الخَصم والمُوالي والخبير.. من سيخلف ميركل في رئاسة الحزب الديمقراطي المسيحي؟

هالة عبدالرحمن

كتب – هالة عبدالرحمن

يستعد الحزب الديمقراطي المسيحي لاختيار خليفة أكثر قادة أوروبا نفوذا، المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، بعد أن قادت ألمانيا وأوروبا لمدة 16 عامًا.

وسينتخب الاتحاد الديمقراطي المسيحي من يمين الوسط، الذي قاد الحكومة الفيدرالية الألمانية على مدار الخمسة عشر عامًا الماضية، زعيمًا جديدًا في مؤتمر افتراضي في 15 و 16 يناير.

ومن سيفوز لديه فرصة قوية لخلافة ميركل، 66 عامًا، والتي ستتنحى بعد أربع فترات متتالية تقلدت فيها منصب المستشارة الألمانية.

ويوجد الآن ثلاثة مرشحين لقيادة الحزب: وهم فريدريك ميرز ، المحافظ والخصم اللديد لميركل، وأرمين لاشيت المعتدل الموالي لها، ونوربرت روتجن ، خبير السياسة الخارجية البارز.

واختارت المستشارة زعيمة حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي الحالي أنجريت كرامب كارينباور – والتي يطلق عليها أحيانًا «ميركل الصغيرة» – لترشح نفسها خلفًا لها، لكن في فبراير/شباط الماضي فاجأت كرامب كارينباور زملاءها أعضاء حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي بإعلانها أنها ستتنحى عن منصب زعيمة الحزب ولن تترشح لمنصب المستشارة.

وجاءت هذه الخطوة بعد انتخابات محلية مثيرة للجدل في أوائل فبراير دفعت أعضاء من حزبها في ولاية تورينجيا الشرقية إلى التعاون مع حزب “البديل من أجل دويتشلاند ” ، وهو حزب يميني متطرف مناهض للهجرة ، في تحد لرغباتها.

ووفقًا لاستطلاع أجرته مؤسسة “إيه أر دي دويتشيه لاند” لاستطلاعات الرأي، في يناير الجاري، فإن 27 بالمائة من مؤيدي حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي الذين شملهم الاستطلاع يؤيدون ميرز، و 22 بالمائة لروتجن و 18 في المائة لأرمين لاشيت. لكن النتيجة لن يقررها الجمهور. الأصوات الوحيدة المهمة هي تلك التي سيدلي بها 1001 مندوب من الاتحاد الديمقراطي المسيحي، بما في ذلك رؤساء البلديات والمشرعون والمستشارون. وفيما يلي لمحة مختصرة عن كل منهم:

GettyImages 1228092559

أرمِن لاشيت خليفة عهد ميركل

يجسد أرمِن لاشيت، استمرارية عهد ميركل وهو صحفي سابق سيبلغ الستين من عمره في 18 شباط/فبراير. فهو محافظ معتدل وفي للمستشارة وتجمعه بها علاقة ثقة.

فقد أيد لاشيت ذو العينين الضاحكتين خلف نظارته الرقيقة بشكل خاص سياسة استقبال اللاجئين في 2015. ولكن قربه هذا من ميركل قد يمثل عقبة أمامه، لأن هذا الكاثوليكي الورع المؤيد للبناء الأوروبي يسعى لتمييز نفسه عن المستشارة التي تمسك بالسلطة منذ أكثر من 15 عامًا، وتقديم برنامج مختلف.

انتُخب عضوا للبوندستاغ في 1994 ثم نائبًا أوروبيًا بعد ذلك بخمس سنوات. ويرأس منذ عام 2017 منطقة شمال الراين-فستفاليا، الأكثر اكتظاظًا بالسكان في غرب ألمانيا. وقد تصدى لوباء كوفيد-19 وحقق نجاحًا متباينًا.

إذ ظهر أحد أول مراكز العدوى في منطقته بعد كرنفال في مدينة هاينسبرج. وخسر من شعبيته أيضًا بعد أن طالب قبل الصيف، وفي وقت مبكر جدًا في نظر الخبراء الطبيين، بتخفيف قيود الاحتواء لإنقاذ الاقتصاد. ومع ذلك، يمكن للاشيت الذي يعد ابنه شخصية مؤثرة، الاستفادة من الحلف الثنائي مع وزير الصحة ينس شبان الذي حظي بشعبية خلال أزمة الوباء على الرغم من الانتقادات الموجهة لاستراتيجية التلقيح التي اعتمدها.

فريدريك

فريدريخ ميرتس خصم أنجيلا ميركل

يريد فريدريخ ميرتس، 65 عامًا، الانتقام من أنجيلا ميركل بأي ثمن. فقد كان هذا الليبرالي مرشحًا لرئاسة الاتحاد الديمقراطي المسيحي في نهاية عام 2018، لكنه هُزم بفارق ضئيل أمام أنجريت كرامبكارينباور التي عُدت في وقت ما خليفة محتملة لميركل، قبل أن تستقيل من رئاسة الاتحاد الديموقراطي المسيحي في أوائل عام 2020.

هذا المحامي ذو الملامح القاسية الذي يعود أصله إلى ولاية شمال الراين وستفاليا، لديه في رصيده مسيرة سياسية طويلة: عضو في البرلمان الأوروبي (1989-1994) ثم البوندستاغ (1994-2009) فرئيس كتلة الاتحاد الديموقراطي المسيحي والاتحاد الاجتماعي المسيحي بين 2000 وعام 2002، قبل أن تعزله ميركل من المنصب وهو الأمر الذي لم يغفره لها.

ويتبنى هذا الرجل، مواقف ليبرالية في القضايا الاقتصادية والاجتماعية، والطيار الهاوي، وهو أب لثلاثة أبناء، ويجيد إلقاء الخطب القوية حول الأمن والهجرة. وهي مواقف يفترض أن تسمح لحزبه باستعادة الناخبين الذين استمالهم اليمين المتطرف.

وعلى الرغم من أنه يحظى بدعم من قاعدة الحزب، ولا سيما شباب الاتحاد الديموقراطي المسيحي، عانى ميرتس الذي أصيب بمرض كوفيد في الربيع، في الأشهر الأخيرة من عدم تولي أي منصب مسؤول محليًا. وهكذا حجبه مسؤولو المنطقة الذين تمكنوا من إدارة مواجهة الوباء مع ميركل.

وقد تؤدي الفترة التي قضاها بالعمل لدى شركة إدارة الأصول الأميركية بلاكروك لقاء أجر سخي، والتصريحات الأخيرة التي قارن فيها بين المثلية الجنسية والاستغلال الجنسي للأطفال، إلى عزوف الناخبين المعتدلين والبيئيين عن تأييده.

norbert roettgen der cdu aussenpolitiker sorgt sich um den zusammenhalt der eu in der corona krise

نوربرت روتجن الخبير

وقد يحدث نوربرت روتجن، 55 عاما، القادم من خارج قيادة الحزب مفاجأة، فيما يمتلك روتغن شخصية متألقة بدراسته للقانون، وهو على قدم المساواة مع ميرتس، متقدمًا بفارق كبير عن لاشيت في استطلاعات الرأي الوطنية، على الرغم من أن القرار يعود إلى مندوبي الاتحاد الديموقراطي المسيحي في نهاية الأمر.

وانتخب روتجن لعضوية البوندستاغ عام 1994 وهو أب لثلاثة أطفال ولديه أيضًا حساب يريد تصفيته مع ميركل. فالمستشارة أوقفت بالفعل صعوده السياسي في عام 2012 بإقالته من منصبه كوزير للبيئة، بعد هزيمة انتخابية في منطقته في شمال الراين- فستفاليا.

وترأس فيما بعد لجنة الشؤون الخارجية في البوندستاغ، وهو من مؤيدي الخط المتشدد تجاه روسيا، فيما يعد بإعطاء دور أقوى للشباب والنساء داخل الحزب الألماني المحافظ الذي يحتاج إلى التجديد برأيه.

ربما يعجبك أيضا