«عيد الحب».. الفقد والموت يطغى على لون الورد الأحمر

هدى اسماعيل

هدى إسماعيل

«لياليكي كانت نور تسبح في ضي بحور صبحت فضا مهجور مرسوم في كل جدار»، كلمات غنّاها وديع الصافي منذ سنوات طويلة ينعى فيها «حبايب الدار»، قد تصف قليلًا مما وصل إليه العالم الآن، حيث تحولت محال الزهور في العالم إلى مكان لشراء ورود «التعزية» ، من «العشق» إلى «الفقد»، هكذا بات الوضع الحالي في جميع أركان الكرة الأرضية بسبب الجائحة التي حلت ضيفاً ثقيلاً على أهل الأرض منذ أكثر من عام.

عيد الجنازات

“فبراير هذا العام عيد الحب وعيد الجنازات”، هكذا قال تشاتوف، 56 عامًا، الرئيس التنفيذي لمركز كالفورنيا فلاور مول، أحد أكبر الأسواق في البلاد، في وسط مدينة لوس أنجلوس، إنه عندما فرضت كالفورنيا إغلاقها الأول في مارس، أغلق بعض بائعي الأزهار أبوابها بسبب اختفاء حفلات الزفاف والتخرج والمؤتمرات والمناسبات الكبيرة الأخرى بين عشية وضحاها، ثم جاءت الجنازات الوبائية بعد ذلك مكانها.

خطابات الحب

11116589001613225842

اعتادت ساحة “تايمز سكوير” العريقة في نيويورك ولمدة 13 عاماً إقامة مسابقة فنية سنوية تحتفي بالحب لمناسبة عيد الـ”فالنتين” أو عيد الحب. في السابق، كان السائحون يشاهدون العمل الفني الفائز وهم في طريقهم لمتابعة عرض مسرحي في برودواي، أو وهم يتأملون اللوحات الإعلانية في الشارع أو يزورون متجر “M&M’s”.

ولكن اختلف الوضع هذا العام، حيث شهد عدد السائحين تراجعاً كبيراً في شهر فبراير من هذا العام، و الحشود التي عادة ما كانت تتزاحم في طريقها إلي “تايمز سكوير”، لم تعد تُحبذ ذلك في ظلّ تفشي جائحة كورونا.

أمّا العمل الفني الفائز هذا العام فحمل اسم “Love Letters”، أو “خطابات الحب”، هو عبارة عن نصب مصنوع من الخشب الرقيق على شكل قلبين متداخلين، بدأ عرضه في 10 فبراير. وقد صمّم هذا النصب بمساحات متعددة ما يتيح للزوّار التفاعل فيما بينهم مع الحفاظ على مسافة آمنة. كما يلقي العمل الضوء على مواضيع أوسع من الحب، مثل التكافل والصمود الجماعي ولمّ الشمل، كذلك، يتيح للزوّار عرض رسائل الحب الخاصة بهم، وإذا تعذّر عليهم القدوم، يمكنهم إرسال رسائلهم إلكترونياً.

ياورد مين يشتريك

هذه أول مرة يحلّ فيها ما يُسمى عيد الحب في لبنان، في ظل جائحة كورونا التي فرضت إغلاقاً قاسياً باعد بين الأحبة، ورغم أن بعض طقوس «عيد العشاق» ظلت على حالها، إلا أن الجائحة تمكن من إحلال طقوس جديدة.

وقبل يوم من عيد الحب، جال بائع الورد بعربته أسواق العاصمة اللبنانية المقفلة، بفعل الوباء، عارضاً باقات من الزهور، ونادى «يلا عالورد» علّه يجد من يشتريه. وردد مراراً : «يا ورد مين يشتريك وللحبيب يهديك».

يذكر أن تدابير العزل في لبنان استثنت محال من بينها الورود في لبنان ، ولكن فقط عبر خدمة التوصيل (الدليفري)، لكن الأسعار ليست في متناول الجميع مثلاً «الدبدوب الأحمر» يُباع حالياً بـ800 ألف ليرة لبنانية، وهو سعر باهظ في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية.

وفي مشهد آخر من مشاهد الاستعداد لعيد الحب، استغلت مصممة أزياء المناسبة لبث التوعية الصحية والأمل والطاقة الإيجابية في قلوب العشاق والمحبين، وقررت صناعة كمامات عيد الحب.

وتقول المصممة، سارة ترجمان، إنها صممت «كمامات الحب»، «التي ستختلف عن غيرها من الكمامات سيما إذا كانت هدية من الحبيب، مما يجبرك على ارتدائها.

الحب رغم المسافات

103486 الزوجان يرسمان قلب

لم ندع التباعد الاجتماعي يمنعنا من التقاط الصور الخاصة في عيد الحب”، هكذا تحدث زوجين عن سر لجوءهما لحيلة طريفة في جلسة تصوير خاصة، ظهرا فيها يرتديان أذرع لينة طويلة تجعلهما على مسافة بعيدة عن بعضهما البعض.

 حاول الزوجان أن يعبرا عن شكل عيد الحب بعد تفشي فيروس كورونا بطريقة مبتكرة، حيث حافظا على قانون التباعد الاجتماعي وفي ذات الوقت استطاعا التلامس بأطراف صناعية، وقام الزوج بإعطاء زوجته هدية عيد الحب والشيكولاتة والورود وغيرها، ورغم طرافة الفكرة إلا أنها كانت معبرة عن العشاق في الفلانتين.

في التباعد حياة

المسافة قد تجعل القلب أكثر ولعاً، لكنها تجعلك أيضاً أكثر أماناً، وفقاً لأحدث الإرشادات الصادرة عن المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها.

تقول إرشادات المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها إن الطريقة الأكثر أماناً للاحتفال بالمناسبة، هي قضاء وقتك مع الأشخاص الذين تعيش معهم أو الاحتفال عبر الإنترنت مع أحبائك.

وبالنسبة للأشخاص الذين يرغبون التعبير عن حبهم لمن هم خارج الأسرة، تنصح المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها بالاحتفال في الهواء الطلق.

وحذرت المحللة الطبية في CNN، الدكتورة لينا وين، وهي طبيبة طوارئ وأستاذة زائرة في كلية معهد “ميلكن” للصحة العامة بجامعة جورج واشنطن، من أي تجمع داخلي مع أشخاص لا تعيش معهم في المنزل ذاته.

وأوضحت أنه يمكن زيادة خطر الإصابة بفيروس كورونا عند “إقامة حفل عشاء داخلي مع أصدقاء ليسوا جزءاً من الأسرة أو الذهاب إلى مطعم مزدحم”.

وأضافت أنه “لا يوجد خطر حقيقي في إرسال بطاقات أو مواد صالحة للأكل لأفراد آخرين”.

111719785 corona dating cover horiz

ربما يعجبك أيضا