الصراع الباكستاني الهندي يحتدم.. وسباق التسلح مستمر

محمود سعيد

رؤية – محمود سعيد

يستمر سباق التسلح في شبه القارة الهندية، بسبب السياسات الهندية في كشمير، حيث استبعدت وزارة الخارجية الباكستانية، احتمال استئناف محادثات سلام مع نيودلهي، إلا في حال أوقفت حكومة حزب بهاراتا جاناتا القومي الهندوي الحاكم في الهند “الظلم” الممارس في إقليم جامو وكشمير.

وأوضح الوزير قائلا “عندها فقط يمكن النظر في إمكانية المفاوضات، مشيرًا إلى أن تراجع نيودلهي عن قرار إلغاء الوضع الخاص في المنطقة (جامو وكشمير) قد يعكس الوضع الحالي بين البلدين”، وتسيطر الهند على ولاية “جامو وكشمير” من إقليم كشمير، الذي يضم جماعات مسلحة تقول منذ 1989، إنها تقاوم ضد ما تعتبره “احتلالا هنديا” لمناطقها، وتؤكد كذلك أنها تسعى للانضمام إلى باكستان، وفي إطار الصراع على كشمير، خاضت باكستان والهند 3 حروب أعوام 1948، و1965، و1971.

وما أجج الصراع بين الهند وباكستان، قرار الحكومة الهندية إلغاء الوضع الخاص في “جامو وكشمير” وتقسيمها إلى إقليمين، وفرضت حينها في 2019 قيودا على التجوال والاتصالات فيهما، وحجبت خدمة الإنترنت.

الجيش الباكستاني

الجيش الباكستاني أعلن عن نجاح اختبارات أجريت على منظومة راجمة للصواريخ من طراز “الفاتح – 1″، والتي تم تطويرها من قبل الجيش محليًا، تلك الصواريخ قادرة على حمل رؤوس حربية تقليدية يصل مداها إلى 140 كيلومترًا بنجاح، وبحسب القوات المسلحة الباكستانية فإن “المنظومة الصاروخية ستمنح الجيش الباكستاني القدرة على الاشتباك الدقيق مع الهدف في عمق أراضي العدو”، الأمر الذي أشاد به الرئيس الباكستاني عارف علوي ورئيس وزرائه عمران.

ErJ7ViKXIAISe9c

وكانت باكستان أجرت مطلع العام الماضي ، تجربة ناجحة لصاروخ غزنوي الباليستي ، الذي يبلغ مداه 290 كيلومترًا، بعد أيام قليلة من اختبار جارتها الهند لصاروخها الباليستي K-4 الذي أطلقته من غواصة بحرية.

سباق التسلح

فيما استلمت باكستان، من الصين، 14 مقاتلة حربية من طراز ” JF-17 Thunder Block II” تم تطويرها بالشراكة بين البلدين.

قائد القوات الجوية الباكستانية، مجاهد أنور، شدد على أهمية استلام باكستان هذا النوع من المقاتلات، مبيناً أنها ستطوّر المهارات العملية والتدريبية لدى طياري بلاده، وتأتي الخطوة الباكستانية، بعد تسلم نيودلهي من باريس 8 مقاتلات من طراز “رافال”، ضمن صفقة تنص على بيع باريس 36 مقاتلة “رافال” لنيودلهي، وبحسب عدد من “المراقبين” باكستان التي تمتلك ما يزيد على 900 مقاتلة حربية، تسعى لتعزيز أسطولها الجوي للوصول إلى القوة التي تؤهلها لمنافسة جارتها الهند التي تمتلك هي الأخرى أكثر من ألفي مقاتلة.

إسقاط مسيرة هندية

فيما أعلنت باكستان، إسقاطها طائرة مسيرة هندية، اخترقت خط المراقبة الحدودي في إقليم كشمير، ووفق بيان وحدة العلاقات العامة في الجيش الباكستاني فإن “مسيرة تجسس” هندية اخترقت خط المراقبة الحدودي على الجانب الباكستاني من كشمير بنحو 500 متر.

تمويل وتحريض على الإرهاب

في سياق متصل، قدمت الخارجية الباكستانية، لسفراء الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن، (الولايات المتحدة والصين وروسيا وبريطانيا وفرنسا)، لدى إسلام أباد، ملفا اتهمت فيه الهند بـ”تمويل الإرهاب”، وذكر الملف أن النظام الحاكم في نيودلهي قدم تمويلا بقيمة 22 مليار روبية (نحو 295 مليون دولار) للمنظمات الإرهابية في باكستان خلال السنوات الثلاث الماضية، كما اتهم رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، “الهند بالتحريض على الإرهاب الطائفي في بلاده”ـ جاء ذلك على خلفية مقتل 11 عاملا من شيعة الهزارة في منطقة مش، بإقليم بلوشستان جنوب غربي باكستان، وأضاف: “إنني مدرك لمعاناتهم ومطالبهم ونحن نتخذ خطوات لمنع مثل هذه الهجمات في المستقبل، ونعلم أن جارتنا هي من تحرض على هذا الإرهاب الطائفي”.

مطالبات إطلاق سراح ناشطة كشميرية

بدوره، دعا السفير الباكستاني لدى الاتحاد الأوروبي، زاهر جانجوا، كلا من الاتحاد الأوروبي ومفوضية حقوق الإنسان والأمم المتحدة، لمطالبة الهند بإطلاق سراح الناشطة الحقوقية الكشميرية، الزعيمة السياسية آسيا أندرابي، ولفت إلى أن السلطات الهندية تواصل اعتقال أندرابي منذ 15 عاما، وسط ظروف “قاسية”، موضحا أنها تتعرض للتعذيب الجسدي والنفسي في السجن، ودعا السفير الباكستاني الاتحاد الأوروبي لإعلاء صوته لوقف تلك المحاكمة، وإسقاط التهم المفبركة الموجهة إلى أنداربي، والسعي لإطلاق سراحها.

الخارجية الباكستانية، قالت كذلك إن أنداربي تخوض كفاحا منذ أكثر من 40 عاما من أجل حرية إقليم كشمير، وحقوق نساء المنطقة، والإصلاحات الاجتماعية، وأضاف البيان، أن أنداربي أسست أكبر حركة نسائية في كشمير، تحت اسم “دختران ميلات”، وناضلت كثيرا من أجل حقوق نساء المنطقة، وحمايتهن من العنف الجنسي من قِبل القوات الهندية، وأوضحت الوزارة أن السلطات الهندية تعتقل أنداربي منذ سنوات طويلة بشكل غير قانوني.

ربما يعجبك أيضا