تنصيب بايدن.. آمال عالقة وسياسات تائهة في إرث ترامب

دعاء عبدالنبي

كتبت – دعاء عبدالنبي

تزامنًا مع استعداد الولايات المتحدة لتنصيب رئيسها المنتخب الجديد جو بايدن، تتوجه أنظار العالم للسياسة الجديدة التي سوف ينتهجها الرئيس الديمقراطي حيال قضايا شائكة ومصائر اتفاقيات وسياسات أحدثت اضطرابًا وانتهت بفضيحة في عهد الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب، وسط توقعات كثيرة بعدم حدوث تغيير جذري في السياسة الأمريكية وآمال أخرى بحل قضايا شائكة وسياسات باتت تائهة في إرث ترامب الذي خلف اضطرابات في السياسة الأمريكية ككل.

 البيت الأبيض يستقبل رئيسه

من المنتظر أن يؤدي الرئيس الأمريكي المنتخب اليمين الدستورية في حفل التنصيب، إيذاناً بتوليه رسمياً مقاليد الحكم، وبدء ولايته الرئاسية لأربع سنوات، ليكون الرئيس الـ46 للولايات المتحدة الأمريكية.

سيشارك في الصفوف الأمامية لحفل التنصيب المرتقب عند الساعة 12:00 بالتوقيت المحلي، كلًا من المرتقب عند الساعة 12:00 بالتوقيت المحلي (17:00 بتوقيت غرينتش)، وسط انتشار كثيف للقوات الأمنية في العاصمة الفيدرالية.

ورغم أنه تمنى أخيراً حظاً موفقاً لبايدن في رسالة فيديو، فإن الرئيس دونالد ترامب لم يهنئ أبداً الرئيس المنتخب، وهو أمر غير مسبوق منذ 150 عاماً، ولن يحضر حفل تنصيبه في واشنطن الأربعاء.

وخارج سياج البيت الأبيض تبدو العاصمة الأمريكية أشبه بحصن منيع قبيل مراسم تنصيب بايدن، مع انتشار مكثّف لقوات الحرس الوطني وغياب شبه تام للمارة.

قرارات بايدن

كشف مساعدو الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن، عن أبرز القرارات التي ينوي إتخاذها بمجرد توليه السلطة، وأكدوا أنه ينوي إصدار 17 أمرًا تنفيذيا، وفقا لما ورد على موقع “إيه بي سي” الأمريكي.

وبحسب وسائل الإعلام الأمريكية فإن القرات المرتقب إصداها تشمل انسحاب الولايات المتحدة من منظمة الصحة العالمية والعودة إلى اتفاق باريس حول المناخ ، بالإضافة إلى إلغاء مرسم ترامب حول حظر سفر مواطني دول مسلمة إلى الولايات المتحدة.

ومن المتوقع أن يتخذ بايدن قرارًا حاسمًا بشأن بناء جدار على الحدود مع المكسيك، وهو أحد الإجراءات التي كان يتبعها دونالد ترامب، كما أنه سيرسل مشروعًا للكونجرس يسهل لملايين المهاجرين في أمريكا الحصول على الجنسية.

ومن القرارات التي يمكن توقعها وفقا للقاء بايدن مع عدد من مستشاريه ووعوده التي قطعها خلال حملته الانتخابية، تمرير مقترح لإنفاق بقيمة 1.9 تريليون دولار من أجل تسريع توزيع لقاحات الوقاية من فيروس كورونا، مع تقديم معونات اقتصادية لملايين الأمريكيين المتضررين من الجائحة، و فرض وضع الكمامات في كل المنشآت الاتحادية والطائرات والحافلات.

قضايا شائكة

وهنا نتحدث عن قضايا كبرى استطاعت إدارة ترامب اتخاذ قرارات قد لا يتمكن الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن من العدول عنها وأبرزها صفقة القرن وعلاقاته مع الصين وتركيا واتفاقيات السلام التي عقدتها إدارة ترامب، ويمكن إلقاء نظرة على أبرزها:

القضية الفلسطينية

*بعد الضربة التي تلقتها صفقة القرن كمرجعية للتفاوض الفلسطيني الإسرائيلي بعد خسارة ترامب في الانتخابات الأمريكية وفوز بايدن، يتوقع  أن يعود الرئيس الديمقراطي للسياسة التقليدية التي تطالب بتجميد الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وطرح إقامة دولة فلسطينية على أساس مبدأ حل الدوليتن.

لكن في المقابل، لن يكون لدى إدارة بايدة الجديدة  أي نية للتراجع عن خطوات اتخذتها إدارة ترامب ،كنقل السفارة الأمريكية إلى القدي المحتلة وشرعنة الاستيطان في الضفة الغربية وضم الجولان السوري، فهي خطوات توصف كمكاسب لأهم حليف لها في الشرق الأوسط.

الاتفاق مع إيران

*وحول العلاقة مع إيران من المتوقع أن تميل الإدارة الديمقراطية للتهدئة مع إيران، لكنها ستشدد في شروطها لإبرام اتفاق نووي جديد، في وقت أبدى فيه الجانب الإيراني استعداده للعودة للاتفاق النووي والتعاون مع إدارة بايدن الجديدة.

وخشية تساهل بايدن مع إيران، سعت إدارة ترامب قبل رحيلها للضغط على إيران، من خلال تصنيف الحوثيين كجماعة إرهابية وربط إيران بالقاعدة وتشديد العقوبات على حزب الله والحشد الشعبي، كما نسقت مع إسرائيل لتوجيه ضرباتها للحرس الثوري وميليشياته في سوريا.

العلاقات الأمريكية الصينية

ليس هناك أكثر إلحاحًا من تعديل مسار العلاقات مع الصين. قهي القوة الاقتصادية العظمى والمنافس الجيوسياسي الذي انخرط معه ترامب فيما يسميه الكثيرون بالحرب الباردة الجديدة، بعدما توترت العلاقات الأمريكية الصينية في عهد ترامب وتحديدًا منذ انتشار وباء كورونا في ديسمبر 2019، فضلًا عن خلافات تتعلق باتفاقيات التجارة وبحر الصين الجنوبي وهونج كونج وتايوان والتكنولوجيا.

وتشير التحليلات إلى أن إدارة بايدن ستتعامل مع حلفاء الولايات المتحدة بشكل أكثر فعالية من ترامب لمتابعة الاستراتيجية الأكثر تماسكاً ضد الصين.

فوز بايدن يحرج تركيا

مع فوز جو بايدن سعت أنقرة من خلال تصريحاتها الاخيرة لاتباع نهجًا صادقًا لتحسين العلاقات التي توترت في عهد ترامب، بحسب تصريحات وزير الخارجية التركي مولود جاويش اوغلو.

وفي سياق ما جاء  من تصريحات في الأونة الأخيرة فمن المتوقع أن يتقلص الدور الذي تحاول أنقرة أن تلعبه في منطقة شرق البحر المتوسط، والدخول في مفاوضات معتمدة في علاقاتها مع روسيا كمناورة للرد إي نهج متشدد أو عقوبات قد يفرضها الكونجرس إزاء سياسات أنقرة في المنطقة.

 العلاقات مع إسرائيل

وسط تكهنات بكيفية تعامل إدارة بايدن مع اتفاقيات السلام بين إسرائيل والدول العربية، قال  “انتوني بلنكن”، مرشح الرئيس الأمريكي المنتخب “جو بايدن” لوزارة الخارجية، إن إدارة الرئيس الجديد ستعمل على البناء على اتفاقات السلام بين إسرائيل والدول العربية مؤخرًا.

وبحسب تقارير إعلامية فإن اتفاقيات السلام في الشرق الأوسط هي الإنجاز المميز لإدارة ترامب في السياسة الخارجية، فقد توسطت لإقامة علاقات اقتصادية ودبلوماسية بين إسرائيل والإمارات والبحرين والمغرب والسودان.

ومن المرتقب أن نشهد في بداية الـ4 سنوات ، شرق أوسط جديد على وشك الولادة نتيجة تحولات وانقلابات صاخبة، تتمركز ملامحه الأولى بمسار نمو الدور الإسرائيلي، مع إعادة ترتيب أحجام كلا من إيران وتركيا وما بينهما من اليمن امتداداً إلى العراق وسوريا ولبنان.

ربما يعجبك أيضا