اغتيال الناشط لقمان سليم.. شبح الاغتيالات السياسية يعود إلى لبنان

مي فارس

رؤية – مي فارس

استفاق اللبنانيون على خبر مفجع عن اغتيال الناشط السياسي والمثقف لقمان سليم الذي اشتهر بمواقفه المناهضة لـ”حزب الله” وسلاحه وأجندته الخارجية، في جريمة بشعة تنهي حياة  ناشط بارز مناهض لحزب الله هي الأولى منذ سنوات أثارت مخاوف من عودة مسلسل الاغتيالات السياسية للناشطين المعارضين.

وعثر على لقمان سليم  مقتولا بعيارات رصاصية في الرأس،  في سيارة بجنوب البلاد اليوم الخميس، وتم العثور على هاتفه في وقت سابق على جانب طريق في جنوب لبنان، منطقة نفوذ “حزب الله” الشيعي.

وكانت زوجة سليم وشقيقته كتبتا على “تويتر” مساء أمس، أنه اختفى بين عشية وضحاها، وقالت زوجته  أنه لا يرد على هاتفه.

وأوضح مصدر أمني أن “سليم كان يزور صديقاً له في الجنوب”، مشيراً إلى أن القوى الأمنية لم تعثر على أوراقه الثبوتية، وقد تعرف مقربون منه عليه.

ولم تتمكن الجهات الأمنية بعد من تحديد ظروف الجريمة.

وسادت صدمة في منزل سليم في الضاحية الجنوبية لبيروت، وقالت أخته رشا الأمير لقنوات تلفزيونية إن القاتل معروف، وكشف عن نفسه، وقبل إعلان مقتله، ربطت اختفاءه بمواقفه السياسية، وقالت:”لديه موقف، لذا ممكن أن يخطفوه؟”.

وكان سليم واجه تهديدات مراراً واتهامات بالعمالة من أنصار حزب الله الذي يملك ترسانة كبيرة من السلاح، ووصف مراراً بأنه ينتمي إلى “شيعة السفارة” وهو مصطلح يتهم المعارضين بأنهم أدوات في يد الولايات المتحدة.

وسليم باحث وناشط مدافع عن حقوق الإنسان، وملتزم بالتوعية الثقافية والسياسية حول مواضيع المواطنة والحريات، وناقد في مقالاته وإطلالاته التلفزيونية لحزب الله، القوة السياسية والعسكرية الأكثر نفوذا في لبنان.

وكان سليم (58 عاماً) يدير مركز “أمم” للأبحاث والتوثيق في جزء من منزله في حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله، الأمر الذي كان يُنظر إليه على أنه تحد للحزب الشيعي.

ينتمي لقمان إلى الطائفة الشيعية، لكنه رافضا بشدة للطائفية ويعتبرها إحدى أكبر مشاكل لبنان.

وأثار اغتياله موجة انتقادات على وسائل التواصل الاجتماعي، وحلّ اسمه أولاً على لائحة الأوسمة المستخدمة في لبنان.

ودان وزير الداخلية اللبناني محمد فهمي في حديث لقناة محلية جريمة الاغتيال ووصفها قائلا: “جريمة مروعة ومدانة”.

وعبّر المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيش عن حزنه “لخسارة لقمان سليم المأسوية”، واصفاً إياه بـ”الناشط المحترم” و”الصوت المستقل والصادق”.

ودعا السلطات للتحقيق بـ”سرعة وشفافية” في الاغتيال، مشدداً على ضرورة ألا يشبه ما يحصل في التحقيق المستمر في انفجار مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس والذي لم ينتج عنه شيء حتى الآن، وأضاف كوبيش “الناس يجب أن يعرفوا الحقيقة”.

اهتم لقمان سليم كثيرا بتوثيق ذاكرة الحرب الأهلية (1975-1990) خصوصاً لتسليط الضوء على ملف المفقودين، وكان يعمل مؤخراً على مشروع لأرشفة يوميات الحرب السورية.

أسس في مطلع التسعينات “دار الجديد” للنشر، وأنتج مع زوجته الألمانية مونيكا بورغمان فيلمين وثائقيين أحدهما لتوثيق مجزرة صبرا وشاتيلا خلال الحرب الأهلية في لبنان، والثاني حول سجن تدمر في سوريا حيث تعرض سجناء لبنانيون للتعذيب.

على حسابيه على “تويتر” و”فيسبوك” ، كان سليم ينشر تعليقات ينقلها عن شخصيتين وهميتين على الأرجح يحملان اسمي “صديقتي الشريرة” و”سعيد الجن”، وبين هذه التعليقات، انتقادات لاذعة لحزب الله وإيران الداعمة له.

وسبق للقمان سليم أن تحدث عن تهديدات تعرض لها.

في كانون الأول/ديسمبر 2019، تجمّع عدد من الأشخاص أمام منزله في حارة حريك، مرددين عبارات تخوين، وألصقوا شعارات على جدران المنزل كتب عليها “لقمان سليم الخائن والعميل”، و”حزب الله شرف الأمة”، و”المجد لكاتم الصوت”.

وعلى الأثر نشر سليم بيانا اتهم فيه من أسماهم بـ”خفافيش الظلمة” بالقيام بذلك، وحمّل الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله وحليفه رئيس مجلس النواب نبيه بري مسؤولية ما جرى و”ما قد يجري” ضده وضد عائلته ومنزله.

WhatsApp Image 2021 02 04 at 11.27.32 AM

ربما يعجبك أيضا