هكذا تنظر إدارة بايدن إلى القضية الفلسطينية‎

محمود

رؤية – محمد عبد الكريم

القدس المحتلة – مثقلة بملفات الداخل والخارجـ بدأت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، عهده الرئاسي في البيت الأبيض، وفي ظل هذه الملفات العديدة الساخنة، يبرز سؤالا عن موقف الإدارة من القضية الفلسطينية.

مع بروز إشارات إلى نيّة الإدارة الأمريكية إعادة علاقتها بالسلطة الفلسطينية، والتراجع عن خطوات ترامب، تسرّع قيادة «منظمة التحرير» استعداداتها لإعادة افتتاح مقرّها في واشنطن، إضافة إلى عودة الدعم المالي، في وقت أجرت فيه الخارجية الفلسطينية محاولات للاتصال بالإدارة الأمريكية الجديدة، نجحت من خلال إحداها في الحصول على تطمينات من شخصيات في الحزب الديموقراطي إلى نيّة الرئيس بايدن التراجع عن بعض خطوات ترامب ضدّ الفلسطينيين.

وتَقدّمت «الخارجية» بطلب عقد اتصال بين عباس، وبايدن، لتهنئة الأخير بفوزه في الانتخابات والتباحث في «عملية السلام»، لكنها لم تتلقّ ردّاً حتى هذا الوقت. وتوقّعت مصادر فلسطينية إجراء هذا الاتصال الشهر المقبل، قائلة إن سبب التأخير «الضغط الكبير على عاتق بايدن خلال هذه الأسابيع».

 وضمن الإشارات الإيجابية، استبشرت السلطة بتصريحات ممثل الولايات المتحدة في مجلس الأمن الدولي، ريتشارد ميلز، التي قال فيها إن بلاده ستعيد فتح البعثة الفلسطينية في واشنطن، وإنها ستعيد تقديم مساعداتها الإنسانية.

ورحب عضو اللجنة المركزية لحركة “فتح”، رئيس هيئة الشؤون المدنية، حسين الشيخ، بالموقف معتبرا كلمة ميلز، بأنها خطوة إيجابية ممكن أن يبنى عليها، وعودة العلاقات إلى طبيعتها”.

وكان ميلز قد أعلن خلال الاجتماع الشهري لمجلس الأمن حول القضية الفلسطينية أن بلاده ستعيد فتح البعثات الدبلوماسية الفلسطينية التي أغلقتها الإدارة الأمريكية السابقة، كما ستعيد تقديم مساعداتها الإنسانية ذات الصلة.

وقال المسؤول الأمريكي: إن بلاده وتحت رئاسة بايدن “ستدعم حلاً يتفق عليه الطرفان للعيش جنباً إلى جنب في إطار دولة فلسطينية. وهذه رؤية تبقى هي السبيل الأفضل بالنسبة لمستقبل إسرائيل كدولة ديمقراطية يهودية مع الالتزام بطموحات الشعب الفلسطيني المشروعة في دولة تخصه يعيش فيها بكرامة وأمن، ولا يمكن فرض السلام على أي من الطرفين”.

وأضاف الدبلوماسي الأمريكي “إن أي تقدم يجب أن يحدث على أساس مشاركة، وتفاوض، ومشاورات نشطة بين الطرفين وينبغي أن يكون بموافقة الطرفين. وللأسف فإن القيادة على الجانبين بعيدة عن بعضها البعض بالنسبة للحل النهائي”.

وقال: “إن المجتمع الدولي يتحمل المسؤولية في محاولة الحفاظ على حل الدولتين والالتفات للأوضاع الإنسانية الصعبة، بما فيها الأزمة الإنسانية في غزة”.

وأضاف: إن بلاده “تحث السلطة الفلسطينية وإسرائيل على الامتناع عن أي خطوات أحادية الجانب تصعب تحقيق حل الدولتين مثل ضم الأراضي، ومباشرة الاستيطان، وعمليات الهدم والتحريض على العنف، وتوفير التعويض للأفراد المسجونين بسبب تهم إرهاب (الأسرى الفلسطينيون)”.

بالإضافة إلى إعادة افتتاح مقرّها في واشنطن، وصلت تطمينات للسلطة ينية بايدن الدفع بـ«عملية السلام» قريباً، إضافة إلى استئناف الدعم المالي للسلطة، سواء بطريقة مباشرة في الخزينة الفلسطينية أم بطريقة غير مباشرة عبر مشاريع لمؤسّسات دولية.

وتأمل السلطة عودة 150 مليون دولار كانت تُقدّمها الولايات المتحدة سنوياً بطريقتين مباشرة وغير مباشرة، مع عودة المشاريع التي تُموّلها «الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية» (USAID). وبحسب مصادر في السلطة، فإن ثمّة نية لدى عباس لابتعاث رئيس جهاز المخابرات العامة، ماجد فرج، إلى واشنطن، مرّة أخرى فور عودة العلاقات، لبحث عودة الدعم المالي، خاصة في ما يتعلّق بقوى الأمن، «لضمان استمرار قوة هذه الأجهزة في الضفة، مع اقتراب الانتخابات الفلسطينية التي ستجرى منتصف العام الحالي”.

وتتوقع جهات فلسطينية وإسرائيلية غير رسمية أن تتعدل سياسات الولايات المتحدة فيما يتعلق بالصراع الفلسطيني- الإسرائيلي لتعود على ما كانت عليه في فترة الرئيس الأسبق براك أوباما، وأن تكون أكثر سلبية تجاه رئيس حكومة الاحتلال نتنياهو بشكل شخصي بحال بقي في الحكم.

وتأمل السلطة أن يعارض بايدن سياسة الضم الإسرائيلية لمناطق في الضفة الغربية وأن يلجم الاستيطان في الضفة الغربية وان لن يجمده نهائيا، وأن يعيد بايدن التفكير في القطيعة التي حدثت مع مؤسسات دولية ناقدة لإسرائيل، وإلى وكالة الأونروا التابعة للأمم المتحدة.

 ويرى البعض أن نجاح جو بايدن في الانتخابات الأمريكية قد يعرقل خطط ترامب ويؤجل “صفقة القرن” في المنطقة، بينما يؤكد آخرون أنه لن يحدث فارق كبير في ظل سياسة واشنطن الداعمة لإسرائيل.

مع أن رسائل واشنطن لا تشمل التراجع عن الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة للاحتلال وبقاء السفارة الأمريكية في المدينة، وتشير التصريحات الأمريكية الرسمية تشير إلى أن إدارة بايدن لن تتراجع عن قرارات اتخذتها إدارة ترامب، فيما يتعلق بمدينة القدس.

ربما يعجبك أيضا