أفريقيا وكورونا.. مخاوف من موجة جديدة أشد فتكا

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

مع بدء عمليات الإغلاق في جميع أنحاء أفريقيا قبل أقل من عام حيث الموجة الأولى من فيروس كورونا، دق مسؤولو الصحة بالقارة السوداء ناقوس الخطر. كانت كلمات مثل «مخيفة» و«شديدة» و«كارثية» هي الكلمات التي استخدمت لوصف احتمالات معركة القارة ضد الوباء. غير أنه ولحسن حظ هذه القارة الفقيرة «اقتصاديا» الغنية بمواردها البشرية والطبيعية، خالفت كل النبوءات وخرجت بأقل الخسائر في الموجة الأولى للفيروس.

سلالة متحورة وبنى تحتية ضعيفة

غير أنه وبحلول العام الجديد، وفي دولة واحدة مثل جنوب أفريقيا، التي كسرت حاجز المليون إصابة بفيروس كورونا وذلك بسبب انتشار سلالة متحورة للفيروس أكثر قابلية للانتقال بين البشر.

حتى أن ازدياد الحالات المصابة والضغط على البنى التحتية الطبية دفعت رئيس البلاد إلى فرض قيود أشد، مع الحيلولة دون إقامة التجمعات كافة إلا في الحالات الاستثنائية كالجنائز.

يخشى كثير من المتابعين من تفشي وباء كورونا في القارة الأفريقية نظرا لما تعانيه هذه القارة من ضعف في المنظومة الصحية ونقص في الإمدادات الطبية، وقدرتها على الاستجابة لأعداد هائلة من المصابين في حال تفشي الوباء على نطاق أوسع على غرار ما حدث في أوروبا وأمريكا. فضلا عن أن تطور الوباء يتجاوز قدرات الممرضين والأطباء على التكفّل بالمرضى.

كورونا 6

تصاعد معدل الوفيات

بحسب مدير مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها التابع للاتحاد الأفريقي فإن معدل الوفيات في القارة السمراء بسبب الموجة الثانية من وباء كورونا (كوفيد-19) يتجاوز متوسط المعدل العالمي للوفيات.

ويبلغ معدل الوفيات الناجمة عن فيروس كورونا المستجد 2,5% من الإصابات المسجلة في أفريقيا، أعلى من النسبة العالمية التي تبلغ 2,2%، كما أوضح مدير هذه الوكالة المتخصصة جون نكينغاسونغ خلال مؤتمر صحفي. وارتفع عدد الإصابات في القارة بنسبة 14% في الأسبوع خلال الشهر الماضي.

ومنذ بدء تفشي الوباء، بقيت أفريقيا رسمياً أقل قارات العالم تضرراً منه، فهي تحصي 3,3 مليون إصابة ونحو 82 ألف وفاة، وفق المركز. لكن ارتفاع معدل الوفيات يشكّل اختلافاً عما عرفته القارة خلال الموجة الأولى، إذ بقي حينها معدل وفيات أفريقيا دون المتوسط العالمي، كما ذكّر نكينغاسونغ.

عواقب اقتصادية

بحسب منظمة الصحة العالمية، ستبلغ التكلفة المحتملة لفيروس كورونا حوالي 4,7 مليار يورو (5,76 مليار دولار)، لكن ربع دول القارة فقط يمكنها حشد الموارد المطلوبة.

فرغم الإجراءات المبكرة والقاسية التي فُرضت على المواطنين في معظم البلدان الأفريقية والتي حدّت من انتشار المرض، إلا أن تكلفة تدابير الإغلاق كانت كارثية على الاقتصادات الأضعف.

حتى أنه في نيجيريا، البلد الأكبر من حيث عدد السكان في القارة، أفادت السلطات الصحية أنها أصبحت «مضطرة على اختيار أي من المرضى يمكن لها التكفل بهم وأي منهم ترفض معالجتهم».

لغز كورونا في أفريقيا

مع ذلك ما يزال الخبراء يحاولون فهم السبب وربما اللغز من عدم تأثر إفريقيا بالوباء على الأقل في المواجهة الأولى، بنفس القدر مثل القارات الأخرى.

إذ تشير التفسيرات المطروحة إلى أن نسبة الشباب الكبيرة من سكان إفريقيا، والمناعة القوية المستمدة من الأوبئة السابقة والاقتصاد الريفي الذي لا يزال مهيمناً، ما يعني كثافة سكانية أقل.

ربما يعجبك أيضا