الصراع يتصاعد بين الكاظمي ومليشيات إيران في العراق

محمود سعيد

رؤية – محمود سعيد

بات العراق على حافة الهاوية مجددا، فرئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي هدد باستخدام القوة ضد المليشيات الشيعية المنفلتة وفي مقدمتها ميلشيا العصائب وميلشيا “حزب الله” العراقية وهي مليشيات موالية لإيران وتخضع لأوامر الحرس الثوري الإيراني والاستخبارات الإيرانية بشكل مباشر.

يأتي ذلك في الوقت الذي أعلنت فيه السلطات العراقية، اعتقال متورطين بقصف السفارة الأمريكية بالعاصمة بغداد، بـ8 صواريخ، لكنها لم تكشف عن الجهة التي ينتمي لها المعتقلون، مما دفع الكاظمي، ليرح ويعلن استعداده لـ”المواجهة الحاسمة”، مع من وصفهم بـ”الخارجين على القانون”، بدوره، حذر الرئيس الأمريكي ترامب، إيران من مقتل أي أمريكي هناك، على خلفية الهجوم الصاروخي على السفارة.

الكاظمي

الكاظمي، أعلن استعداده لـ”المواجهة الحاسمة”، مع من وصفهم بـ”الخارجين على القانون”، مؤكدا أن “أمن العراق أمانة في أعناقنا، لن نخضع لمغامرات أو اجتهادات، عملنا بصمت وهدوء على إعادة ثقة الشعب والأجهزة الأمنية والجيش بالدولة بعد أن اهتزت بفعل مغامرات الخارجين على القانون”، وأضاف: “طالبنا بالتهدئة لمنع زج بلادنا في مغامرة عبثية أخرى، ولكننا مستعدون للمواجهة الحاسمة إذا اقتضى الأمر”.

وقال إن حكومته لن تسمح للسلاح المنفلت بعرقلة الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها العام المقبل، وأضاف: “لدينا فرصة للنجاح في استعادة ثقة الشعب بالدولة والنظام السياسي والآليات الديمقراطية، بإقامة انتخابات نزيهة وعادلة من شأنها أن تحقق استقرار البلد”، وأشار الكاظمي إلى جدية حكومته في إتمام مهمة إجراء الانتخابات البرلمانية، باعتبارها مطلبا للحراك الشعبي والقوى السياسية التي تنشد التغيير في العراق.

حزب الله العراقي يهدد

في سياق متصل، أصدر القضاء العراقي أمس، أربعة مذكرات اعتقال بحص ثلاثة قادة في “حزب الله العراقي”، من بينهم المسؤول الأمني أبو علي العسكري، وآخر مدني، أما ميلشيا “حزب الله” العراقية، فدعت الكاظمي، إلى عدم اختبار صبرهم وذلك على خلفية اعتقال أحد قادة الميلشيا بتهمة الإرهاب.، وقال المسؤول الأمني لكتائب حزب الله “أبو علي العسكري”: “المنطقة اليوم تغلي على صفيح ساخن، واحتمال نشوب حرب شاملة قائم، وهو ما يستدعي ضبط النفس لتضييع الفرصة على العدو (الولايات المتحدة الأمريكية)، بألا نكون الطرف البادئ لها”.

وأضاف: “لعل عمليات القصف في الأيام الماضية لا تصب إلا في مصلحة عدونا ترامب وهذا ما يجب ألا يتكرر”، وختم بالقول: “تحالفنا مع الإخوة في فصائل المقاومة سواء المحلية منها أو الخارجية تحالف متين، وما يمسهم يمسنا، ونحن ملتزمون بالدفاع عنهم ضمن الأطر المحددة والمقررة بيننا”، ودعا الكاظمي إلى “عدم اختبار صبر المقاومة بعد اليوم”، مهدداً الكاظمي بالقول: “لن تحميه الاستخبارات الإيرانية، ولا الـCIA الأمريكية، ولا المزايدين على مصلحة الوطن”.

العصائب

بدورها سارعت ميلشيا “عصائب أهل الحق” الإرهابية بالعراق، إلى نفي علاقتها بمسلحين يهددون رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بـ”العقاب”، في حال التعرض لزعيم الفصيل، قيس الخزعلي، وذلك بعد قام أجهزة الأمن باعتقال ثلاثة من المشتبه بتورطهم في إطلاق الصواريخ على المنطقة الخضراء، بينهم قيادي في العصائب.

وشدد نعيم العبودي، المتحدث السياسي باسم الميلشيا، إن “عصائب أهل الحق من أولوياتها حفظ هيبة الدولة، وعملت طيلة السنوات الماضية على هذا الشيء.. وما حصل من توترات خلال الساعات الماضية، جاء بسبب اعتقال أحد الأشخاص (من الفصيل)، حيث وردت معلومات لاحقا تشير تعرض المعتقل للتعذيب أثناء التحقيق”، وأضاف: “موقفنا أن يكون التحقيق حيادي، لكن إرغامه على اعترافات غير واقعية باستهداف السفارة الأمريكية، فإما أن يكون تصفيات سياسية أو ضغط من قبل واشنطن”.

من جانبه، قال المتحدث باسم “العصائب” جواد الطليباوي: “أي محاولة ثانية للإساءة للحشد الشعبي، وفصائل المقاومة هي محاولة أمريكية قطعا وستبوء بالفشل كما فشلت المحاولة الأولى”.

ونقل موقع “الحرة” عن مصدر سياسي مطلع على محادثات إخراج الزيجاوي، أن الكاظمي رفض إطلاق سراح الزيجاوي لأن ذلك “يهدد مستقبله السياسي وسيقوض سيادة الدولة لصالح الميلشيات”.

ربما يعجبك أيضا