مصر تبدأ التطعيمات ضد «كورونا».. وآمال عريضة في تجاوز الجائحة

عاطف عبداللطيف

كتب – عاطف عبداللطيف

جائحة كورونا، رعب يجتاح العالم ولم يسلم منه مكان، ملايين الإصابات والوفيات، الدولة المصرية لم تقف مكتوفة الأيدي أمام ارتفاع الإصابات، تبنت إجراءات احترازية عالية وحملات توعية في كل مكان، تعاقدت على ملايين الجرعات من اللقاحات المتوفرة في العالم ضد الفيروس الفتاك وبدأت اليوم من مستشفى النجيلة بالإسماعيلية ثم مستشفيات العزل الحكومية والفئات المحددة تباعًا من كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة للتطعيم باللقاح الصيني بعد اختباره وثبوت كفائته باستثناء الحوامل والأطفال، ووسط التهديد الذي يواجه البشرية كلها أثبتت مصر قدرتها على إدارة الأزمة بنجاح كبير.

بدء التطعيم ضد كورونا

بدأت الأطقم الطبية العاملة في مستشفيات العزل المصرية، في تلقي اللقاح ضد فيروس كورونا، اليوم الأحد، والبداية في المرحلة الأولى للتطعيم كانت من مستشفى عزل أبوخليفة في الإسماعيلية بحصول 110 أشخاص من الأطقم الطبية على لقاح سينوفارم على رأسهم محمد حسن مدير المستشفى والدكتور عبدالمنعم سليم كأول طبيب من الطواقم الطبية في مصر يحصل على اللقاح رسميًا بعد التوقيع على إقرارات كتابية بتلقي اللقاح الصيني، فضلًا عن الأطقم الطبية في مستشفيي النجيلة بمطروح والعجوزة بالجيزة على التوالي. وبعد الكوادر الطبية سيكون الأولوية لأصحاب الأمراض المزمنة لأنهم أكثر عرضة لمخاطر الإصابة بالفيروس من ناحية ومضاعفات هذا المرض على الأجهزة التنفسية والأجهزة الأخرى من ناحية أخرى ثم كبار السن يليهم الفئات الأخرى مع استثناء للحوامل والأطفال.

أمس السبت، أعلن الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، أن بلاده ستتسلم نهاية الأسبوع الجاري، نوعًا جديدًا من اللقاحات تم اعتمادها لمكافحة كورونا، وستصل أولى شحناته خلال أيام، وفي الوقت الذي تعاقدت فيه مصر على نحو 100 مليون جرعة من لقاحات فيروس كورونا عبر شركات مختلفة، من المتوقع أن تكون الفئة الثانية التي تتلقى اللقاح أصحاب الأمراض المزمنة، بحلول نهاية شهر يناير الجاري أو مطلع فبراير على أقصى تقدير، وسجلت مصر، أمس، تراجعًا ملحوظًا في عدد الإصابات المسجلة بفيروس كورونا وكذلك عدد الوفيات، وبلغ إجمالي ما تم تسجيله بكورونا حتى السبت، 161143 حالة من ضمنهم 126176 حالة تم شفاؤها و8902 حالة وفاة.

التعاقد على اللقاحات

مصر أولت جهودها الأيام الماضية لمنع انتشار جائحة كورونا بتطبيق صارم للإجراءات الاحترازية وغرامات للمخالفين وعملت على الحد من الإصابات بالفيروس القاتل مع بدء الموجة الثانية، فضلًا عن التعاقدات على لقاحات كورونا آخرها كانت، أمس السبت، بعدما أبرمت الهيئة المصرية للشراء الموحد برئاسة اللواء طبيب، بهاء الدين زيدان، تعاقدًا على 20 مليون جرعة لقاح “أسترازينيكا” من تطوير جامعة “أكسفورد” البريطانية.

وارتفعت جهود مصر في التعاقدات على لقاحات ضد كورونا إلى 100 مليون جرعة من لقاحات فيروس كورونا عبر شركات مختلفة، بحسب ما أعلنت وزيرة الصحة والسكان المصرية، هالة زايد، تضم 40 مليون جرعة من لقاح سينوفارم الصيني و20 مليون جرعة من لقاح أسترازينيكا قابلة للزيادة و40 مليون جرعة من تحالف جافي، وهو ما يكفي نحو 50 مليون شخص، كما تتفاوض شركة فاكسيرا على تصنيع لقاح فيروس كورونا محليًا.

الفئات المستثناة

يحصل على لقاح كورونا في مصر من هم فوق سن 18 عامًا، واليوم، وفي مؤتمر صحفي؛ لوزيرة الصحة هالة زايد أعلنت عن توافر لقاح كورونا لكبار السن خلال أسابيع ويستثنى الأطفال والحوامل، بحسب ما أكدت وزارة الصحة، والتطعيم عبارة عن جرعتين والفترة البينية الزمنية بين الجرعة الأولى والثانية بين 21 و28 يومًا بحسب تصريحات لمحمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري للشئون الصحية.

تطعيمات آمنة

ووسط شائعات وأقاويل بوجود تطعيمات غير آمنة خاصة اللقاح الصيني ضد كورونا، أوضحت وزارة الصحة المصرية، أن التطعيمات آمنة وخضعت لكافة التحاليل التي أثبتت فاعليتها، وقالت الوزارة في بيان لها، إن الدراسة أثبتت فعالية اللقاح بنسبة 86%، وأن نجاحه في توليد أجسام مضادة وصل إلى 99%، كما وصلت قدرة منعه لحدوث إصابات متوسطة أو عنيفة إلى 100%.

وزيرة الصحة المصرية هالة زايد قالت: إن اختيار اللقاح الصيني “سينوفارم” تم بواسطة لجنة تضم ممثلين من الخدمات الطبية في القوات المسلحة ووزارة التعليم العالي وهيئة الدواء ومنظمة الصحة العالمية، ومع بدء تلقي الطواقم الطبية اللقاحات بالمستشفيات الحكومية أعلنت الوزيرة آلية توزيع اللقاح داخل مصر، حيث سيتم ذلك من خلال مراكز صحية في كل محافظة، وقالت إنه سيتم توفير عيادات لمتابعة من تم تطعيمهم، وتخصيص خط ساخن لتلقي الاستفسارات والشكاوى الخاصة.

“لن يحصل أي مصري على أي لقاح أو دواء إلا بعد تأكد الدولة تمامًا من أمانه وفعاليته”، كان هدف المسؤولين عن القطاع الصحي في مصر في مواجهة انتشار جائحة كورونا في بلادهم؛ فالدولة المصرية لم تألو جهدًا في إجراء دراسات مفصلة للاطمئنان بشكل كامل على فعالية وأمان لقاح “سينوفارم” الصيني المضاد لفيروس كورونا المستجد داخل معامل هيئة الدواء، ومع بدء الأطقم الطبية العاملة بمستشفيات العزل في تلقي اللقاح ضد الفيروس القاتل ثم الفئات المحددة واستمرار تطبيق الإجراءات الاحترازية، تعبر الدولة إلى بر الأمان بإذن الله.

ربما يعجبك أيضا