بـ«نبرة تودد»..أردوغان يرضخ للضغوط ويغازل أوروبا مجددًا

محمود طلعت

محمود طلعت

عام من التوترات التركية مع أوروبا بوجه عام، ومع اليونان وقبرص وفرنسا بشكل خاص، على خلفية انتهاكات أنقرة في شرق المتوسط، لكن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، سعى خلال الفترة الماضية إلى التودد لأوروبا مخففا خطاباته ومستخدما نبرة تصالحية.

وفي خطوة يربطها مراقبون بفوز الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن برئاسة الولايات المتحدة ونيته التشدد ضد بعض سياسات أردوغان، كثّف الأخير مساعيه لمهادنة الاتحاد الأوروبي.

مغـازلة الاتــحاد الأوروبي

الرئيس التركي ولدى استقباله اليوم الثلاثاء سفراء دول الاتحاد الأوروبي في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة، كرر مغازلاته للاتحاد الأوروبي، وأبدى رغبته في تحسين علاقات بلاده مع التكتل المكوّن من 27 دولة.

وقال أردوغان، إنه «يمكن تحويل 2021 إلى عام النجاحات في العلاقات التركية الأوروبية»، داعيا إلى جعل منطقة شرقي البحر المتوسط إلى «بحيرة للتعاون وليس ساحة للتنافس»، على حد قوله.

وأضاف «نحن مستعدون لإعادة علاقاتنا إلى مسارها وفق رؤية طويلة الأمد ونتوقع من أصدقائنا الأوروبيين أن يظهروا نفس الإرادة»، معتبرا أن الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي كان خيارا استراتيجيا بالنسبة لبلاده منذ 60 عاما، وأن الموافقة على هذا الانضمام سيكون خيارا وجوديا بالنسبة لمستقبل الاتحاد.

وفي أواخر ديسمبر الماضي، غازل أردوغان دول أوروبا بالتعبير عن أمله بفتح صفحة جديدة من العلاقات مع الولايات المتحدة وأوروبا خلال العام الجديد 2021، وتمنى أن يظهر الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن اهتماما بالعلاقة بين واشنطن وأنقرة.

على الطريقة «الأردوغانية»

وخلال اللقاء نفسه، ردد وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، ما اعتبره المراقبون نفس تصريحات أردوغان في التودد والمغازلة لأوروبا، قائلا «نرى مستقبلنا في أوروبا ونرغب في بناء هذا المستقبل معا».

وإذ أشار أوغلو إلى دور تركيا في حل جميع المشاكل الأوروبية مثل الحرب الباردة وأزمة الهجرة، شدد في ذات الوقت على أن تركيا مازالت متمسكة بمحادثات الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.

وأضاف: «خلال الفترة الماضية تضاعفت العلاقات التجارية والاقتصادية والفنية والثقافية والتعليمية والعلمية بين الجانبين، وأصبحنا الآن في وضعية لا يمكننا الاستغناء عن بعضنا البعض».

ونوه أوغلو في هذا الصدد بأن اتفاقية الهجرة المبرمة بين الطرفين عام 2015، تعد من أبرز مظاهر التعاون بين أنقرة والاتحاد الأوروبي.

ورأى وزير الخارجية التركي أن بعض دول الاتحاد الأوروبي، تسببت العام الماضي في خلق أزمة سياسية بين تركيا والاتحاد.

المحادثات مع باريس وأثينا

وحول المحادثات التركية مع اليونان حول شرق المتوسط، قال أردوغان «نعتقد أن المحادثات الاستكشافية ستكون بادرة حقبة جديدة». كما أعرب عن انفتاحه على علاقات أفضل مع باريس بعد أشهر من الخلافات الشخصية مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

يشار إلى أن الجانبان التركي واليوناني، قد أعلنا استئناف مباحثاتهما الاستطلاعية في 25 يناير الجاري بهدف تسوية النزاع بينهما حول التنقيب عن النفط والغاز في شرق البحر الأبيض المتوسط.

وسيكون هذا الاجتماع الأول منذ تعليق ما يسمى بـ«المحادثات الاستكشافية» بين الجارين بعد 60 جولة غير مثمرة استمرت 14 عامًا في عام 2016.

عقوبات أوروبا تجاه تركيــا

مددت أوروبا الشهر الماضي، عقوباتها الاقتصادية على تركيا في مجال قطاع التنقيب عن الثروات وتتضمن منع من استخدام الموانئ الأوروبية، وتبني “قائمة سوداء” إضافية بناء على قرار صدر في 11 نوفمبر 2019 بشأن فرض قيود ضد أنقرة بسبب أنشطتها غير الشرعية في المتوسط.

وكانت الولايات المتحدة، قد فرضت هي الأخرى في وقت سابق، عقوبات بحق هيئة الصناعات الدفاعية التركية على خلفية شراء أنقرة منظومة “إس-400” الروسية للدفاع الصاروخي، والتي كررت واشنطن مطالباتها لأنقرة بالتراجع عنها.

ربما يعجبك أيضا