وصفها بـ«أفغانستان الجديدة».. بومبيو يفضح أسرار علاقة إيران بالقاعدة

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

كشف وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، اليوم الثلاثاء، النقاب عن العلاقة المشبوهة بين النظام الإيراني وتنظيم القاعدة، قبل أيام من مغادرة إدارة الرئيس المنتهية ولايته، دونالد ترامب، البيت الأبيض، وتولي الرئيس المنتخب، جو بايدن، زمام الحكم في البيت الأبيض، لأربع سنوات مقبلة ستحمل بالتأكيد مفاجآت غير سارة لنظام الملالي  الذي كان يعوّل على وصول بايدن للبيت الأبيض من أجل العودة للاتفاق النووي.

نظام ايران

هجمات سبتمبر.. تورط إيران

بومبيو وخلال مؤتمر صحفي بنادي الصحافة الوطني في واشنطن، أكد أن النظام الإيراني ساعد تنظيم القاعدة لتنفيذ هجمات الحادي عشر من  سبتمبر، في مفاجأة من العيار الثقيل، مشيرا إلى أن عضو تنظيم القاعدة «أبو محمد المصري» الذي قتل قبل نحو عام كان يعيش في إيران.

وكانت صحيفة نيويورك تايمز قالت في نوفمبر تشرين الثاني إن القيادي بالقاعدة أبو محمد المصري المتهم بالمساعدة في تدبير تفجير سفارتين أمريكيتين في أفريقيا عام 1998 قتله عملاء إسرائيليون بالرصاص في إيران. ونفت إيران التقرير، قائلة إنه لا يوجد «إرهابيون» من القاعدة على أراضيها.

وأوضح بومبيو أن وجود المصري في إيران لم يكن مفاجئا، وقال «وجود المصري داخل إيران يشير إلى سبب وجودنا هنا اليوم.. القاعدة لديها مركزجديد: إنه إيران».

إيران.. أفغانستان الجديدة

إذن، وبحسب تصريحات بومبيو، فإن إيران هي أفغانستان الجديدة بالنسبة لتنظيم القاعدة، الذي وجد في طهران الملاذ الآمن لتنفيذ عملياته، ليتخذ منها قاعدة لانطلاقته.

لكن وبحسب مراقبين، فإن تصريحات بومبيو بشأن احتضان إيران لتنظيم القاعدة «متأخرة جدا» وأن ما كشفه بومبيو اليوم من معلومات وشهادات يعرفها حتى الإعلامي العادي المهتم بأخبار تلك الجماعات.

وبحسب المراقبين أيضا، فإن نظام الملالي عمل بـ«انتهازية سياسية واستخباراتية عالية» ودعموها بالمال والسلاح والوثائق المزورة من أجل تنفيذ مخططاتها.

طهران.. ملاذ آمن للقاعدة

الوزير الأمريكي الذي شارفت ولايته على الانتهاء، تحدث عن الدعم الذي قدمته إيران للقاعدة التي أقامت مركزا لقيادتها في طهران، لم لا وبحسب بومبيو فإن القاعدة تعمل على حماية تظام الملالي، بعدما كشف عن تواجد نواب زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري في إيران في الوقت الحالي، فضلا عن إقامة التنظيم، قاعدة له على أراضيها.

ليس هذا فحسب، بل إن إيران منحت أعضاء التنظيم جوازات سفر وسمحت لهم بجمع الأموال ومنحتهم حرية الحركة داخل وخارح أراضيها.

مدير المركز الأحوازي للدراسات، حسن راضي، أكد ما قاله بومبيو، بالقول إن إيران تمتلك علاقات قوية ليس فقط بتنظيم القاعدة ولكن أيضا بتنظيم داعش”.

إدارة بايدن أمام معلومات جديدة لوا يمكن تجاهلها والاتجاه نحو توقيع اتفاق نووي مع النظام الإيراني

عقوبات أمريكية

في تغريدة له عبر حسابه على تويتر، أعلن بومبيو فرض عقوبات على اثنين من قادة القاعدة المتمركزين في إيران. ولفت الوزير الأمريكي إلى أن 100 شركة كبرى قامت بسحب أو إلغاء استثماراتها في إيران.

الوزير أعلن خلال مؤتمر صحفي مكافأة قدرها 7 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات حول أحد قادة تنظيم القاعدة، يدعى عبدالرحمن المغربي الموجود في إيران.

وأضاف مغردا أن 30 دولة توقفت عن استيراد منتجات إيران النفطية، مشددا على أن العقوبات على إيران منعتها من بيع 2 مليون برميل يوميا.

بومبيو كان قد استبق المؤتمر الصحفي بتصريحات نارية ضد النظام الإيرانيـ عندما قال إنه لا يوجد شخص معتدل داخل النظام الإيراني وأن إدارة ترامب تعتبر أن النظام الإيراني مجموعة من أصحاب الإيديولوجية المتطرفة، تصريح يضع إدارة بايدن الجديدة أمام تحديات كبيرة في تعاملها مع الملف الإيراني، فبالتأكيد أن بايدن سيعيد النظر في ضوء ما كشفه الوزير بومبيو اليوم، في رغبته بالعودة إلى الاتفاق النووي، الأمر الذي ينبئ بمزيد من الحصار الاقتصادي والسياسي لنظام الملالي الذي على ما يبدو سيعيش أياما أخرى صعبة مع تسلم بايدن الحكم بالبيت الأبيض.

ربما يعجبك أيضا