بعد رفع «الحوثي» من قائمة الإرهاب.. سهام التواطؤ صوب بايدن

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

في آخر تطورات الأزمة اليمنية، أعلن وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن رفع جماعة الحوثي​ من قائمة الإرهاب​ اعتبارا من الثلاثاء المقبل. وحث جميع الأطراف على العمل من أجل التوصل إلى حل سياسي دائم في اليمن. كما قال إن إلغاء تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية​ يهدف لضمان ألا تعوق سياسات واشنطن​ تقديم المساعدات الإنسانية. خطوة، قوبلت بترحيب حوثي، على أمل أن يعقبها قرارات أخرى.

Untitled 7
جرائم ميليشيات الحوثيين الإيرانية

الدبلوماسية.. نهج بايدن

تواصل الإدارة الأمريكية الجديدة العمل بنهج مختلف عن سابقتها وتقول إنه الوضع الأفضل لوضع حد للأزمة اليمنية . النهج الجديد يستند إلى الدبلوماسية كوسيلة مفضلة للرئيس جو بايدن للتعامل مع الأزمات، أمَلا في الحد من تصاعد الأزمة في ظل تحذيرات مسؤولين سابقين من التخلي عن النهج السابق واستمرار هجمات الحوثيين ضد أهداف سعودية.

لكن النهج الأمريكي الجديد وإن حرص على مصالح الحلفاء فهو يتطلب استجابة من كافة أطراف الأزمة، أمر لا يبدو قريب المنال يقول البعض.

وتبرر إدارة بايدن تبنيها النهج الجديد برغبتها في تخفيف الأزمة الإنسانية في اليمن، وترى في انخراطها إلى جانب الأمم المتحدة في الجهود الإنسانية فرصة لتحقيق ما عجزت عنه الإدارات السابقة والتوصل لتسوية للأزمة.

ضوء أخضر أمريكي

ما يثير الريبة، أن قرار واشنطن برفع جماعة الحوثي من قائمة الإرهاب، يأتي بعد ساعات من اعتراف الميليشيات الحوثية على لسان المتحدث العسكري لها، يحيى سريع، استهدافها عبر 4 طائرات مسيّرة مرابض الطائرات الحربية بمطار أبها الدولي في السعودية.

كما يتزامن مع الهجوم الذي يقوم به الحوثي على محافظة مأرب التي تؤوي 4 ملايين نازح، خطوة فسرها محللون على أنها رفع لمعنويات هذه الجماعة والايحاء لهم «بأننا ورأئكم»، وترى فيها الميليشيات بأنه ضوء أخضر للتنكيل باليمنيين، وحسم ماتبقى من خارطة الشمال، قبل الجلوس على طاولة حوار مع من تبقى من الأطراف المتصارعة.

اليمن والاتفاق النووي

قرار إدارة بايدن برفع تصنيف مليشا الحوثي من قائمة الإرهاب قد يكون شأن أمريكي، لكنه يوضح نهم أمريكا الجديد في المنطقة، تحويل اليمن إلى عراق جديد يسلم للإيرانيين مقابل اتفاق نووي جديد، بدعم أوربي وأممي، لكن يبقى الشعب اليمني صاحب القرار النهائي والكلمة الفصل، إذ أنه لم ولن يغير من الحقيقة شيئاً؛ محاربة الحوثيين هي مهمة كل يمني في المقام الأول والثاني والثالث وحتى العاشر!.

فمنذ الحرب العالمية الثانية لم تقم أي جماعة مسلحة في العالم بزراعة هذا الكم الهائل من الألغام، إلا جماعة الحوثي الإرهابية التي تزرع الموت في كل شبر تصل إليه.

بحسب مراقبين، فإن القرار الأمريكي الأخير أمرا كان متوقعا منذ الوهلة الأول، إذ لم يقابل هذا التصنيف عمل دبلوماسي يرتقي إلى أن يبقي الجماعة تحت هذا التصنيف حتى يتم تثبيت الأمن في جميع أنحاء البلاد.

لذل فإن تسلّط إدارة أمريكا الجديدة على اليمن بهذا الشكل الفاضح الذي جعلها تركع لملالي طهران وتتخبّط تجاه الحوثي يسئ لها ولمصداقيتها دوليّا.وخطوة من شأنها تشجيع إيران للتمدد في المنطقة وضو أخضر للحوثي لالتهام اليمن بغطاء أممي قذر .

ميلشيا الحوثي التي تزعم تميزها العرقي وقداسة سلالتها، وبناء على هذا الزعم الاستعلائي الذي يتنافى مع العقل والمساواة، تستخدم السلاح لتصل للحكم كحق لها وتضطهد اليمنيين الذين ينادون بالمساواة حتى يسلموا لها بالتفوق العرقي وأحقية الحكم، إنها بحق جماعة عرقية وإرهابية.

ربما يعجبك أيضا