حصار تعز.. مأساة عمرها 6 سنوات

محمود سعيد

رؤية – محمود سعيد

سبب رئيسي لإطالة زمن المعركة في اليمن، كان عدم فك الحصار عن تعز، الأمر الذي مكن مليشيات الحوثي الموالية لإيران من تثبيت أركانها في عدد من المحافظات اليمنية المجاورة لتلك المحافظة.

تعز ليست عاصمة الثقافة والمثقفين في اليمن فقط، بل هي روح اليمن، وصمام أمان الجمهورية اليمنية الموحدة.

تعز هي الرابط بين الشمال والجنوب في اليمن، ولكن العجيب هو الموقف الدولي من حصار المدينة، فمثلا عندما تم حصار عدد من اليزيديين في العراق قامت بلدان العالم أجمع بالسعي لفك الحصار عنهم، كما قاموا بإلقاء أطنان من المساعدات من طائرات شحن عسكرية، أما في تعز فمجرد تصريحات جوفاء ليس إلا، رغم ان الأمراض والأوبئة تفتك بالمدينة.

الحكومة اليمنية الشرعية تتحمل كذلك مسؤولية ضعف مؤسسات داخل تعز المحاصرة، وتتحمل كذلك شح المساعدات الإنسانية من قبل المنظمات الدولية.

تعز اليوم تعاني من حالة انهيار اقتصادي وتدهور للعملة وانعدام المرتبات، وانعكاس ذلك على حياة القاطنين بها وحالتهم المعيشية وقوتهم الشرائية، وفي كثير من الأحيان يختفي الخبز من الأسواق، وفي أحيان أخرى تغلق أفران الخبز.

منظمة “رايتس رادار” لحقوق الإنسان، التي تتخذ من أمستردام مقراً لها، قالت “إن الحصار الذي يتعرض له المدنيون في تعز يتنافى مع كافة القوانين والتشريعات والأعراف، ويتنافى مع قوانين الحرب والقانون الدولي لحقوق الإنسان”.

سنوات من الحصار الخانق، جعلت سكان تعز يعانون بأكملهم من العقاب الجماعي الحوثي لهم، وتلك الميليشيات الكهنوتية المريضة لم تكتف بذلك وإنما أعدمت قبل أيام نساء ورجالا وشبابا أبرياء بلا رحمة، حدث ذلك بعد اقتحامها قرى ومنازل الحيمة، بل قاموا بالتمثيل بجثث المدنيين وصلبوهم على الأشجار، وقبلها بأسابيع قامت تلك المليشيات بقصف ملعب النادي الأهلي في مدينة، ما أدى إلى استشهاد الكابتن ناصر الريمي لاعب نادي طليعة تعز سابقاً ونجله، أثناء تواجدهما بساحة النادي الأهلي وإصابة طفلين شقيقين، وقبلها ارتكبت مئات الجرائم الموثقة بالصوت والصورة، الشبكة الشبكة اليمنية للحقوق والحريات وثقت وحدها 334 انتهاكاً لحقوق الإنسان في منطقة الحيمة بمديرية التعزية محافظة تعز، خلال الفترة من 6 وحتى 11 يناير الجاري.

سكان تعز المدينة يضطرون للهروب من الحصار إلى أن يسلكوا طرقاً وعرة وخطيرة، تعرض حياتهم للخطر وللحوادث والتفتيش والابتزاز والمضايقات وأحياناً للاختطاف والاعتقال في نقاط التفتيش الحوثية، وذلك بحسب شبكات حقوقية يمنية.

المدنيون المحاصرون داخل مدينة تعز، خرجوا مرارا وتكرارا في مظاهرات حاشدة لنقل صوتهم إلى العالم، ولتنديد بجرائم المليشيات الإرهابية الموالية لإيران، حيث يطالبون في كل مرة المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات المعنية بحقوق الإنسان بإدانة جرائم مليشيا الحوثي التي راح ضحيتها مدنيون أبرياء غالبيتهم من الأطفال، بتصنيفها جماعة إرهابية وفرض عقوبات على قياداتها لضمان عدم إفلاتهم من العقاب، وأول الغيث قطرة، وهذه القطرة هنا كانت تصنيف جماعة الحوثي جماعة إرهابية.

إذا مسؤولية الحكومة اليمنية الجديدة اليوم هي إنقاذ سكان تعز من الحصار عبر عملية عسكرية سبق وأن قامت بها من قبل ونجحت في فك الحصار عن المدينة قبل أن تقوم المليشيات بإعادة الكرة وحصارها مجددا، وعلى الحكومة اليمنية تفعيل مؤسسات الدولة اليمنية داخل المحافظة ومركزها ومدها بكل ما تحتاجة من عون ومستلزمات طبية وغذائية، وكذلك فإن مسؤولية المجتمع الدولي وجمعيات الإغاثة والمنظمات الحقوقية التي تتشدق بحقوق الإنسان، وعلى رأسهم منسقة الشؤون الإنسانية في اليمن والصليب الأحمر الدولي التحرك عاجلا لوقف ما يجري من إبادة جماعية وحصار إجرامي.  

ربما يعجبك أيضا