غداة زيارة العسكريين الأتراك.. استنكار ليبي شديد اللهجة ودعوات لتحرك أممي

حسام السبكي

حسام السبكي

زيارة قصيرة وغير معلنة، لا يرى منها إلا رغبة تركية، في سكب مزيد من الزيت، على نيران الوضع الميداني الهش، والذي قد ينفجر في أي لحظة، جراء رغبة الميلشيات المدعومة من تركيا، في تأجيج الوضع تجاه الشرق الليبي، تقابله مساعي من قبل الجيش الوطني، الرامي إلى تحقيق الاستقرار والأمن في ربوع البلاد.

زيارة مثيرة

قبل ساعات، وتحديدًا مع صباح أمس السبت، توجه وزير الدفاع التركي خلوصي أكار إلى ليبيا، بصحبة ضباط عسكريين كبار لتفقد “وحدات الاحتلال التركي” المنتشرة في البلاد، لدعم حكومة الوفاق الوطني الليبية وميلشياتها على الأرض.

زيارة العسكريين الأتراك، تأتي بعدما دعا المشير خليفة حفتر قائد الجيش الوطني الليبي مقاتليه إلى طرد القوات التركية والأجنبية من ليبيا.

وبلهجة مستفزة، شدد أكار ورئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري على ما أسموه “استمرار التنسيق المشترك لصد أي محاولة لتحرك “معاد” من قبل قوات الجيش الليبي “الخارجة عن القانون والشرعية للعبث باستقرار ليبيا”.

تأتي الزيارة، في وقت تتواصل فيه المحادثات لإنهاء الحرب المستمرة منذ مدة طويلة في البلد الغني بالنفط.

وكان طرفا الصراع قد وقعا اتفاقا لوقف إطلاق النار في تشرين الأول/نوفمبر يضع حدا رسميا للقتال ويمهّد الطريق لإجراء انتخابات في نهاية العام المقبل.

لكن حفتر أشار إلى أنه لن يكون هناك سلام “في ظل المستعمر ومع وجوده على أرضنا”، وذلك في خطاب بمناسبة الذكرى الـ69 لاستقلال ليبيا.

وصرح قائلا: “استعدوا أيها الضباط والجنود الأبطال، ما دامت تركيا ترفض منطق السلام واختارت لغة الحرب، فاستعدوا لطرد المحتل”.

وأقر البرلمان التركي هذا الأسبوع مقترحا يمدد بقاء الجنود الأتراك في ليبيا لمدة 18 شهرا. 

استنكار شديد

ردود الأفعال على الزيارة التركية المريبة، أتت سريعًا، إذ أكدت الحكومة الليبية المؤقتة برئاسة عبد الله الثني، السبت، أن زيارة وزير الدفاع التركي خلوصي آكار إلى طرابلس محاولة لعرقلة أي تقارب ليبي.

وشددت الحكومة الليبية المؤقتة، في بيان اليوم على أن زيارة وزير الدفاع التركي لطرابلس ولقاءه بقادة الجماعات المسلحة تأجيج للحرب.

من جانبه، قال وزير الخارجية الليبي في حكومة بنغازي، عبدالهادي الحويج: إن تركيا تعمل على إعادة رحى الحرب للدوران في ليبيا، في تعليقه على زيارة وزير الدفاع التركي للبلاد.

ونشر عبدالهادي الحويج تغريدة على موقع “تويتر” قال فيها إن زيارة وزير الدفاع التركي خلوصي آكار، السبت، لطرابلس الهدف منها تأجيج طبول الحرب بعد التقدم المحرز في المسار العسكري واتفاق وقف إطلاق النار بين اللجنة العسكرية 5+5.

وأضاف الحويج: “وزير الحرب التركي يناقش الأوضاع السياسية، أمر يدعو للضحك على الليبيين واستغلالهم لتأجيج طبول الحرب رغم التقدم المحرز في المسار العسكري“.

وتابع أن الزيارة محاولة لعرقلة أي تقارب ليبي ليبي، و”على الليبيين تفويت الفرصة على المستعمر التركي الغاشم الحالم بعودة حكم الأستانة”.

وعلى غرار ما طالب به المشير خليفة حفتر، قائد الجيش الليبي، جدد مدير إدارة التوجيه المعنوي بالجيش الوطني الليبي اللواء خالد المحجوب، السبت، التأكيد بأن الجيش الوطني سيتصدى للأطماع التركية في ليبيا.

وقال المحجوب – في تصريحات نقلتها “سكاي نيوز”- لا بد من إخراج القوات التركية وميلشياتها من ليبيا وفقا لاتفاق وقف إطلاق النار، ونؤكد أن جيشنا جاهز تماما للتصدي لأي هجوم قد يستهدف الهلال النفطي.

مطالبات بتحرك أممي

في غضون ذلك، استنكر رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب الليبي طلال الميهوب، الصمت غير المبرر من قبل رئيسة البعثة الأممية للدعم إلى ليبيا بالإنابة ستيفاني ويليامز، على الخروقات التركية المستمرة منذ توقيع اتفاق جنيف لوقف إطلاق النار برعاية الأمم المتحدة ومجلس الأمن.

وقال الميهوب  -في تصريحات نقلتها قناة “الساعة” الليبية- إن الكل يعلم ما يقوم به الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وأعاونه في طرابلس، من خلال هذه الاتفاقية، لعرقلة إجراء العملية الانتخابية.

 وأضاف أن التدخل التركي في ليبيا بهذا الشكل السافر يعتمد على لعبة دولية تشارك فيها أطراف دولية قد تريد استمرار الفوضى، ليطلب تدخلها بشكل مباشر في ليبيا لوضع حد للعبث التركي.

ربما يعجبك أيضا