لماذا استهدفت مليشيات إيران في اليمن مطار عدن؟

محمود سعيد

رؤية – محمود سعيد

في خطوة كانت متوقعة، أقدمت المليشيات الحوثية الإرهابية على استهداف وزراء الحكومة اليمنية فور وصولهم مطار عدن، وبعدها حاولت استهدافهم في مقر إقامتهم بقصر المعاشيق بطائرة إيرانية مسيرة.

الملشيات الحوثية شعرت بالخطر الداهم مع وصول الحكومة اليمنية إلى أرض اليمن، فهي كانت تتشدق بأن حكومتها في صنعاء هي الممثل الشرعي للدولة اليمنية، وهي تدرك جيدا أن عودة الحكومة الشرعية لأرض اليمن كفيل بالتفاف الشعب اليمني حول تلك الحكومة، فالشعب اليمني يأمل من  الحكومة تحسين الأوضاع المعيشية في بلد يواجه ملايين من سكانه خطر المجاعة، وإنهاء الانهيار الاقتصادي، وهي تدرك جيدا أنه لا شرعية دولية لها.

ووصلت الحكومة الجديدة التي تضم 24 وزيرا إلى جانب رئيسها معين عبدالملك، إلى عدن المقر المؤقت للسلطة المعترف بها دوليا، بعد أيام من أدائها اليمين أمام الرئيس عبدربه منصور هادي في السعودية حيث يقيم منذ سنوات.

الدولة الإيرانية مارست النفاق السياسي كعادتها، حيث أعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، عن تعازيه لأسر الضحايا الذين فقدوا أرواحهم في الهجوم على مطار عدن في اليمن.

إيران ونظام الملالي يدركون جيدا أن الحكومة اليمنية الخطر الأكبر على مشروع إسقاط اليمن في براثن المشروع الصفوي الجديد.

إيران تقف وراء الهجوم

فيما اتهم رئيس الحكومة اليمنية الجديدة معين عبدالملك، خبراء إيرانيين بالمساهمة في الهجوم على مطار عدن جنوبي البلاد.

وقال عبدالملك، إن “المؤشرات الأولية للتحقيقات في الهجوم الإرهابي على مطار عدن تشير إلى وقوف مليشيا الحوثي الانقلابية وراء ذلك”، وأضاف “الهجوم تم من خلال صواريخ موجهة، هناك معلومات استخباراتية وعسكرية عن وجود خبراء إيرانيين لتولي هذه الأعمال”.

وأضاف رئيس الوزراء اليمني أن الحديث الآن عن قذائف هاون أو متفجرات أصبح من الماضي ومن الواضح أنها صواريخ موجهة، وشدد عبدالملك، على ضرورة أن تتعدى إدانات الأمم المتحدة والمجتمع الدولي مجرد الاستنكار، إلى الإشارة لمن ارتكب هذا الهجوم الإرهابي بوضوح ودون مواربة. وقال: “المجتمع الدولي لا يزال يناقش تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية، أما بالنسبة لنا نحن في اليمن فالأمر واضح وأفعال وجرائم هذه الميليشيات تثبت أنها تنظيم إرهابي”.

وأوضح أن هذا الهجوم الإرهابي الصادم وغير المسبوق باستهداف مطار مدني، وتلك الصور المفزعة للضحايا بينهم موظفين في الصليب الأحمر الدولي وشخصيات كثيرة بينهم إعلاميون هي تعبير واضح عن طبيعة هذه الميليشيا وأفعالها الإجرامية.

استنفار حوثي

بدورها، دفعت مليشيا الحوثي الإرهابية بتعزيزات عسكرية إلى شمال الضالع بعد تكبدها خسائر كبيرة على أيدي القوات المسلحة الجنوبية بالجبهة.

وقالت مصادر، إن تعزيزات تضم أطقم عسكرية ومسلحين من محافظتي إب وذمار اتجهت صوب جبهات شمال الضالع.

وأضافت أن المليشيا المدعومة من إيران تحاول تعزيز جبهاتها بعد تراجعها وتعرضها لخسائر بشرية ومادية في جبهات شمال الضالع مؤخرًا.

جماعة إرهابية

طالب وزير الإعلام اليمني معمّر الإرياني، المجتمع الدولي بإدراج ميليشيا الحوثي ضمن الجماعات الإرهابية.

وأكد أن جرائم الميليشيا في استهداف الصحافيين فاقت ما ارتكبته التنظيمات الإرهابية.

وتابع أن استهداف المطارات والمنشآت والمدنيين سلوك ميليشيا الحوثي الإرهابية.

كما أقر اجتماع أمني برئاسة رئيس الوزراء اليمني معين عبدالملك، الخميس، إعداد ملف متكامل بالهجوم على مطار عدن جنوبي اليمن، وتقديمه إلى الأمم المتحدة والمجتمع الدولي.

وأفادت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ) بأن “عبدالملك عقد اجتماعا ضم مسؤولين في الحكومة، وقيادة الأجهزة الأمنية والاستخبارية والسلطة المحلية بعدن، إضافة لممثلين عن التحالف العربي”.

الأمم المتحدة

في سياق متصل، قال المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، إن الهجوم على مطار عدن محاولة متعمدة لعرقلة جهود تحقيق السلام.

وجدد غريفيث، إدانته المُطلقة “للهجوم الجبان” الذي استهدف أعضاء الحكومة اليمنية فور وصولهم لمطار عدن، وأردف: “لقد كان يوم أمس يوما حزينا للغاية لليمن. إن استهداف المدنيين والمنشآت المدنية هو خرق خطير للقانون الدولي الإنساني”.

وتابع: “انتهاك بهذا الحجم قد يمثل جريمة حرب”، معربا عن دعمه وتضامنه مع الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وحكومته، واستطرد: “تشكيل الحكومة هو بارقة أمل أن المصالحة ممكنة، وهذا الهجوم هو محاولة متعمدة لتحويل هذا الأمل إلى شقاق ويأس، ولعرقلة جهود تحقيق السلام وتخفيف معاناة اليمنيين”.

ربما يعجبك أيضا