبل المغردين عبر مواقع التواصل.

مزاعم وأكاذيب

قال الكاتب الصحفي المتخصص في الشأن الإيراني، أسامة الهتيمي: التهديدات المتكررة بالثأر لمقتل الجنرال قاسم سليماني القائد السابق لفيلق القدس والتي جاءت على ألسنة العديد من القادة الإيرانيين السياسيين والعسكرين وأبرزهم ما نطق به مؤخرًا محمد حجازي نائب قائد الفيلق ذاته والموكول إليه عمليات الحرس الثوري خارج إيران تكشف عن أن كل ما روجته إيران بعد اغتيال سليماني في يناير الماضي عن قيامها بالرد على مقتل سليماني كانت مجرد مزاعم وأكاذيب استهدفت حفظ ماء وجه إيران بعد تلك الضربة الموجعة التي وجهتها لها الولايات المتحدة الأمريكية على أرض العراق التي يفترض أن لإيران فيها نفوذًا واسعًا.

وأضاف أسامة الهتيمي في تصريحات لـ”رؤية”: تكشف تلك التهديدات عن أن لدى النظام الإيراني قناعة كاملة بأن كل محاولاته على مدار الشهور الماضية للتأكيد على أنه أوجع الولايات المتحدة بـ 22 صاروخا أطلقها باتجاه القوات الأمريكية في كل من قاعدتي عين الأسد في الأنبار وحرير في أربيل لم تنطلي على أحد رغم ما ردده الإعلام الإيراني من أن الهجمات الإيرانية أسقطت نحو 80 جنديًا أمريكيا فضلًا عن المصابين ورغم ما وصف به المرشد الأعلى للثورة على خامنئي نفسه هذه الهجمات بأنها صفعة قوية على وجه أمريكا.

من ناحية أخرى فإن هذه التهديدات تتناقض مع تصريحات إيرانية أخرى تحاول أن تتنصل من أي اتهامات لإيران أو لأذرعها بالمسئولية عما تعرضت له المنطقة الخضراء مؤخرًا وهو التنصل الذي يتسق مع عدم الرغبة الإيرانية في منح ترامب وإدارته أية ذريعة للتصعيد مع إيران أو إعطاء مبرر لهجمات أمريكية تستهدف إيران أو اذرعها في العراق الأمر الذي يشي بأن إيران تواصل سياسة خداع مناصريها حتى لو كان ذلك بالتناقض في تصريحات مسئوليها؛ فالأهم هو حفظ ماء الوجه وتمرير المواقف.

وتأتي تصريحات حجازي عقب يومين من زيارة قائد فيلق القدس، إسماعيل قاآني إلى بغداد، وسط تصاعد التوترات مع الولايات المتحدة عقب قيام ميلشيات موالية لطهران بإطلاق صواريخ على السفارة الأمريكية في بغداد.

تحذيرات أمريكية

ولقي قاسم سليماني القائد السابق لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني وأبومهدي المهندس نائب رئيس الحشد الشعبي بالعراق مع عدد آخر من عناصر إيرانية وعراقية حتفهم في غارة أمريكية بطائرة مسيرة بالقرب من مطار بغداد في 3 يناير الماضي.

ومن غير الواضح ما إذا كانت إيران تعتزم ضرب أهداف أمريكية أو حليفة بشكل مباشر أو من خلال الجماعات التي تعمل بالوكالة عنها، لكن المسؤولين السياسيين والعسكريين الإيرانيين يقولون إن النظام الإيراني عازم على الانتقام الذي يصفونه بـ”الصعب” من منفذي مقتل قاسم سليماني.

كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حذر إيران من أي هجوم على أفراد عسكريين أو دبلوماسيين أمريكيين في العراق، بعد اجتماع كبار مسؤولي الأمن القومي الأمريكيين لإعداد مجموعة من الخيارات لاقتراحها على الرئيس من أجل ردع أي هجوم على المصالح الأمريكية في العراق.

وفي سياق ذي صلة، حذر قائد القوات الأمريكية في الشرق الأوسط، إيران في 20 ديسمبر الماضي، من أنها إذا أرادت شن هجوم في ذكرى مقتل قاسم سليماني: “فنحن مستعدون للرد”.

ربما يعجبك أيضا