النسر يحمله بعيدًا.. هكذا يستعد الأمريكيون لانتهاء ولاية ترامب

دعاء عبدالنبي

كتبت – دعاء عبدالنبي

استعدادًا لرحيله عبر الأمريكيون عن ارتياحهم بانتهاء فترة رئاسة “دونالد ترامب” الرئيس الأكثر جدلًا في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، بصورة لنسر يحمله بعيدًا تمهيدً لبدء صفحة جديدة مع عهد الإدارة الأمريكية بقيادة جو بايدن، وانتهاء ولاية ترامب التي ظلت حتى يومها الأخير هذا تصدر قراراتها في تحد أخير لخصومها، منهية أربع سنوات أثرت بشكل كبير على السياسة الأمريكية في الداخل والخارج وانتهت بفضائح اقتحام الكابيتول، وقرارات استباقية ظاهرها تنفيذ وعود حملاته الانتخابية ولكن باطنها الضغط على إدارة بايدن بعد فشل العودة الترامبية لكرسي الرئاسة.

اليوم الأخير لـ«ترامب»

لم يتبق سوى 24 ساعة لنهاية عهد الرئيس المنتهية ولاية “دونالد ترامب” واستقبال رئيس البيت الأبيض الجديد جو بايدن، وهو تناولته مجلة “نيويوركر” بصورة للرئيس ترامب يحمله نسرًا يرمز للولايات المتحدة بعيدًا، في رمز لارتياح الأمريكيين لانتهاء فترته الرئاسية.

وبحسب ما ذكرته وسائل الإعلام الأمريكية، فمن المتوقع تنظيم مراسيم وداع رسمية لترامب في قاعدة أندروز المشتركة في ماريلاند صباح غدًا الأربعاء، ليغادر بعدها إلى منتجع مار الاجو في بالم بيتش بولاية فلوريدا، لتكون هذه الرحلة الأخيرة التي يقوم بها ترامب على متن الطائرة الرئاسية قبل أن تصبح تحت تصرف بايدن.

ومن المحتمل التشاور في إمكانية تقديم التحية من خلال إطلاق 21 طلقة مدفعية، وتشمل مراسم حفل وداع ترامب فرقة عسكرية، وسجادة حمراء وموكباً ضخماً.

من جهة أخرى، نقلت “سي إن إن” عن مسؤول أمريكي قوله إن الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب سجل “خطاب وداع” من البيت الأبيض بالأمس تحدث فيه عن قائمة إنجازاته خلال 4 سنوات قضاها في المنصب، وسط توقعات بعرض الفيديو، اليوم الثلاثاء.

ولفت المسؤول إلى أن ترامب، الذي ظل بعيدا عن الأنظار منذ أيام، أشار في التسجيل إلى “الإدارة الجديدة”، لكن لم يتضح ما إذا كان قد قدم تنازلا رفضه لأكثر من شهرين.

ومن المقرر أن يمضي ترامب في البيت الأبيض في ختام ولاية شهدت انقسامًا عميقًا في الولايات المتحدة، وقد يغتنم اللحظات الأخيرة من رئاسته لإصدار سلسلة من قرارات العفو، في تحدّ أخير لخصومه.

ترامب يتحدى خصومه

حتى الرمق الأخير من فترة ولايته، لا يزال ترامب يتحدى خصومه وتحديدًا الإدارة الجديدة برئاسة جو بايدن، والمتمثلة في قرارات وسياسات استباقية سيكون لها أكبر الأثر على خلفه، ومنها انسحاب القوات الأمريكية من العراق وأفغانستان وأخرها الصومال، فضلا عن انسحابه من عدة اتفاقيات دولية أبرزها اتفاقية المناخ بباريس والاتفاق النووي الإيراني وغيرها .

ويضاف إلى ذلك سعي إدارة ترامب لتصنيف الحوثي جماعة إرهابية الأمر الذي سيؤثر بدوره على دخول المساعدات الإنسانية إلى اليمن وتقويض عملية السلام، فضلًا عن تشديد العقوبات على إيران في ظل الحديث الجاري عن إمكانية إحياء الاتفاق النووي.

ومن قراراته أيضًا، رفع الحظر عن القادمين من البرازيل والدول الأوروبية في وقت تفشي فيه فيروس كورونا بشكل سريع، فضلًا عم ظهور سلالات متحورة كان لها أكبر الأثر على إغلاق تام في بعض الدول، وهو القرار الذي رد عليه مسؤولون في إدارة بايدن بعدم إمكانية تنفيذه بسبب مخاطر تفشي الفيروس بصورة كبيرة في الولايات المتحدة.

وبخلاف تعرضه للمساءلة مرتين بصورة تاريخية من قبل الكونجرس الأمريكية ومغادرته البيت الأبيض بنسبة تأييد لم تتجاوز 29% بحسب استطلاعات مركز “بيو” للأبحاث، سيظل إرث ترامب رغم جدليته.

محاكمة ترامب

ليس من المتوقع أن تنتهي جدل الرئيس الأكثر إثارة، بعد تصويت مجلس النواب على اتهام ترامب “بتحريض مؤيديه على العصيان” ما أدى إلى اقتحامهم مبنى الكابيتول يوم 6 يناير، وأصبحت الكرة الآن في ملعب مجلس الشيوخ للبت في قبول أو رفض محاكمة الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب وتبرئته من التهم المنسوبة إليه.

ويذكر أنه في المحاكمة الأولى “لعزل” الرئيس أوائل عام 2020 التي كانت متعلقة بالقضية الأوكرانية، برأ مجلس الشيوخ ذو الأغلبية الجمهورية الرئيس، ليتجنب بذلك ترامب العزل. بيد أنه في يوم 20 يناير، يوم تنصيب الرئيس الجديد جو بايدن، ستتغير المعادلة ويصبح الديمقراطيون أغلبية في مجلس الشيوخ، وذلك بعد فوزهم بمقعدي ولاية جورجيا يوم 5 يناير وهو ما يعني أنهم سيأخذون زمام المبادرة في القضية.

لا شك أن مثل هذه الإدانة ستكون رمزية، لأن ترامب سيكون قد غادر البيت الأبيض ولن تكون هناك فائدة من إقالته. ومع ذلك، يمكن لأعضاء مجلس الشيوخ إجراء تصويت ثان لمنعه من الترشح مرة ثانية في الانتخابات الرئاسية. ولا تزال إدانته من عدمه محل انقسام بين الخبراء المضطلعين بشأن السياسة الأمريكية.

وبرغم من الأزمة العميقة التي يمر بها الحزب الجمهوري بعد هزيمته في الانتخابات وهجوم أنصار ترامب على مبنى الكابيتول، لا يزال 85% من الناخبين الجمهوريين يعارضون مساءلة ترامب بحسب استطلاع نشرته (سي بي إس نيوز).

في مقابل ذلك فإن ترامب الذي يخشى التداعيات القانونية بمجرد عودته للحياة المدنية يتجاهل ما يحدث ولم يشر إلى إجراءات مساءلته، حيث نأى بنفسه عن المهاجمين دون أن يعترف بمسؤوليته عن أعمال العنف التي وقعت بالكونجرس، في وقت ترك فيه بايدن المهام الدستورية على عاتق مجلس الشيوخ فهو في حاجة له للموافقة على أعضاء حكومته الجديدة، والتصويت لصالح إنعاش الاقتصاد ومواصلة خطة توزيع اللقاحات ضد فيروس كورونا.

ربما يعجبك أيضا