بعد عرضه «خطة مارشال للديمقراطية» على واشنطن.. عاصفة انتقادات لوزير ألماني

أسماء حمدي

كتبت – أسماء حمدي

بعد اقتحام مبنى الكابيتول في واشنطن، عرضت ألمانيا على الولايات المتحدة العمل سويا على «خطة مارشال للديمقراطية» ما اعتبره سياسيون ألمان تنظيرا على الديمقراطية الأمريكية.

وقال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس: «يجب ألا نعطي مجالا لأعداء الديمقراطية الليبرالية. لا يسري ذلك في الولايات المتحدة فقط، ولكن المثل تماما لدينا في ألمانيا وأوروبا إننا مستعدون للعمل مع الولايات المتحدة على خطة مارشال مشتركة لأجل الديمقراطية».

و«خطة مارشال» هو برنامج اقتصادي من الولايات المتحدة لأجل إعادة بناء دول أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية، واستفادت منه ألمانيا، ويتم استخدام المصطلح بصورة متكررة حاليا كمقابل لبرامج إعادة البناء بشكل عام.

عاصفة انتقادات

وواجه ماس، سيل من الانتقادات  بسبب عرضه «خطة مارشال للديمقراطية» على الولايات المتحدة، في وقت لا يزال فيه كثير من السياسيين الألمان يشعرون بالامتنان لواشنطن لمساهمتها في إعادة بناء ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية.

وجاءت الانتقادات من الحزب المسيحي الديمقراطي الشريك مع الحزب الاشتراكي بالائتلاف الحاكم في ألمانيا وكذلك من حزب الخضر.

يقول خبير شؤون السياسة الخارجية بالحزب المسيحي، يواهان دافيد فادفول، إنه على الرغم من صحة تحليل ماس بأن كل أزمة للديمقراطية بالولايات المتحدة الأمريكية سيكون لها تأثيرات على ألمانيا أيضا، فإنه يتعين علينا ألا نظهر ككبار المعلمين تجاه أقدم ديمقراطية غربية، بحسب وكالة الأنباء «الألمانية».

فيما أعرب أوميد نوريبور السياسي المعني بشؤون السياسة الخارجية بحزب الخضر، عن انزعاجه من عرض ماس على واشنطن، وقال إنه إذا كان وزير الخارجية الأمريكية مايك بومبيو هو الذي عرض على ألمانيا المساعدة، عندما اقتحم متظاهرون درج مبنى الرايخ الألماني في برلين، «لكنا انتقدناه بشدة».

اقتحام الكابيتول

اقتحم المئات من مثيري الشغب المؤيدين للرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب مبنى الكابيتول، رمز الديمقراطية الأمريكية ومقر المجلس التشريعي يوم الأربعاء، وجرى إطلاق أعيرة نارية كما قتل خمسة أشخاص بينهم شرطي.

وأظهرت ألمانيا الكثير من الانزعاج ابان اقتحام مبنى الكابيتول، وعبرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن انزعاجها وغضبها وحزنها في السياق، الأمر الذي يبدو أنه هزّ الديمقراطيات الغربية بصورة كبيرة.

وكان ماس والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل من بين أولئك الذين قالوا إن ترامب يتحمل جزئيا مسؤولية التصعيد. كما تأهبت الشرطة الألمانية في البلاد لمواجهة أي ارتدادات محتملة للشغب في الكابيتول على ألمانيا.

من جانبه، أكد ماس أن بايدن يمكنه الاعتماد على دعم ألمانيا، معتبرا أنه لا توجد ديمقراطية في أوروبا بدون ديمقراطية في الولايات المتحدة، قائلا: «لفهم الانقسامات الاجتماعية في بلادنا من جذورها، فإن هذه واحدة من أكبر المهام المستقبلية للأمريكيين والأوروبيين».

ويظهر كلام ماس الخوف من أن تتأثر ألمانيا بالضرورة بالمناخ السياسي في الولايات المتحدة، إذ يقرن مثلا الكثير من المحللين السياسيين صعود اليمين الشعبوي «حزب البديل لأجل ألمانيا» وهو ثالث أكبر الأحزاب في البرلمان بنجاح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وكذلك يتم إقرانه بصعود اليمين والشعبوية في أوروبا بصورة عامة.

بالإضافة إلى أن برلين كانت الخصم غير المعلن لإدارة ترامب حيث تدخلت الأخيرة بمشاريع متعددة لألمانيا سواء في برنامج شبكة الجيل الخامس مع هواوي الصينية أو حتى في خط غاز نوردستريم2 والذي يصل فيه الغاز من روسيا لبرلين، مرورا بنفقات الدفاع التي تخصصها ألمانيا كعضو في الناتو، فيما قدمت بعض التنازلات في ملفات أخرى كحظر حزب الله.

واعتبر سياسيون ألمان أن الولايات المتحدة عاقبت بلادهم بقرارات متتالية وتهديدات بسحب قواتها، والتي يعتبرها الألمان عامل استقرار من جهة وعامل تنوع من جهة ثانية كون القوات الأمريكية تشكل مدنا كاملة.

ربما يعجبك أيضا