بعد توقعات رسمية بعودة «ذروة» كورونا.. هل تتجه مصر لموجة ثالثة؟

سهام عيد

كتبت – سهام عيد

بالرغم من انخفاض إصابات كورونا في مصر الفترة الحالية، وتخطي ذروة “الموجة الثانية”، إلا أن تصريحات وزيرة الصحة المصرية أمس بشأن توقعات ارتفاع الإصابات مرة أخرى في أبريل المقبل كانت صادمة للمصريين، لا سيمًا أن تلك الفترة يتزامن فيها حلول شهر رمضان إذ يصعب فيه تطبيق الإجراءات الاحترازية، فضلًا عن سيناريوهات استكمال الدراسة في الفصل الدراسي الثاني التي تعتمد على تقارير الوضع الوبائي في مصر.

وقالت الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة المصرية خلال مؤتمر لمنظمة الصحة العالمية: “إنه من خلال الدروس المستفادة من الموجة الأولى والتي أظهرت ارتفاع حالات الإصابة في شهر إبريل عام 2020 ، فإن التوقعات تشير إلى أنه من الممكن أن يشهد شهر أبريل عام 2021 زيادة في عدد الإصابات، حيث إن الذروة تكون في الأسبوع السابع من كل موجة، وذلك وفقًا للمؤشرات البحثية العالمية”.

وأوضحت الوزيرة أنه ليس من المؤكد ارتفاع معدل الإصابات خلال هذه المدة الزمنية، حيث تحرص مصر على مواجهة وإدارة جائحة فيروس كورونا من خلال اتباع منهج علمي بالإضافة إلى متابعة تطبيق الخطة الوقائية والاحترازية للتصدي للفيروس.

فيروس كورونا في مصر أرشيفية 2
صورة أرشيفية

بدوره، قال رئيس الإدارة المركزية لشؤون الطب الوقائي في وزارة الصحة المصرية، محمد عبدالفتاح، إنه “في ضوء عدم الالتزام بالإجراءات الاحترازية، فإن ذلك يهدد بزيادة إصابات كورونا مجددا، فضلا عن أنه من المعتاد أن يشهد شهر أبريل موجة من التقلبات الجوية إثر تغيّر فصول العام بين الشتاء والربيع، إلى جانب موجات الخماسين، والميل لإغلاق المنازل مدة أطول، وهذا كله قد يؤدي لزيادة في أعداد الإصابات الفترة المقبلة”، وفقا لموقع “سكاي نيوز عربية”.

وأعرب عبدالفتاح عن خوفه من زيادة إصابات كورونا خلال شهر رمضان المقبل، قائلا إنه “في المناسبات الاجتماعية والدينية، يميل الغالبية العظمى من الناس إلى التجمعات والأماكن المغلقة، مما يؤدي لزيادة الاختلاط بشكل غير طبيعي، وبالتالي يسهم في زيادة عدد حالات كورونا”.

كورونا في مصر5

من جانبه، قال أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة، إسلام عنان، إن السلطات الصحية في مصر لديها الخبرات الكافية للتعامل مع الموجة الثالثة المتوقعة لكورونا خلال شهري أبريل ومايو المقبلين.

وأضاف: أنه “بشكل عام؛ فنظام الفيروسات يسير إما موجة واحدة ثم يختفي، أو موجات متتالية، وفيروس كورونا يسير في السيناريو الثاني، وسنشهد الثالثة منها خلال الفترة المقبلة”.

وعن توقعاته لهذه الموجة، قال عنان: “من المتوقع أن يكون الفيروس أكثر انتشارا، لكنه لن يكون أكثر شراسة وستقل حدته بشكل كبير، وهذا سيؤدي لنتائج إيجابية بانخفاض نسبة الوفيات بالنظر لأعداد الإصابات”.

وتابع: “هذه الموجة لن تكون مثل الموجات السابقة لأسباب لها علاقة بظروف خاصة بالفيروس وتحوره، ولأسباب مرتبطة بالقدرة الصحية والخبرات الكبيرة المتراكمة للتعامل مع الوباء من الموجتين الأولى والثانية”.

وأوضح عنان أن هناك عدة عوامل ستساهم في نجاح مصر بالتعامل مع الموجة الثالثة المتوقعة، على رأسها الخبرات الكبيرة داخل المستشفيات، واستخدام بروتوكول العلاج المحدث الذي ساهم في زيادة نسب التعافي، إلى جانب التوسع في حملة التطعيم بلقاح كورونا، لافتا إلى أن هذه العوامل ستؤدي لخفض كبير بأعداد الوفيات.

استكمال الدراسة

التوقعات تربك قرارات استكمال الدراسة

لا شك أن توقعات عودة “ذروة” كورونا مرة أخرى، تعيد حسابات الحكومة المصرية بشأن قرارات استكمال العام الدراسي، لا سيما أن قرارات الدراسة ستعرض على اللجنة العليا لمواجهة كورونا برئاسة مجلس الوزراء، لاتخاذ القرارات النهائية.

وقال الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، إنه سيتم الإعلان عن كل تفاصيل عودة الدراسة بالفصل الدراسي الثاني يوم 14 فبراير المقبل، من خلال مؤتمر صحفي في ديوان الوزارة.

وشدد شوقي على استكمال العام الدراسي تحت أي ظرف، وعدم حذف أجزاء من المناهج، مؤكدًا أنه سيتم تقييم الطلاب من خلال عقد امتحانات، ولا نية لعودة الأبحاث أو إلغاء الامتحانات.

أثناء تطعيم الفريق الطبي بلقاح كورونا
أثناء تطعيم الفريق الطبي بلقاح كورونا

وكانت الحكومة المصرية قد أعلنت الانتهاء من تطعيم القوائم الطبية في مستشفيات العزل، كونهم خط الدفاع الأول ضد فيروس كورونا، على أن تستكمل حملتها لتطعيم الأطقم الطبية في باقي المستشفيات، وبالتالي فمن المتوقع انضمام الأساتذة والمدرسين إلى الفئات الأولى لتلقي اللقاح لاستكمال العملية التعليمية بشكل آمن.

يأتي ذلك في ظل استعداد مصر لاستقبال شحنات أخرى من جرعات لقاح كورونا اعتبارا من النصف الثاني من فبراير الجاري، وذلك بوصول دفعات من التحالف الدولي للقاحات والأمصال، ودفعة اللقاحات الهدية المقدمة من الصين.

وسجلت مصر حتى أمس 603 حالة جديدة لفيروس كورونا، و53 حالة وفاة، ليرتفع إجمالي عدد الحالات إلى 171993 حالة من ضمنهم 133707 حالة تم شفاؤها، و 9857 حالة وفاة.

ربما يعجبك أيضا